نادية الوجه والطبع ماتت لكن جذور الطهر عاشت. روتها دماء عزيزة من دفقها الميمون ضاءت. ذهبت عنا هذى المصون والذكرى فى الناس دامت. لا بأس إن ذهبت شحوم فى سبيل العرض ذابت. --- نادية.. لا زلت كما كنتِ هنا سيرة عطراء فى الناس شاعت. لن تكونى ذكرى وتمضى لن تكونى ذكرى وفاتت. لن تكونى حدثاً سينسى لن تكونى شمساً وغابت. أنت هنا فى كل خطو تهدى الطريق لكل فائت. أنت هنا فى كل نبض تعطى الحياة لقيم تهاوت. لن ترحلى ما دامت عيون تراكِ دوماً ولاعنكِ حادت. --- نادية: أنت دليل لكل نفس ترجو العفاف وللعرض صانت. لا يضاهى العرض ملك كسرى ملكت القرار بنفس تسامت. كنت سداً أمام غر ألف المعاصى والنفس عافت. ما هنتِ لحظاً أمام ذئب ما ذل نفساً ولا النفس هانت. ظل حيراناً أمام نفس سمت بالحق ولا استكانت. --- نادية.. هذى دموعى رثاء عليكِ القلب يبكى والعين سالت. وليت الدموع تردُّ شيئاً فعودة الذاهب استحالت. ويبقى مكانك حراً فسيحاً إذ الأزمان دارت. لن تنمحى صور العفاف ستبقى شموعاً أضاءت. لن تنقضى سنن الحرائر فإنها فى الخلق سادت. --- نادية.. لئن مت فى نظر الخسيس فحياتك عند الله دامت. من مات دون العرض حى شهيد فى جنات تعالت. فزت أنتِ برضوان رب والنار تشوى ذاك المباغت. لا ظلم فى جنب الإله إن موازين الناس مالت. --- نادية.. فى رحاب الله كونى لن تهونى، كنتِ وكانت. كنتِ كما أمرت شريفة وجنان الخلد للأطهار زانت. لا تخافى ولا تحزني الخوف ولى، والنفس نالت. ألا فانعمى بدار خلد عيونها جرت، وقطوفها دانت. --- نادية.. عليكِ سلام كلما غدت سائحات السحاب أو راحت. وكلما بدت سابحات الفضاء فى السماء أو غارت. وكلما أشرقت شمس الحياة على الحياة أو غابت. وكلما غنت هذى الحمائم على غصنها، أو ناحت. وكلما قطرت حبات الندى من وجه الصباح، أو سالت. عليكِ السلام يا نادية فى المحيى وفى الفراق المباغت. ------------- أخصائى أول إحصاء بالتربية والتعليم منية النصر / دقهلية محمول: