فى ثانى أيام مؤتمر القصة القصيرة بالمجلس الأعلى للثقافة رأس الروائى يوسف القعيد جلسة صباحية جمعت الشاعر شعبان يوسف والنقاد عالى سرحان القرشى، وسامى سليمان والروائى فتحى الإبيارى. بدأت الندوة بمداخلة الشاعر شعبان يوسف وتناول فيها ملابسات نشأة القصة القصيرة، وأشار إلى أن نسبة الريادة ترجع بشكل مطلق إلى ميخائيل نعيمة، كما قرر ذلك الباحث محمد يوسف نجم فى كتابه "القصة فى الأدب العربى الحديث". وأكد شعبان يوسف أن قصة نعيمة "العاقر" كانت أول قصة متكاملة وناضجة. وأشار يوسف إلى أهمية وجود بيلوجرافيا تسجل وتؤرخ لهذه الأعمال، مثل بيلوجرافيا سيد النساج، لافتا إلى أنه قد تم حذف العديد من القصاصين الذين كان لهم حضور وعلى رأسهم محمود خيرت صاحب الروايتين القصيرتين "الفتاة الريفية"، " الفتى الريفى" ، واللتين كانتا مقدمة طبيعية لرواية "زينب" لمحمد حسنين هيكل، وأكد يوسف أنهما قد سبقتا "زينب" بسبع سنوات، كما لم يكتف خيرت بالكتابة الروائية بل كتب مجموعة من القصص فى أعوام 1936، 1937، والتى عدها يوسف من القصص الناضجة وهى القصص التى لم تحظ بأى اهتمام على الإطلاق. الناقد عالى سرحان القرشى تناول فى مداخلته التجديد فى القصة السعودية، مشيرا إلى أن هناك تحولا نحو نوع من الكتابة يجسد المصائر الإنسانية، والكتاب السعوديين أصبحوا يحاولون إشراك القارئ فى كتابة القصة وإشراكة فى تطوارتها. وقال إن لغة القصة هى استثمار الكاتب لجميع فعاليات اللغة، وكثير من القص حدث به جنوح نحو التكثيف مما جعلها منبعا لعالم روائى يشكله المتلقى. وتناول القاص فتحى الإبيارى فى ورقته مستقبل القصة فى العالم، فأشار فى مستهل حديثه إلى أن هناك نقاشا ممتعا دار بين كتاب القصة فى الشرق والغرب حول القصة والفن القصصى، وهذا النقاش يمكن أن يلقى ضوءا على مستقبل القصة. وطرح الإبيارى آراء بعض الكتاب العالميين فى القصة وواقعية الكاتب، كما تطرق فى مداخلته أيضا إلى تمثل القاص لما يكتبه، فإذا كان يكتب بلسان الأنثى يجب أن يكون كذلك، وإذا كان يكتب عن بطل جبان، يجب أن يستدعى لحظة جبن فى حياته. وأشار الدكتور سامى سليمان أستاذ النقد بجامعة القاهرة فى ورقته التى جاءت عن مستقبل القصة القصيرة فى مصر، إلى أنه قد تعلم كثيرا واستقى كثيرا من الخبرات الإنسانية والحياتية، وكذلك خبراته فى تلقى الأعمال الأدبية من خلال صحبته للكتاب الكبار فى نادى القصة. وتناول سليمان فى عنوان فرعى لمداخلته هو هوامش حول هوية النوع الأدبى، وأنتقل إلى سياقات الإنتاج وخصوصيتها. وأكد سليمان على أن التغيرات الأخيرة فى المجتمع تجعل من التنبؤ بمستقبل الظواهر الثقافية أمرًا عسيرًا، كما أنه لم يكن من الممكن تصور الانفجارات المعرفية فيما بعد 2001، وأشار إلى أن الباحثين والنقاد من الممكن أن يكتشفوا بعض ما سوف يحدث فى المستقبل. وقال سليمان: قبل أن أحاول وضع القصة القصيرة فى موضعها بالنسبة للأنواع الأدبية، أود أن أشير إلى أن تحديد موقع النوع الأدبى يتحدد بمجموعة من العوامل والمتغيرات الجديدة منها اتساع حدود التلقى التى يتلقى فيها نصوص النوع. وأشار سليمان إلى أن هناك تيارًا فى القصة القصيرة سماها بتيار سرد الشئون المحلية، منه مجموعة مصطفى البلكى، الذى احتفى بتفاصيل الحياة الصغيرة فى الصعيد، وهناك أيضا تبادل للأصوات السردية فى العديد من القصص. وأعقب مداخلة سامى سليمان عدد من المداخلات كان منها ما أثار الجدل حول القصة السعودية التى تنشر خارج وطنها، حيث أشار الروائى يوسف القعيد إلى نشر الأعمال الروائية خارج السعودية، وأن بعض الأعمال الروائية تصدر فى لبنان، وقال القعيد: لماذا ينشر الإنتاج الأدبى خارج السعودية، هل يرجع ذلك لعدم وجود حركة نشر فى الداخل؟ فأجاب عالى سرحان القرشى بأن هناك تحفظًا على بعض الأعمال الروائية داخل السعودية، وهو ما يجعل أصحابها يلجئون لنشرها فى الخارج، وقال إنه ليس هناك مجموعات قصصية منعت داخل السعودية، لكن هذا حدث مع الروايات، وهناك تحفظ اجتماعى أيضا على كثير منها، وأشار القرشى إلى أن دور النشر التجارية داخل السعودية ليست بحجم دور النشر خارج المملكة. وطرح الروائى يوسف القعيد أيضا أمر نشر بعض الأعمال القصصية بأسماء مستعارة، فأجاب القرشى بأن بعض الكاتبات لا يمكنهن التوقيع بأسمائهن لذلك يقمن بالنشر بأسماء مستعارة.