عندما نحاول الكتابة فى القضايا الجدلية يكثر الخوف، خصوصا إذا كانت فى الأمور الدينية، غير أن وجهات النظر تُطرح للنقاش البناء والبحث فى جدواها وآثارها الإيجابية وآثارها السلبية، عندها يكون لطرح مثل هذه القضايا ثمار بكل تأكيد إيجابية . ومن هذه القضايا المحيرة فى تاريخ الإنسانية وغاب عنها الفكر وأهملناها خوفا من الوقوع فى شراكها قضية السؤال هل الإنسان مُخير أم مُسير؟ اختلفت الآراء على العموم دون أن نصل إلى إجابة تشفى الصدور، وأصبحت من القضايا التوقيفية - أى يقف السائل عند الإجابة التى تصل إليه دون أن يفهمها ويقتنع بها أو يحاول فهمها -ولما كثرت مشاكل الحياة اليومية للمسلم والإنسان وجدت أنه من الضرورى طرح وجهة نظرى القاصرة - متجاوزا خوفى - ظناَ منى أن فيها شفاء لما فى الصدور مع العلم أن الظن لا يغنى من الحق شيئاَ. أرى والعلم عند الله أن الإنسان مخير فى النيات والأقوال تحديداَ ومسير فى الأفعال والأعمال .مخير فى النيات انطلاقا من قوله تعالى :"إلا من أتى الله بقلب سليم" والأقوال انطلاقا من قوله تعالى :{ يا أيها الذين أمنوا لما تقولون مالا تفعلون} وقوله :{ وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّى لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} صدق الله العظيم. الآية 23 و24 من سورة الكهف. قد يولد الطفل فى أسرة محافظة ومجتمع محافظ، وبحكم البيئة المحيطة قد يموت كهلاَ دون أن يشرب الخمر غير أن هذا الطفل فى داخله رغبة لشرب الخمر، ماذا لو هيأت له الظروف كبيئة تشجع على شرب الخمر؟ ومسير فى الأعمال والأفعال انطلاقا من الذكر الدارج "لا حول ولا قوة إلا بالله" ذات الطفل ذهب إلى الخارج، وعزم على شرب الخمر فى نيته، والسؤال هل هو قادر على شرب الخمر؟ والنية بحاجة لعلم لذا كان أول ما انزل الحق "اقرأ" لأن الإنسان لا يريد شيئاً لا يعلمه. وإذا ما أدرك فى شىء منفعة قصده، وإذا ما أدرك فى شىء ضرر تحاشاه. والكمال إذا ما قرنا العلم بالعمل .