كشفت دراسة حديثة النقاب عن ارتفاع معدلات الوجبات السريعة المتناولة بين الأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقة الاجتماعية ذات الدخل المرتفع من 27 إلى 33 وجبة، وذلك ما بين عامى 1999 و2008، فى الوقت الذى قفز فيه معادل كتلة جسم فى نحو 25 دولة من الدول الغنية من 25,8 إلى 26,4 نقطة، هو ما يعنى تصنيف الإنسان العادى بالبدين. واعترف الكثير من المشاركين فى الدراسة برغبتهم الملحة بالاستمتاع بتناول شطائر البورجر بين الحين والآخر، إلا أن النتائج المتوصل إليها فى الدراسة قد تدفعهم للتفكير مرتين قبل الإقدام على هذه العادات المدمرة لصحتهم. وأظهرت الأبحاث أن مؤشر كتلة الجسم لشخص ما تزداد بمعدل 0,03 نقطة فى كل مرة يتناول فيها وجبة سريعة. وأوضحت الدراسة التى نشرتها "منظمة الصحة العالمية" ارتفاع معدلات استهلاك الوجبات السريعة سنويا من 27 إلى 33 وجبة خلال الفترة من عام 1999 وحتى 2008. ونتيجة لذلك، عكف الباحثون فى جامعة "كاليفورنيا" الأمريكية على دراسة مجموعة من الأشخاص الذين اعتادوا تناول الوجبات السريعة، حيث أكدوا أن الأشخاص الذين تتراوح معدلات كتلة أجسامهم ما بين 18,5 إلى 24,9 نقطة يصنفون كمعتدلى الوزن، ويتمتعون بوزن صحى فى الوقت الذى يرتفع فيه معادل كتلة الجسم عن 30 نقطة بين الأشخاص يصنفون كبدناء، بالإضافة إلى مفرطى البدانة فى حال تخطى ال30 نقطة بكثير. وطالب الباحثون فى ظل تنامى وباء البدانة بضرورة اتخاذ التدابير الصحية وشن حملات توعية بضرورة تنظيم استهلاك الوجبات السريعة، والتعرف بأضرارها فى حال الإفراط فى تناولها. تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التى تبحث فى تأثيرات الزيادة الناتجة عن استهلاك الأغذية السريعة على السمنة مع مرور الوقت، حيث أشارت إلى ضرورة اتخاذ الحكومات إجراءات التى من شأنها منع السمنة التى لها عواقب صحية خطيرة على المدى الطويل، بما فى ذلك أمراض السكر والقلب السكتات الدماغية والسرطان. وشدد الدكتور "روبرتودى فوجلى" الباحث بقسم علوم الصحة العامة فى جامعة "كاليفورنيا"، على أنه مالم تتخذ الحكومات خطوات فعالة لتنظيم الاستهلاك واقتصاد محال الوجبات السريعة، فإن اليد الخفية لهذه السوق يواصل تعزيزه لكارثة البدانة.