انتهت مؤخرا الأزمة التى وقعت بين الإعلامى جابر القرموطى مقدم برنامج "مانشيت" وإدارة قناة (أون تى فى) بتجديد تعاقده مع القناة التى يعتبرها "بيته" وليس مكان عمله فقط، ومن المنتظر أن يظهر البرنامج خلال الفترة المقبلة فى شكل جديد وتطوير فى المضمون. وعن كواليس التجديد والتطوير تحدث جابر القرموطى ل"اليوم السابع" فى الحوار التالى: - لماذا قررت التجديد لقناة أون تى فى رغم تلقيك عروضا أفضل من قنوات فضائية أخرى؟ هذا حقيقى ولكن هناك مشكلة رئيسية أعانى منها وهى ارتباطى بالمكان، فعندما بدأت العمل مع أون تى فى، ارتبطت بالمكان والأشخاص والعاملين بالبرنامج والفنيين كانوا يحدثونى على عدم الرحيل لارتباطى بهم وارتباطهم بى، وتلك العلاقة كانت تعوضنى عن أية مميزات كان من الممكن أن أجدها فى أى قناة أخرى مثل زيادة الراتب، ورغم ذلك فهناك مشاكل إدارية، ولكن حب الناس هو ما جعلنى أجدد للقناة. - وما هى كواليس الخلاف بينك وبين القناة وأزمة تغير موعد البرنامج؟ أبلغونى فى القناة أن موعد البرنامج أصبح من 6 حتى 8 مساء ليدخل يسرى فودة ببرنامجه على الهواء من 8 حتى 10 وبعدها يعرض برنامج 25 30 لإبراهيم عيسى، وهنا المشكلة لأن ساعة زمن تفرق معى، فأنا أدخل البرنامج ومعى أدواتى الصحفية التى أزعم أننى متميز بها عن غيرى، لأن صحف الغد تصل لى فى تمام السابعة، فكيف أظهر على الشاشة ولست جاهزا، فدائما ما يكون لى شغف كيف يكتب الصحفى صاحب الموضوع المميز فى الصحف اليومية، كما أننى كنت أظن أن مشاهد "مانشيت" مرتبط بموعد الساعة السابعة لكن بعدها "قلت لنفسى اللى عايزاك هيجيلك ويتفرج عليك فى أى وقت". - بعد تجديد تعاقدك مع القناة.. ما التطوير الذى سيشهده خلال الفترة المقبلة؟ أفكر فى تغيير اسم البرنامج من "مانشيت" إلى "الصحافة والناس"، فأنا معجب للغاية بفكرة الإنسانيات التى تم إدخالها على البرنامج، وفى نفس الوقت أحاول أن أسلط الضوء على الأشياء الإيجابية فى مصر، ومهمتى فى المرحلة القادمة هى احترام المواطن واحترام الصحفى. - هل تقابلك عقبات خلال تعاملك مع القناة أو من خلال تقديمك للبرنامج؟ كل العقبات تخص الإمكانيات، وعلى سبيل المثال أنا أحتاج على الأقل تحقيق عن قضية مهمة يوميا، كما أننى أريد التواصل مع الصحفيين فمثلا عندما يخرج الصحفى لتغطية وتصوير تحقيق مهم لماذا لا أشاركه بالكاميرا وهو بقلمه ولكن يكون الصحفى هو الأساس وأنا شريك معه، بحيث يكون هو النجم وليس أنا، فدائما أستجيب لأى صحفى يتصل بى ويبلغنى أنه نشر موضوع مهم ويطلب منى ألقى الضوء عليه، وإذا لم أفعل ذلك أكون مستاء من نفسى، فحينما كان الإعلامى الكبير حمدى قنديل يقرأ الصحف ويذكر اسمى كنت أشعر بسعادة غامرة. - هل تغير المشهد الصحفى بعد الثورة؟ الصحافة تنقسم لصحافة قومية وخاصة وحزبية، كل منهم يلعب لمصلحته، فإذا وضعت هذا فى اعتبارى لن أستفيد مما ينشروه ولكنى أعمل على تصدير المنتج، فمصالح الجرائد والصحف لا تهمنى، ما يهم كيف أنقله للشارع، لأن ما أقدمه للجمهور هو ما يخدم الوطن، ولكن فى بعض الحالات حينما أجد أخبارا ليست فى صالح الوطن ألجأ لأسلوب غير مهنى وأضع تعليقى، وهنا أقر أن ذلك غير مهنى، وبسبب ذلك أصبح بعض الإعلاميين زعماء ورغم ذلك لا ألجأ لأسلوب الشتائم والسب رغم أنى دائما أصيح و"أزعق" ولكن ذلك سبب تميزى، فإحدى المرات قال لى الزعيم عادل إمام "خليك زى مانت بعبلك لأنك كاركتر". - يرى الكثيرون أن الإعلام هو شماعة كل ما يحدث بمصر من اضطرابات.. فما رأيك؟ ليس صحيح، فالإعلام مدان لمن يريدون إدانته، فعلى سبيل المثال الإخوان يرون أن الإعلام دوما مدان، ويسبون ويشتمون الإعلاميين، وهو ما يحدث معى، فيوميا أتعرض لشتائم منهم، ولكن على المقابل سنجد أن هؤلاء الإعلاميين يحظون بثقة الكثيرين فأنا أعرف أشخاصا ينتظرون برنامج إعلامى أو إعلامية يوميا ليستمعوا لآرائهم التى يثقون فيها، لذلك فلا نستطيع أن نعتبر الإعلام شماعة ما يحدث فى مصر. - لماذا اختفت برامج قراءة الصحف مثل "الجورنال" و"الطبعة الأولى" وهل اختفاءها أفسح الفرصة أمام برنامجك؟ أعتقد أن زيادة عدد برامج التوك شو سبب فى اختفائها، كما أننى أزعم أننى حولت الصحافة من "جورنال يشترى إلى جورنال يستفاد منه الناس ويشاهدونه على الشاشة"، فصلاح دياب قال لى إننى أحيانا أزيد من نسبة توزيع جريدته المصرى اليوم من 7 إلى 10 آلاف، وحينما أتناول موضوع بشكل سيئ تنخفض نسبة التوزيع، وأعتقد أن الصحافة المصرية مظلومة وأن هناك أكثر من أربعة برامج من الممكن أن تتناول الصحافة بصورة تتفوق على برامج التوك شو. - هل من الممكن أن تقدم "توك شو" مستقبلا؟ إذا قدمت برنامج توك شو يمتد وقته على سبيل المثال 3 ساعات سأخصص ساعتين للصحافة المصرية، وبذلك أكون رضيت غرورى، وهو العرض الذى قدمته لى إحدى القنوات الفضائية، ولكنى أعتقد أن ما أقدمه حاليا أفضل، فأنا أطلع على جميع الصحف يوميا ومن خلال ذلك أعتقد أن المجلات لم تعد كما كانت، كما أن المواقع الإلكترونية سيكون لها شأن خاص خلال الفترة المقبلة. - يقال إن علاقتك بالمهندس نجيب ساويرس هى التى تميزك عن باقى العاملين بالقناة؟ كلام لا يوجد عليه دليل ويعتبر ادعاء لأنى أحاول زيادة راتبى ولا يستجيب أحد لطلبى، فإذا كان هذا الكلام صحيحا لكنت لجأت لساويرس لحل أزمة راتبى، فأنا لم أتحدث مع المهندس نجيب ساويرس منذ عملى هنا فى أى شىء يخص العمل، لأنى أدرك أن للقناة رئيسا هو ألبرت شفيق ورغم الخلافات فى وجهات النظر بيننا إلا أننى على يقين أنه فى حال ذهابى لأى قناة فسأفتقد رئيسا مهنيا مثل ألبرت.