يبحث قناصون فى شمال الهند عن نمرة تستهدف البشر والتهمت حتى الان تسعة أشخاص جميعهم قرويون فقراء يعيشون على تخوم واحدة من أخر مواطن النمور البرية فى العالم. وتنقض النمرة على الاشخاص فى وضح النهار وتجرجرهم إلى الغابات أو حقول قصب السكر. ولا يتبقى من الضحايا إلا زوج من الأحذية ودم جاف اذا تم العثور على شىء، ويتربص القناصون بالحيوان منذ شهر تقريبا. وقال سانجاى سينغ أحد القناصين إن ادارة الغابات كانت ترفض حتى وقت قريب التصريح بقتل النمرة، وأضاف: "حتى عندما قتلت ضحيتها الثامنة، لم يكن مسموحا لنا بالذهاب داخل الغابة ليلا. الآن، صدر تصريح بإطلاق النار عليها... لأنها قتلت ضحيتها التاسعة. ولا تزال شرسة جدا، وهى لا تقرب الحيوانات لأن الرجل الذى قتلته كان مع الماشية، فهى لا تستهدف الماشية، بل تستهدف البشر وحدهم". وبينما يجرى جلب القناصين لصيد النمور آكلة البشر كل عام أو نحو ذلك فى الهند فلم يحدث منذ عقود أن قتل نمر عددا كبيرا من الناس مثل هذه النمرة أو ظل قيد المطاردة مثل هذه المدة الطويلة، وخبراء الحياة البرية لا يعرفون سوى القليل عن النمرة المطاردة حاليا، فهم يعرفون إنها أنثى من آثار أقدامها على الأرض ويعتقد كثيرون أنها مصابة بطريقة أو بأخرى وهو ما قد يفسر تغلبها على خوفها الطبيعى من البشر، فمعظم النمور تفر من البشر لكن البشر فى نفس الوقت فريسة أسهل بكثير لأنهم أبطأ من الغزلان والجاموس وجلدوهم أرق وأسهل فى الالتهام. وظلت النمرة تتنقل أكثر من سبعة أسابيع دون يراها أحد تقريبا وقطعت أكثر من 120 ميلا (193 كيلومترا). وعبرت قرى ومدنا صغيرة وطريقا سريعة واحدة على الأقل. وأضاف سينغ "أول من قتلت كان فى مراد أباد وهى بلدة صغيرة فى ولاية أوتار براديش، وليس هناك غابات. ثم انتقلت ببطء، ببطء نحو الغابة، والآن هى فى الغابة العميقة، وأصبح من الصعب ترويضها وتحديد موقعها". وقليلا ما كان يكترث سكان القرى للنمور على مدار أجيال. لكن توسع المدن والصيد غير المشروع واسع النطاق وبرامج الحياة البرية غير الكفوء أضر بعدد النمور فى الهند، وأجبرها على اللجوء إلى جيوب أصغر من أى وقت مضى، وحاليا يقول المزارعون إنهم يعملون فى مجموعات فى الحقول. ويستخدمون سلاحا محلى الصنع يعرف باسم "المطرقة" لتخويف النمرة. وقال فيجاى سينغ بال، الذى يزعم أن النمرة أكلت أحد أقاربه "إما أن تقتل أو يتم الامساك بها وإبعادها عن هنا. وبهذا يذهب عنا الخوف، فنحن خائفون الآن، ولا يمكننا الذهاب إلى الغابة، ولا يمكننا ممارسة أعمالنا اليومية"، وقصب السكر هو العمود الفقرى للاقتصاد المحلى، والنباتات التى يبلغ طولها عشرة أقدام تمثل ملاذا مثاليا لاختباء النمور. وقد اعتاد السكان فى المنطقة على التعايش مع القطط البرية والقردة والثعالب والدببة والخنازير البرية لكن النمور نادرة نوعا ما هنا.