مشاهد مؤثرة مدهشة غريبة على مجتمعنا، كما هو الأمر فى السنوات الثلاث الماضية لفتيات إخوانيات يتظاهرن بجامعة الأزهر، وكأنهم من بلد آخر عدو لنا غير مصر، والسؤال هل يقبل الآباء والإخوان أن تحل بناتهم بدلا عنهم أم أنه نوع من التخابث واللؤم بتقديم الفتيات حتى يكون التأثير على المشاعر أكثر، فمن موروثاتنا وثقافتنا العربية والشرقية أن الرجل لا يعتدى على امرأة، ولكن أى امرأة؟! فمن تجرأت على معلميها وضربتهم، وكذا على رجال الأمن بالجامعات ما هو السبيل لمواجهتها؟ وللأسف تجرأ واحد من دراويش الإخوان، ولا نقول قياداتهم، وأصدر فتوى بطعم المر ورائحه الفتنة، لشباب الإخوان بالجامعات يحلل لهم التصدى لقوات الأمن أثناء القبض على فتيات الإخوان، وكأن الأمور لابد أن تزداد تعقيدا وكأننا فى غنى عن شباب الأمة، يبدو أن البعض تناسى بقصد، وتربص أن شباب الإخوان فى نهاية المطاف هم من شباب الأمة ونسيجها، ونأمل عودتهم إليها، وبدلا من ذلك كان الأولى به أن يدعو الطالبات لعدم النزول واستفزاز الشرطة والحفاظ على أنفسهن وقيمتهم ورجوعهم إلى الحق وعدم الدخول فى مهاترات هم أغنى الناس عنها. ومن الغريب أنه تتم إدانة رد الفعل من جانب قوات الشرطة التى تسعى لتأمين باقى الطلبة، وتيسير أداء امتحاناتهم، فمن المنطق والعقل السليم أنه لو كان هناك رجال أحرار يملكون النخوة ويدركون أن بناتهم يهينون كل من حولهم سواء بالتظاهر أو بالتعدى، حتى لو كان تعدياً لفظيا، على معلميهم ورجال الشرطة فإنه من الواجب أن يحفظوا بناتهم وأخواتهم عن فعل ما لا يقبله رجل حر على بناته وأخواته.
