جدد حزب اليسار الألمانى مطالبته حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمنح عميل المخابرات الأمريكية السابق إدوارد سنودن حق اللجوء السياسى فى ألمانيا. يأتى ذلك بعد أن قبلت ألمانيا إقامة المعارض الروسى ميخائيل خودوركوفسكى فيها بعد أن شمله عفو عام من خصمه اللدود، الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. وقال رئيس حزب اليسار، بيرند ريكسنجر، فى تصريح لصحيفة "باساور نويه بريسه" الصادرة اليوم الاثنين فى ألمانيا إن ألمانيا أصبحت فعليا منفى للملياردير الروسى خودوركوفسكى "أى أنه من الممكن العثور على حلول إذا توفرت الإرادة". ورأى السياسى الألمانى أن سنودن أسدى الكثير من الخدمات لألمانيا مما يستوجب أن تستفيد الحكومة الألمانية من المساحات المسموح بها. ودعا فيليب ميسفلدر،المتحدث باسم الهيئة البرلمانية للتحالف المسيحى الديمقراطي،للاستماع لأقوال سنودن وقال فى تصريح لإذاعة "ام دى ار انفو" الألمانية اليوم إنه من الممكن التناقش بشأن ما إذا كان سنودن قد ارتكب جريمة "لأنه فى الحقيقة كشف جريمة،ألا وهى أن الولاياتالمتحدة تجسست فى ألمانيا بشكل مخالف للقانون وللأعراف الدولية والدستور وبشكل منهجى بدءا من المستشارة أنجيلا ميركل وحتى جهاز الجوال الخاص بها". وتسبب سنودن فى الكشف عن فضيحة التجسس الخاصة بوكالة الأمن القومى الأمريكية وهو يقيم الآن فى روسيا. وكانت الحكومة الائتلافية السابقة المكونة من التحالف المسيحى الديمقراطى والحزب الديمقراطى الحر قد رفضت منحه حق اللجوء فى ألمانيا. أما المواطن الروسى خودوركوفسكى فحصل من الحكومة الألمانية على حق الإقامة فى ألمانيا لمدة عام وذلك بعد أن شمله عفو عام من قبل بوتين. وانتقد ميسفلدر تصرف ألمانيا تجاه روسيا قائلا إن ألمانيا تصرفت مع روسيا و"كأنها معلم أول لها.. لم يكن هذا صحيحا بالتأكيد". ورأى ميسفلدر أنه من الممكن لألمانيا تحقيق نتائج أفضل مع روسيا من خلال انتهاج سياسة واقعية تجاهها "حتى وإن كان هناك الكثير من الأشياء الخاطئة فى روسيا" وقال إن خودوركوفسكى "ليس ملاكا بريئا" وإنه جمع ثروته بطريقة تخالف المعايير الألمانية ولكنه استحق أن يسترد حريته مرة أخرى فى ألمانيا بعد أن سجن عشر سنوات. ورأى نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب اليسار،فولفجانج جيركه،أن على حكومة برلين أن توضح سبب قبولها خودوركوفسكى وعدم قبولها سنودن. وكان سنودن قد أكد فى تصريح لنقاة "أو جلوبو" البرازيلية أنه لا يقبل أن يعطى معلومات سرية لبلد ما مقابل كشفه عن معلومات سرية لهذا البلد وقال فى مقابلة مكتوبة مع القناة إنه سيقبل اللجوء فى البرازيل لأسباب إنسانية ، مضيفا :"إذا كانت البرازيل تريد الدفاع عن حقوق الإنسان فسيكون من الشرف لى أن أشارك فى ذلك".