احتفل "بيت الشعر" أمس الأحد بالشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة لفوزه بجائزة سلطان العويس، حضر الاحتفال عدد كبير من الشعراء والنقاد بينهم الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى وعدد من الشعراء والنقاد الشبان أحمد حسن وأحمد سراج وعبد الحكم العلامى ومحمد حمدى ومحمد منصور الذين قدموا شهاداتهم عن تأثير أبو سنة فيهم وعلاقتهم بأشعاره. قدم الأمسية الشاعر السماح عبد الله والقى أبو سنة عددا من قصائده وأعلن أن أعماله الكاملة ستصدر فى أربعة أجزاء عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وستلحق بمعرض الكتاب هذا العام. أكد الناقد الدكتور عبد الحكم العلامى، أن أبو سنة قامة شعرية وفيض مشع من خطا الريادة الشعرية فى العالم العربى خاصة فيما يتعلق بأفقها الحاثى وما كتبه منذ ديوانه الأول "قلبى وغازلة الثوب الأزرق" حتى ديوانه الأخير "موسيقى الأحلام" يعد ملحمة شعرية بطلها الإنسان فى صراعه من أجل نيل حريته ومن أجل الدفاع عن حقه فى إدراك ذاته بعيدا عن وجودها المشروط مع الغير. وأضاف العلامى أن أبو سنة كان كالناى المقطوع من حقول الغاب فى أرض الأحباب فظل يحن إلى جذوره مستعينا بالجو المفعم بالشجن مثله مثل قطب التصوف الإسلامى جلال الدين الرومى فى "مثنوى الناى" وظهر هذا التلاقى بينهما منذ ديوان أبو سنة الأول الذى قال فيه : إن يكن غيرى قد يعزف فى ناى ذهب فاغتفر يا شعب أن أعزف فى ناى حطب ليس فى الآلة حس إن فى الروح الطرب أنا ما جئت مغنى إنما جئت محب ويؤكد العلامى أن شعر أبو سنة يحمل وعيا قويا بقيمة الشعر ودوره فى حياة الإنسان الذى لا يقتصر على التأثيرات العاطفية والجمالية إنما يمتد إلى التحفيز على الفعل وإحداث التغيير ويرى أن الشعر ليس مجرد عزاء مقهور لذوات لا تجد السلوى فى عالم يتهاوى إنما الشعر قلعة تعتصم بها الروح. وقدم الشاعر محمد منصور قراءة لشعر أبو سنة بعنوان "قصيدة أبو سنة تثور على التصنيف" وقال إن القصيدة الجيدة تمتلك من طاقة التمرد ما لا يمتلكه أى منتج إبداعى آخر حيث تخرج اللغة من دلالاتها القديمة بفضل اللغة والتجارب الجديدة للشعراء. وتساءل "منصور" بسخرية: من أين يأتى الجمود؟ وأجاب: أظن أن الجمود يأتى من طريقة التلقى حيث إننا محبى الشعر ما زلنا ننتظر القارئ المتخصص الذى نطلق عليه اسم "الناقد" كى يبين لنا مواطن الجمال فى القصيدة وكأنه يمتلك عينا أوسع من أعيننا وعقلا أكبر من عقولنا فما يكون من الناقد إلا أن يسن مبضعه ويخرج من غرفة العمليات متجهم الوجه وهو يبشرنا أن العملية نجحت واتضح أن القصيدة رومانسية مثلا أو واقعية ولا يملك القراء القاصرون إلا أن يتلقوا الخبر دون تمحيص أو رغبة فى الكشف عن سمات أخرى للقصيدة. وأضاف منصور: آه لو أن القراء أدركوا أن الإبداع حرية وأن المنهجة والفهرسة والتصنيف والتنظير قد تكون أكثر القيود قسوة أن لم نتعامل معها باعتبارها مجرد وجهة نظر من وجهات نظر متعددة تقبل الرفض والنقاش. وقال منصور: أظن أن من حقى أن أقول إننى لم أجد فى أبو سنة شاعرا رومانسيا كما يقول الكثيرون من المتخصصين فى النقد والتنظير فالقصيدة إن لم تحمل بين طياتها العالم فى تنوعه وتعدده وتحوله الدائم فهى قاصرة عن أن تسمى قصيدة لأن العالم لن يخضع للنظرية بل يجب على النظرية أن تتحرر من نفسها خاضعة عن طيب خاطر لنهر العالم الذى لا ننزله مرتين. وأبو سنة استطاع أن يحافظ على مكانته فى منزله بين المنزلتين فهو لم يركن إلى نعيم الذاتى وأوهامه ولم يغرق فى جحيم الموضوعى وقسوته وإنما كتب القصيدة لتكون رابطة محبة مع قارئ يشعر ويفكر. ومن جانبه قال الشاعر أحمد حسن إن أبو سنة جاء إلى الوجود متشحا برداء الغربة السرمدية الملازمة له منذ أن عرف اليتم وهو فى سن السابعة وهو ما ألمح إليه قائلا "الغربة تعصف بروحى" وكذلك فإن مفهوم القرية لديه لم يكن مفهوما ساكنا بل جدليا متحركا يستطيع القارئ أن يتابعه من خلال القراءة التصاعدية للمنجز الإبداعى للشاعر الكبير. وأخذ أحمد حسن على أشعار أبو سنة ثباتها النسبى فيما يتعلق بمعجمها الشعرى ووقوعها فى فخ المباشرة أحيانا لكن فى مجملها محاولة إلى تجربة المغامرة مع التفاصيل الصغيرة لأن الحياة فى الغالب "روغان" من أنفسنا فلا معنى إلا أن نحاول اقتناص تلك اللحظات العابرة التى تبرق فجأة سماؤنا ثم تولى هاربة. ومن جانبه قدم الشاعر أحمد سراج قراءة لقصيدة "البحر موعدنا" وأكد أن مداخل قراءة شعر أبو سنة متعددة لأن نصه عالج فترات ممتدة متماسكة وبلغة رحبة ومتطورة وأن دراسته أشبه بمن يأخذ نقطة دم ليعرف فصيلة صاحبها وأبرز ملامحه التى تتمثل فى قدرته على التغيير والخروج من القوالب التى سبقته حيث لم تقف علاقته بها على حدود التأثر إنما امتدت إلى حدود التأثير. وقال "سراج" إنه اختار نص "البحر موعدنا" لتحليله لما فيه من براءة ثورية ووضوح فى الرؤية ومنطقية فى العرض وسلاسة فى الأداء وبراعة فى التشكيل وخفقان إلى الرمز وتحليله. للمزيد من أخبار الثقافة : بالصور.. اكتشاف مقبرة أثرية جنوب أبيدوس بسوهاج محافظ الأقصر يفتتح المعرض التشكيلى للفنان أحمد محيى حمزة الكاتب هشام يحيى: أبطالى فى "قبض الريح" شخصيات حقيقية تعاملت معهم