انسحبت إيران من المحادثات التى تتم على مستوى الخبراء مع القوى العالمية الست، اليوم الجمعة، احتجاجًا على توسيع الولاياتالمتحدة للعقوبات، قائلة إن وضع المزيد من الكيانات فى القائمة السوداء يتنافى مع روح اتفاق هام حول المشروع النووى الإيرانى. وفى أول عقبة كبرى أمام الاتفاق المؤقت، الذى تم التوصل إليه فى جنيف فى الشهر الماضى، استهدفت الولاياتالمتحدة أكثر من عشر شركات وأشخاص، بزعم تحايلهم على العقوبات المفروضة ضد إيران. وكان ذلك جهدًا من إدارة أوباما لإظهار أنها سوف تطبق القانون القائم حتى وهى تضغط على الكونجرس لوقف إجراءات إضافية، فيما تتابع القوى العالمية اتفاق نووى شامل مع طهران. غير أن الإيرانيين وصفوا التحرك بأنه "غير بناء وضد النوايا الطيبة" واتهموا الولاياتالمتحدة بإرسال رسائل متناقضة. وقال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجى، لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" "هذه لعبة للمعايير المزدوجة، إنها لا تتفق مع المحادثات التى أجريناها، وهى ضد روح اتفاق جنيف. من ناحية حاولوا وقف العقوبات فى الكونجرس، ومن ناحية أخرى قاموا بتحرك جديد، وأضافت وزارة الخزانة شركات جديدة إلى القائمة. وقال عراقجى الذى يشغل أيضًا منصب نائب وزير الخارجية، إن الإيرانيين يقيمون الموقف لتقرير الرد المناسب. كذلك نقلت "إيرنا "عن مسئول لم تحدد هويته قوله، إن فريقًا إيرانيًا من الخبراء أوقف المحادثات الفنية مع القوى الست العالمية فى فيينا بسبب العقوبات الأمريكية ضد كيانات إيرانية جديدة. ونقل عن المسئول قوله "إيران أنهت المحادثات بسبب إضافة المزيد من الأفراد والشركات إلى قائمة العقوبات. إنه أمر ضد مسار الاتفاقات". والمحادثات التى تتم فى فيينا هى على مستوى الخبراء وتجمع مسئولين من القوى الست العالمية وإيران معا لمناقشة تنفيذ أجزاء من اتفاق جنيف. وبدأت يوم الاثنين وكان من المقرر أن تستغرق فى الأصل يومين. وأكد دبلوماسى فى فيينا مطلع على المحادثات أن الوفد الإيرانى توجه إلى طهران لإجراء مشاورات، ولكنه قال إن الإيرانيين لم يربطوا رحيلهم اليوم الجمعة بصورة مباشرة بالتحركات الأمريكية. وطلب عدم الكشف عن هويته، لأنه ليس مسموحًا له بالتعليق على مشاورات تتم خلف أبواب مغلقة.