سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
75% من طلاب الثانوية يجهلون وجود يوم عالمى للاحتفال بالطالب المصرى.. ويؤكدون: نتيجة طبيعية لإهمال "وزارة التعليم" لنا.. و"معلمون": قصور المناهج وانغلاقها عن الخارج هدم الثقافة الدراسية
أحد أشهر وأكبر النضالات الطلابية التى وثقها التاريخ، تنير اليوم فى الذكرى ال68 لليوم العالمى للطالب، يوم 21 فبراير من كلّ عام، الذكرى التى خاضها طلاب مصر عام 1946 لإرساء الحقوق الأساسية لطلاب المدارس والجامعات، والتى تكفلها لهم قوانين المجتمع المدنى، والمطالبة بإجلاء المستعمر الإيطالى عن البلاد. واختار "كايرو دار" عينة عشوائية من طلاب المرحلة الثانوية، لمعرفة إذا كان الطلاب يملكون معلومات عن ذلك اليوم أم لا، فكانت النتيجة أن 75% يجهلون وجود يوم خاص للاحتفال بالطالب المصرى، و5% يتشككون فى صحة إجاباتهم، و20% فقط لديهم معلومات تكاد تكون صحيحة. السؤال نص على "هل تعلم أن هناك يوما يُسَمَّى بيوم الطالب العالمى؟"، وكانت الإجابات "لا، إذا كانت الدولة تضعنا ضمن اهتماماتها لاحتفلت بنا داخل مدارسنا، أو قررت تلك المناسبة بمناهجنا"، و"لا، هو ده غير يوم الهندسة المصرى؟"، و"هو فيه حاجة اسمها كده؟"، و"لا، هو فين الطالب اللى يحتفلوا بيه.. حقنا مهدور فى الامتحانات والتعليم بشكل عام". أما عن الطلاب الذين كانوا يملكون بعض المعلومات، فكانت إجاباتهم "آه بس مش فاكر امتى؟"، و" بتاع المظاهرات اللى طالبت بخروج الاحتلال تقريبًا؟"، و"فى سنة 1946 أيام الاحتلال البريطانى خرجت مظاهرات للتنديد بالاحتلال وهاجمتهم قوات الاحتلال سقط الكثير من الشهداء وهو عمومًا يمكن الطلاب لا تعلم عنه أية معلومات". وللتعليق على تلك النتائج، قال عبد الناصر إسماعيل، رئيس اتحاد المعلمين المصريين، ل"كايرو دار"، إن جهل الطلاب بتلك المناسبة يُعَد نتيجة طبيعية للانقطاع عن العالم الخارجى واتباع ثقافة التغييب، والصمم الذى يغلب على المناهج الدراسية، بالإضافة إلى فقدها الحث على البحث خلف المعلومات والحقائق، وقصرها على المعلومات التى تُقَدَّم للطالب من خلال شرح المعلم داخل الفصل. وأكد إسماعيل أن الطالب المصرى يستحق التقدير من المعلمين، مشيرًا لحاجتهم إلى دعم مؤسسات الدولة ليصبح الطلاب أفضل مما هم عليه الآن، من خلال تطوير المناهج وأساليب التدريس، والاعتماد على البحث والتطبيق. وأرجع أيمن البيلى، الناشط النقابى والباحث فى مجال التعليم، عدم وجود معلومات عند الطلاب عن اليوم العالمى للطالب، إلى عدة أسباب أهمها "الثقافة العامة السائدة فى المجتمع وغياب روافد حقيقية لصنع ثقافة عامة، للقيام بثورة ثقافية توازى الحراك السياسى، بالإضافة إلى إغفال المناهج التعليمية لأكثر من 33 عاما لذكر معلومات تأصل علاقة الطالب وقدرته فى التأثير على المجتمع". وأضاف البيلى ل"كايرو دار": "عدم اهتمام الدولة والحكومات المتتالية بالطلاب المصريين، وعدم التنويه من خلال الإعلام عن وجود يوم عالمى للطالب، بالإضافة إلى الانغلاق الفكرى برغم وجود انفتاح استهلاكى واقتصادى على العالم، ساهم بشكلٍ كبير فى عدم إدراك الطلاب للمناسبة، وإثارة اهتمامهم للبحث حول أسبابها". وأوضح أن إستراتيجية التعليم لعام 2014/2022 ستتضمن تدريس حقوق الإنسان وأهمية الطالب ودوره فى المجتمع وصُنْع القرار بالدولة، لافتًا إلى أن ذلك يمكن علاجه من خلال إعادة صياغة المناهج، ووزارتى التربية والتعليم، والشباب، وتغيير الثقافات الحاكمة على استخدام شبكات الإنترنت للبحث عن المعلومات، والتطلع إلى كل ما هو جديد خاص بالتعليم خاصة وبالحياة عامة. و"يوم الطالب العالمى" اختير ليكون الاحتفال به 21 فبراير من كل عام لإحياء ذكرى شهداء كوبرى الجامعة، حيث خرج آلاف الطلاب فى مظاهرة من جامعة الملك فؤاد الأول "القاهرة حاليًّا" إلى قصر عابدين عام 1946، للمطالبة بجلاء الإنجليز وقطع المفاوضات. وفتحت الشرطة المصرية "كوبرى عباس" بأمر من رئيس الوزراء ووزير الداخلية محمود فهمى النقراشى، وأدى ذلك إلى تساقطهم فى نهر النيل ووفاتهم غرقًا، وإلقاء القبض على من نجا منهم، ليبدأ يوم 21 فبراير 1946 الإضراب العام من طلاب مصر ضد الاحتلال البريطانى.