الشىء الوحيد المؤكد الآن بعد سلسلة التفجيرات الإرهابية التى شهدتها القاهرة والجيزة صباح اليوم، أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت تخنق نفسها بنفسها، فكل محاولاتها لاستعطاف المصريين والقوى الثورية لكى تقف بجانبها فى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير باءت بالفشل بسبب هذه التفجيرات، وحتى وإن كانت الجماعة غير متورطة فى التفجيرات، لأنها بتحريضها المستمر على الشرطة وعلى المصريين تعد المتهم الأول لكل ما تشهده مصر من أعمال إرهابية. الجماعة سياسياً وشعبياً انتهت لكنها مازالت موجودة فقط بفعل مثل هذه الأعمال الإرهابية المدعومة بإعلام مضلل وأموال تتدفق عليهم من الخارج مثلت شريان الحياة الحقيقى لأنصار الجماعة فى مصر، فهم يحاولون إثبات وجودهم بترهيب المصريين وبث الشائعات التى تسعى إلى تمزيق المصريين والمؤسسات المصرية. التحريض الذى يمارسه إرهابيو الجماعة من أمثال المنافق الأكبر يوسف القرضاوى، وعدد من قيادات الإرهابية وشبابها الذين يمارسون النضال من الفنادق والمنتجعات السياحية بتركيا وقطر، هو شهادة الوفاة للجماعة التى باعت نفسها من أجل حفنة من الدولارات يحصل عليها القابضون على القرار.. هم لا ينظرون لمصلحة أحد إلا مصلحتهم هم، يريدون للإرهاب أن يستمر طالما أن المكافآت تنهال عليهم ليل نهار، كما أنهم يجدون دعما من بعض الدول التى تحولت إلى راعية للإرهاب فى المنطقة.. دول لا تعرف للقيم معنى، لأن قياداتها داست على القيم والمبادئ لكى تصل إلى الحكم. إرهاب الجماعة سيستمر ولن يتوقف طالما أننا لم نتحرك فى اتجاه معاقبة من يمولون هذه التنظيمات الإرهابية التى تفسد فى الأرض، سيستمر إذا لم يكن لدى الحكومة من القوة التى تمكنها من إجراء محاكمات عاجلة لقيادات الإرهاب القابعين فى السجون، فالتقاعس عن إجراء محاكمات سريعة لهؤلاء المجرمين سينتهى بنا إلى تزايد إعداد ضحايا الإرهاب القذر.. سيستمر هذا الإرهاب إذا لم نضع إستراتيجية كاملة لمواجهته.. إستراتيجية لا تقتصر فقط على البعد الأمنى فقط، وإنما تشمل أبعاداً أخرى سياسية ودبلوماسية ومخابراتية أيضاً من خلال العمل على تجفيف منابع تمويل الجماعة الإرهابية بالخارج، والضغط على الدول التى تمولهم بتحركات دولية. لقد مل المصريون التصريحات التى يطلقها مسئولونا عقب كل حادث إرهابى دون أن تقترن هذه التصريحات بأفعال على الأرض.. شخصيا أحمل وزير الداخلية المسئولية عما حدث، لأن الخطط الأمنية يبدو أنها ليست على المستوى المطلوب، لكن فى المقابل أعلم أن إقالة الوزير فى هذه الأوقات سيكون له آثار سياسية سلبية، لكن لا يجب أن نخفى رؤوسنا فى الرمال مثل النعام، على الحكومة أن تراجع وزير الداخلية فى خططه الأمنية، ولا مانع فى الاستعانة بعدد من الخبرات الأمنية التى لديها القدرة على ضبط الأمور، طالما أن الحاليين يفتقرون لذلك. فى النهاية.. الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، هذا ليس جديداً، لكن الجديد الذى ننتظره هو أن يكون لدينا إستراتيجية تعامل قوية مع الإرهاب، وخطط أمنية محترمة.