سيدعو بطريرك القدس للاتين المونسنيور فؤاد طوال الثلاثاء إلى حل "عادل وشامل" للنزاع الإسرائيلى الفلسطينى، وإلى المصالحة فى الشرق الأوسط، وذلك فى عظته لمناسبة الميلاد التى حصلت فرانس برس على نسخة منها. ويحيى المونسنيور طوال قداس الميلاد التقليدى منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، فى بيت لحم فى الضفة الغربية بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاثرين اشتون التى تقوم بزيارة خاصة. وقال البطريرك فى نص عظته مخاطبا عباس "نصلّى من أجلكم حتى تواصلوا مهمتكم فى إحقاق الحق وإقرار الأمن واستتبابه، والعودةِ بالشعبِ الفلسطينى إلى لُحمَتِهِ ووَحدته، والسّعى إلى صُنعِ السلام، وتحقيق التقدمِ والازدهار". وتابع بحسب النص "نعيش فى الأرض المقدّسة وضعًا صعبًا لا يبدو له حلٌّ فى القريب العاجل، وضعا صعبا نلمسُ آثارُه على جميع سكّان الأرض المقدّسة، وعلى المسيحيّين مثل غيرهم". وأضاف البطريرك البالغ 73 عاما "هذا الواقع المؤلم يثير فى نفوسنا تساؤلات عديدة ويبثّ فى قلوبنا مخاوف كثيرة حول مستقبل وجودنا، وحول مصيرنا فى هذه الأرض". وتابع "الجواب ليسَ فى الهجرة والرحيل ولا فى القوقعةِ والانغلاق. الحلُّ هو أنْ نبقى هنا وان نعيش هنا وان نموتَ هنا. أرضنا مقدسة، وتستأهلُ لا بل تستوجب البقاء فيها لان بقاءنا دعوة الهية وبركة وامتياز لنا جميعا"، معبرا عن مخاوف ذكرها البابا فرنسيس من هجرة كبرى لمسيحيى الشرق الأوسط المهددين بالاضطهاد والتمييز. وقال طوال "نحن بدورنا مدعوونَ إلى التفاؤل فنجعلَ من أرضِنا أرضَ الرسالاتِ السماوية، أرضَ سلامٍ، وأرضَ حّجٍّ وبَرَكَةٍ لكلِّ الناس". وأضاف "أيُّها الطفلُ الإلهي، يا ربَّ الصلاحِ والرحمة، أُنظرْ إلى الأرض المقدسة والى شعوبها فى فلسطين وإسرائيل والأردنِّ، وإلى كل شعوب الشرقِ الأوسط، أُمْنُنْ علينا وعليهم بالمصالحةِ، فيصالحَ كلَّ إنسانٍ أخاه فى الإنسانية، فنكونَ بأجمعنا إخوة لا بل أبناء لآبٍ سموى واحد، ربِّ جميعِ البشرِ وفوقَهم جميعاً". كما تطرق إلى "جميع مآسى البشرية قى القارات الخمس من الحروب الأهلية فى أفريقيا إلى الهزة الأرضية فى الفيليبين مرورا بالأوضاع الصعبة فى مصر والعراق والمأسوية فى سوريا".
