سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الدفاع الإسرائيلى: المصريون أسقطوا الإخوان حتى لا تتحول دولتهم لإيران أخرى.. وعواصم العرب تنفست الصعداء من رام الله للرياض بعد عزلهم.. وسوريا ستتفكك إلى 3 دول على الأقل
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تفاصيل كلمة وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون، التى ألقاها أمس الثلاثاء، فى مؤتمر معهد "دراسات الأمن القومى" الإسرائيلى، فى تل أبيب التى تحدث خلالها حول الأوضاع السياسية فى المنطقة وعلى رأسها مصر وسورياوإيران والسلطة الفلسطينية. وقسم يعالون خلال كلمته الشرق الأوسط إلى ثلاثة محاور على أساس مذهبى، وزعم بأن سوريا ستتفكك إلى 3 دول على الأقل، وتناول بشكل كبير الأوضاع فى مصر بعد سقوط نظام جماعة "الإخوان" الإرهابية من حكم مصر، وانتقد الاتفاق المؤقت الذى تم التوقيع عليه بين الدول العظمى وإيران، كما هاجم السلطة الفلسطينية. وقال وزير الدفاع الإسرائيلى فى المؤتمر، إن الشرق الأوسط سيشهد حالة عدم استقرار مزمنة، وأن إسرائيل تخشى من الخطأ الغربى الجديد وهو "الديمقراطية عن طريق الانتخابات"، مضيفا بأن إسرائيل تدعى أنه لا يمكن إنجاز الديمقراطية بذلك، وأن تجربة حركة "حماس" فى قطاع غزة و"الإخوان المسلمين" فى مصر أكبر دليل على ذلك. وأضاف يعالون أن الشعب المصرى أسقط "الإخوان" لأنه لا يريد أن تتحول مصر إلى إيران أخرى، ولذلك خرج إلى الشارع لوقف الإسلام السياسى، وأن ذلك قوبل بتنفس الصعداء فى العواصم السنية فى الشرق الأوسط، من رام الله مرورا بعمان وحتى الرياض. وحول الاضطرابات الأخيرة فى العالم العربى، قال يعالون إنه لا يحب استخدام التعبير الأبيض وهو "الربيع العربى"، ولا التعبير الأسود وهو "الشتاء الإسلامى"، باعتبار أن الوضع متنوع وملون أكثر. وأضاف يعالون خلال كلمته أمام عدد كبير من الخبراء الاستراتيجيين والسياسيين بالمعهد الأمنى الإسرائيلى: "يوجد هنا تفكك لعدة دول قومية، فالفكرة تنهار، وهناك مشاكل متأصلة لا تسمح بالحديث عن دولة وطنية، ولا عن مجتمع قبلى مثل ليبيا، ولا فى العراقوسوريا التى تفجرت فيها حمامات الدم، وحتى فى لبنان هناك حرب أهلية". وقال وزير الدفاع الإسرائيلى: "نشأ فى الشرق الأوسط تقسيما جيوسياسيًا جديدا، فقد نشأ محور شيعى يحركه إيران ويلقى دعما من روسيا، مقابل محور سنى يرى فى الإخوان المسلمين تهديدا، ويضم مصر والأردن والسعودية والبحرين، ولا يشمل تركيا وقطر اللتين تشكلان محورا ثالثا أصغر، يدعم الإخوان المسلمين، وسلطة حماس فى غزة". وأضاف يعالون: "إن للكتلة السنية يوجد أعداء مشتركون من الطرفين، وهم إيران والإخوان المسلمين والقاعدة، كما يوجد لها علاقات مع الولاياتالمتحدة، وهذه مصالح مشتركة لها مع إسرائيل". وقال وزير الدفاع الإسرائيلى: "إن الولاياتالمتحدة تبتعد عن مناطق الصراع، وغير متحمسة للعب دور شرطى العالم، ولكنها لا تزال القوة العظمى الوحيدة، فلا يوجد دولة عظمى تهددها رغم تحديات روسيا والصين"، مضيفا أن الولاياتالمتحدة اختارت الابتعاد، فانفصلت عن العراق التى تقع اليوم تحت الهيمنة الإيرانية، وغيابها من الملعب السورى أتاح المجال لروسيا للسيطرة عليها وقيادة العمليات التى تحصل هناك. وحول الملف الفلسطينى، قال يعالون إن السلطة الفلسطينية اعتقلت العام الماضى أكثر من ألف من عناصر حركة حماس، ولكنها لم تقدم أيا منهم للمحاكمة، مضيفا أنه طالما يربى الأطفال على حمل أحزمة ناسفة فى الاحتفالات، ولا يظهر اسم إسرائيل على الخرائط الفلسطينية، فإنه لا أمل بالسلام، على حد قوله. وأضاف يعالون: أن الفلسطينيين ليسوا على استعداد للاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودى، وأنهم لا يوافقون على تسوية تتضمن اعترافا بإنهاء الصراع ونهاية المطالب من إسرائيل، معتبرا أنه لا يوجد أى علاقة بين "حل الصراع الإسرائيلى – الفلسطينى" وبين "التهديد النووى الإيرانى" و"الاضطرابات فى العالم العربى"، محذرا من سيطرة حركة حماس فى المستقبل على الضفة الغربية مثلما حصل فى قطاع غزة. وانتقد يعالون، الاتفاق المؤقت الذى تم التوقيع عليه بين الدول العظمى الخمس وألمانيا فى جنيف مع إيران فى نوفمبر الماضى، قائلا: "التاريخ سيحكم على الاتفاق المؤقت مع إيران، وأن النظام الإيرانى زحف ووافق على الحوار مع الشيطان الأكبر أمريكا، ولكنها تحررت اليوم من العزلة السياسية، وإيران هى اللاعب الرئيس فى حل الأزمة فى سوريا، باعتبارها جزءاً من المشكلة لدعمها للأسد وحزب الله". وأضاف يعالون أن الاتفاق أبقى بيد إيران قدرات ذاتية على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 3.5%، معتبراً أن ذلك جوهر الحفاظ على الخيار العسكرى النووى، فإيران تستطيع تطوير دوائر طرد مركزية واستبدالها، ولم تتوقف عملية تطوير صواريخ إلى مدى 10 آلاف كيلومتر، ومساعداتهم للإرهاب فى أفغانستانوسورياولبنان وعلى الساحة الفلسطينية، فقد تحررت إيران من الضغط الدولى والاقتصادى. وقال وزير الدفاع الإسرائيلى، إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران سوف تستغل السنوات الثلاثة القريبة من أجل تأسيس نفسها على حافة الحيز النووى فى موقع يضعها فى نقطة انطلاق عندما تقرر التحول إلى دولة نووية، مضيفا أن الطموحات الاستراتيجية الإيرانية لم تتغير فى تصدير الثورة والهيمنة الإقليمية والاختراق السياسى والإرهاب، وربما المظلة النووية فى المستقبل. وحول الأوضاع فى سوريا، قال يعالون: "إنها تواجه عدم استقرار مزمن، وتفككا لثلاث دول على الأقل، وحربا على أبواب دمشق". وأضاف يعالون: "أن سياسة إسرائيل هى عدم التدخل، ولكنها تحمى مصالحها من خلال ثلاثة خطوط حمراء وهى عدم نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، وعدم نقل أسلحة كيماوية إلى جهات معادية، وخرق سيادة إسرائيل فى هضبة الجولان"، مضيفا أن هناك 30 ألفا من العناصر الإسلامية المتشددة المتماثلة مع تنظيم القاعدة فى سوريا متمركزون فى القتال ضد نظام بشار الأسد. وحول الأوضاع فى لبنان قال يعالون، إن حزب الله ملتزم باتفاقية وقف إطلاق النار مع إسرائيل على أساس اعتبارات استراتيجية لإيران ولحزب الله نفسه، مضيفا أن حزب الله قام بتخزين نحو 100 ألف صاروخ، ولكن لم يقم بشن أى هجوم على الحدود فى السنوات الأخيرة. وعن السياسة الإسرائيلية فى المنطقة، قال يعالون: "إن إسرائيل تنظر للمدى البعيد، فهناك قضايا ليست قادرة على حلها اليوم، ولكن هناك فرصة وعام 2013 كان هادئا أمنيا نسبيا، وليس بشكل مطلق، ولم يكن هناك أى داع للقيام بأية حملة عسكرية، لسنا سذجا ولا نخدع أنفسنا، يجب أن يختاروا طريقهم طالما لا يهدد ذلك مصالحنا الأساسية".