فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر إلى الاستقرار وسيادة الأمن والأمان بين أفراد المجتمع، يقوم بعض الناس بنشر "الشائعات" لإثارة الفتن والخلافات وإشاعة الفوضى والاضطرابات. ونشر الشائعات والأكاذيب مرض خطير وداء جسيم يمزق وحدة الأمة ويضعف قوتها ويشعل الخصومة بين أبنائها. وللأسف الشديد ونتيجة لانتشار التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال من إنترنت وفضائيات وصحف، ما من دقيقة تمر إلا وتنشر شائعة لخدمة غرض معين، وهذه الشائعات التى يتم إطلاقها وتداولها تؤدى إلى التخبط وعدم الاستقرار ونشر الخوف والهلع بين المواطنين. ونشر الأخبار الكاذبة وعدم التحقق من صحتها يؤدى إلى حدوث الفتن والمحن وإراقة الدماء؛ فالألسنة هى التى تودى بكثير من الناس إلى سوء العاقبة. والإسلام يدعو إلى التثبت من الأخبار وعدم ترويجها إلا بعد التثبت من صحتها، يقول الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" والمسلم مسئول عن سمعه وبصره وفؤاده ولسانه ومحاسب عن كل ما يتلفظ به، قال تعالى: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد". فعلى المسلم أن يتحرى الحقيقة فى نقل ما يسمعه من أخبار قبل أن ينطق لسانه بها فربما كانت على خلاف الحقيقة فيقع فى الشر والإثم العظيم، وعليه أن يكف سمعه عن تصديق الأكاذيب وأن يكون كلامه فيما يفيده ومجتمعه. يقول الإمام على بن أبى طالب: "اعقل لسانك إلا عن حق توضحه أو باطل تدحضه أو حكمة تنشرها أو نعمة تذكرها". ومواجهة نشر الشائعات والمحافظة على المجتمع مسئولية الجميع -الأسرة والمؤسسات التعليمية ودور العبادة ووسائل الإعلام- من خلال تقوية الوازع الدينى والإيمانى، وإظهار الحقائق عند نشر الأخبار وعدم التساهل فى نقل الكلام وعدم الإثارة والمبالغة طمعًا فى مكاسب دنيوية فانية على حساب أمن الوطن والمواطن، وذكر النماذج الصالحة والقصص التى تظهر أهمية التثبت من الأخبار وتنفر من نشر الأكاذيب، حفظ الله مصر من كل سوء.