قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، صباح اليوم الثلاثاء، إنه لا يمكن الاعتماد على السلطة الفلسطينية من الناحية الأمنية، واصفا إياها ب"الجار غير المسؤول"، كما اعتبر أن سوريا ستتفكك إلى 3 دول على الأقل، وانتقد الاتفاق المؤقت الذي تم التوقيع عليه بين الدول العظمى وإيران. وبحسبه فإنه "طالما يربى الأطفال على حمل أحزمة ناسفة في الاحتفالات، ولا يظهر اسم إسرائيل على الخرائط الفلسطينية، فإنه لا أمل بالسلام"، مضيفا أن الفلسطينيين ليسوا على استعداد للاعتراف بإسرائيل ك"دولة الشعب اليهودي"، وأنهم لا يوافقون على تسوية تتضمن اعترافا بإنهاء الصراع ونهاية المطالب من إسرائيل. واعتبر يعالون أنه لا يوجد أي علاقة بين "حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني" وبين "التهديد النووي الإيراني" و"الاضطرابات في العالم العربي". ونقل عنه قوله إنه "لا يطرح الموضوع الفلسطيني في داخل الغرف المغلقة مع شخصيات من دول عربية". وأضاف أن "التهديد الإيراني يقلق الدول العربية بدون أي علاقة بالقضية الفلسطينية". كما حذر من "سيطرة حركة حماس في المستقبل على الضفة الغربية مثلما حصل في قطاع غزة". على حد قوله. وانتقد يعالون الاتفاق المؤقت الذي تم التوقيع عليه بين الدول العظمى الخمس وألمانيا في جنيف مع إيران في نوفمبر الماضي. وبحسبه فإن "التاريخ سيحكم على الاتفاق المؤقت مع إيران" معتبرا أن ذلك كانت تفويتا لفرصة تاريخية، وأضاف يعالون أن الاتفاق أبقى بيد إيران قدرات ذاتية على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 3.5%، معتبرا أن ذلك "جوهر الحفاظ على الخيار العسكري النووي. فإيران تستطيع تطوير دوائر طرد مركزية واستبدالها. ولم تتوقف عملية تطوير صواريخ إلى مدى 10 آلاف كيلومتر". وقال أيضا إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران سوف تستغل السنوات الثلاث القريبة من أجل تأسيس نفسها على حافة الحيز النووي في موقع يضعها في نقطة انطلاق عندما تقرر التحول إلى دولة نووية، وبحسبه فإن الطموحات الإستراتيجية الإيرانية لم تتغير في "تصدير الثورة والهيمية الإقليمية والاختراق السياسي، وربما المظلة النووية في المستقبل". ووصف يعالون إيران ك"نظام خلاصي رهيب، وأنه التهديد الأول للاستقرار في المنطقة والعالم، وأنه يجب وقفه بطريقة أو بأخرى". وفي حديثه في مؤتمر "المعهد لدراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، قال يعالون إنه سيكون في الشرق الأوسط حالة عدم استقرار مزمنة. وقال "إن إسرائيل تخشى من الخطأ الغربي الجديد وهو الدمقرطة عن طريق الانتخابات" وقال إن إسرائيل تدعي أنه لا يمكن إنجاز الديمقراطية بذلك، مشيرا إلى "تجربة حركة حماس في قطاع غزة والإخوان المسلمين في مصر". وادعى أن "الشعب هو الذي أسقط الإخوان المسلمين لأنه لا يريد أن تتحول مصر إلى إيران، ولذلك خرج إلى الشارع لوقف الإسلام السياسي، وأن ذلك قوبل بتنفس الصعداء في العواصم السنية في الشرق الأوسط، من رام الله مرورا بعمان وحتى الرياض". على حد تعبيره. كما ادعى أن "الشعب لا يرى بالضرورة في الإسلام الحل، وعندما أعطي فرصة في مصر فشل بسرعة". وفي حديثه عن "الاضطرابات في العالم العربي"، قال إنه "لا يستخدم التعبير الأبيض وهو الربيع العربي، ولا التعبير الأسود وهو الشتاء الإسلامي، باعتبار أن الوضع متنوع وملون أكثر". وأضاف أن الوضع لا ينطوي على مخاطر فقط، وإنما على فرص أيضا". وتابع "يوجد هنا تفكك لعدة دول قومية فالفكرة تنهار، وهناك مشاكل متأصلة لا تسمح بالحديث عن دولة وطنية، ولا عن مجتمع قبلي مثل ليبيا، ولا في العراقوسوريا التي تفجرت فيها حمامات الدم، وحتى في لبنان هناك حرب أهلية" بحسبه. وأضاف أن "الولاياتالمتحدة تبتعد عن مناطق الصراع، وغير متحمسة للعب دور شرطي العالم، ولكنها لا تزال القوة العظمى الوحيدة. فلا يوجد دولة عظمى تهددها رغم تحديات روسيا والصين". وبحسبه فإن الولاياتالمتحدة اختارت الابتعاد، فانفصلت عن العراق التي تقع اليوم تحت الهيمنة الإيرانية، وغيابها من الملعب السوري أتاح المجال لروسيا للسيطرة عليها وقيادة العمليات التي تحصل هناك. وعن السياسة الإسرائيلية في المنطقة، قال يعالون إن "إسرائيل تنظر للمدى البعيد، فهناك قضايا ليست قادرة على حلها اليوم. ولكن هناك فرصا. العام 2013 كان هادئا أمنيا نسبيا، وليس بشكل مطلق، ولم يكن هناك أي داع للقيام بأية حملة عسكرية. لسنا سذجا ولا نخدع أنفسنا، يجب أن يختاروا طريقهم طالما لا يهدد ذلك مصالحنا الأساسية". وفي حديثه عما يحصل في سوريا، قال يعالون إنها "تواجه عدم استقرار مزمن، وتفككا لثلاث دول على الأقل، وحربا على أبواب دمشق". وأضاف أن سياسة إسرائيل هي عدم التدخل، ولكنها "تحمي مصالحها من خلال ثلاثة خطوط حمراء: عدم نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، وعدم نقل أسلحة كيماوية إلى جهات معادية، وخرق سيادة إسرائيل في هضبة الجولان".