صدر مؤخرًا عن دار حواديت للنشر، لصاحبتها ماجدة إبراهيم، كتاب بعنوان "عولم خانة" للكاتب الصحفى الكبير أكرم القصاص، ويقع الكتاب فى 241 صفحة من القطع المتوسط، متضمنا ثمانية فصول. ويقدم أكرم القصاص فى كتابه رؤية شبه ساخرة عن المواطن العوالمى الصالح، ويقول فى مقدمة كتابه التى جاءت بعنوان "داونى بالتى كانت أون لاين"، إذا ضاع منك حذاء أو سيارة، ابحث فى جوجل، وإذا افتقدت عزيزًا أو فقدت صديقًا فتش عن المواساة فى الشبكة العنكبوتية فى مدونة، أو نكتة، فى دردشة أو مشاجرة. استمتع بالشائعات، لو ضايقتك الأخبار، وبعد فترة سوف تعتاد على تعاطى أنباء الكوارث، مثلما تشرب قهوة الصباح أو تسحب نفس من سيجارتك. ويقول "القصاص" سوف تتعرف على أخبار الأمراض والطب، وفوائد الطعام ومضاره، وكيف تنجح فى مواجهة السمنة والنحافة وأمراض القلب، وغالبًا لن تستفيد من كل هذه النصائح والوصفات، فالعالم متناقض والأخبار متضاربة، وهذه طبائع الأمور فى ظل العولمة، التى سوف تطاردك فى صحوك ومنامك وفى الطريق والمستشفى، وحيث يتنافس تجار السلاح مع صناع الماكياج، وشركات الدواء، مع صالونات التجميل، وتتقاتل شركات المنظفات من أجل تنظيف جيوب فقراء العالم، الذين ستحولون إلى موضوعات لمؤتمرات تتكلف مليارات من أجل أن تقدم للجوعى ملاليم أو سنتات. ويضيف "القصاص" سوف تعجز كمواطن عوالمى عن التفرقة بين الإعلام والإعلان، أو بين الحق والباطل، وكل ما سوف تكسف هو انفاق ما فى جيبك لو كان فيه بقية على مكالمات زائدة أو لشراء سلع لست فى حاجة إليها، أو على أفضل الأحوال سوف تدفع ما فى جيبك مقابل دقائق سيقولون لك عنها مجانية فى شركات الاتصالات، هذا العالم يقم على تسويق السلع والبشر والاختراعات والمنظفات والبشر ووصفات غير مفيدة. ويقول "القصاص" عزيزى الذى هو أنا وأنت وهم وهن وهؤلاء، نعيش فى هذا العالم، وسوف نموت فيه، دون أن نعرف ماذا سيكون فى الغد، لكننا نتخيل كل شيء بعد أن أصبحنا نشترى الشمس فى زجاجات، والهواء فى معلبات، ومنا أجيال عاصرت زمن الأبيض والأسود عندما كان التليفزيون قناتين تبثان لساعات قليلة وتغلقان للترك الناس ينامون. والآن لا أحد ينام أمام مئات القنوات الفضائية والأرضية، فضلا عن مواقع الانترنت والصحف الإلكترونية والمدونات التى تبث الأخبار والأحداث والأفلام والشائعات والتوك شو وتحليلات وتفسيرات تجعل المواطن أكثر حيرة. وجعلت الشات والدردشة جزءًا طبيعيًا من نشاط بشر يعيشون ويصحون وينامون على شاشات الكمبيوتر. فى محاولة لقراءة ما يجرى ربما تكون رغبة فى تغييره والاعتراض عليه، يتذكر أكرم القصاص مثل عن فقير ذهب لعرافة ذهب ليسألها عما سيحدث بعد عشر سنوات فقالت له: ستظل السنوات العشر القادمة فقيرًا، فسألها: وبعد العشر سنوات ماذا سيحدث؟ ردت: ستكون قد تعودت على الفقر. ويقول أكرم القصاص، فى عصور المعلومات من الصعب معرفة ماذا سيحدث غدًا، أو بعد بغد. وقد نعتاد على كل هذا الضجيج وننشغل باليوم عن الأمس والغد.. كنت أحاول أن ابتسم وأنا أكتب، وكل ما هو مكتوب منشور فى بدايات الألفية، وما بعدها، لكن القواعد التى كانت هى نفسها كل يوم، فإذا وجدته مسليًا أو مفيدًا تابع القراءة، أو توقف، وابتسم فى كل الأحوال. وأكرم القصاص، صحفيب وكاتب بدأ العمل الصحفى منذ الثمانينيات من القرن العشرين، وحاصل على جائزة أحمد رجب فى الكتابة الساخرة من ناقبة الصحفيين عام 2001، وصدر له عدة كتب وهى "11 سبتمبر، اختبار الحريات وامتحان الوجود" 2002، و"إسرائيل.. الحرب والتفاوض من اجل الهيمنة" 2003، و"الدواء العربى فى ظل العولمة" 2003. ومن المقرر أن يصدر قريبًا لأكرم القصاص ثلاث كتب عناوينها (ثورة وصاحبها غايب، ودفاعاً عن حزب الكنبة، وكيف حكم مبارك مصر). لمزيد من أخبار الثقافة.. "روزمرز هولم" عرض موسيقى مسرحى على مسرح الجيزويت قصر التذوق الإسكندرية ينظم معرضا فنيا للأطفال "قصور الثقافة" تقدم عروضا سينمائية وفنية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب