عقد رئيس الحكومة الفرنسية جون مارك أيرولت، اليوم الثلاثاء، اجتماعا بقصر ماتينيون (مقر رئاسة الوزراء) مع وزير الدفاع جون إيف لودريان، ووزير شئون البرلمان آلان فيداليس لإطلاعهما على العمليات العسكرية الجارية فى إفريقيا الوسطى، وذلك وفقا للمادة ال35 من دستور البلاد. وشارك فى الاجتماع أيضا رئيسا الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسى، بالإضافة إلى رؤساء لجنتى الشئون الخارجية، والدفاع بالجمعية الوطنية، ولجنتى الشئون الخارجية والقوات المسلحة بالشيوخ ورؤساء المجموعات السياسية بالغرفتين. وذكرت رئاسة الوزراء – فى بيان صادر فى ختام اللقاء – أن أيرولت أطلع المجتمعين على أهداف وإجراءات تدخل الجيش الفرنسى فى جمهورية أفريقيا الوسطى، بقرار من رئيس الجمهورية، ووفقا للقرار 2127 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الخميس الماضى. وأضافت أن هذا الاجتماع ناقش بالتفصيل الوضع فى إفريقيا الوسطى، والتقدم المحرز فى العملية العسكرية الفرنسية التى يطلق عليها "سانجريس"، كما أجاب رئيس الحكومة على تساؤلات البرلمانيين، مشيرة إلى التوافق الكبير بين المشاركين فى الاجتماع. وأشاد رئيس الوزراء – خلال اللقاء- بشجاعة والتزام الجنود الفرنسية المشاركين فى العمليات ببانجى، كما أثنى على الجنديين الفرنسيين اللذين قتلا الليلة الماضية. وفى تصريحات للصحفيين عقب الاجتماع، أعرب رئيس مجموعة حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" (اليمين المعارض) بالجمعية الوطنية، كريستيان جاكوب عن تأييده للتدخل الفرنسى فى إفريقيا الوسطى..مبديا بعض التحفظات حول مدة العمليات وتكلفتها، وقال إن هناك بعض المخاوف بشأن الزمن الذى ستستغرقه العمليات، عزلة فرنسا، ووسائل التمويل..مشيرا إلى أنه إلى جانب الأهداف الإنسانية والاقتصادية للعملية "وخطر صعود الإرهاب الإسلامى"، فإنه كان ينبغى التدخل بشكل عاجل فى البلاد "ولكن يجب أيضا أن نجد وسائل التمويل. واعتبر جاكوب أن الفترة الزمنية المحددة للتدخل وهى ستة أشهر "أمر غير واقعى"..معربا عن اعتقاده أن العمليات ستستغرق وقتا طويلا.وأوضح أن فرنسا يجب أن تكون حاضرة ولكن الأسئلة التى نطرحها "لماذا نحن فى عزلة؟ ولماذا لا يبدو أن هناك أى دعم مالى؟". ومن ناحيته..أعرب وزير الدفاع الفرنسى السابق جيرار لونجيه عن تأييده للتدخل العسكرى الفرنسى فى إفريقيا الوسطى. مضيفا أنه لا يعتقد على الإطلاق أن تستغرق العملية "مدة قصيرة"، وأضاف أنه لابد من العمل فى جمهورية إفريقيا الوسطى على "استعادة النظام السياسى"، حيث إن هناك رئيسا انتقاليا يقول الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند عنه أنه لا يوجد لديه أى سلطة، ولابد من تعزيز الإدارة والنظام العام فى البلاد. وتابع "الجنود الفرنسيين ال1600 لا يمكن أن يقوموا بكل شىء على الأرض" موضحا أن الحكومة الفرنسية كانت محقة فى قرار التدخل فى أفريقيا الوسطى" إذ أن عدم التدخل كان سيعنى أننا نوافق على أن نصبح شهودا سلبيين على المذابح". وأوضح لونجيه عضو مجلس الشيوخ الفرنسى عن اليمين أنه لا يعتقد إطلاقا أن تستغرق المهمة ما بين أربعة إلى ستة أشهر، مضيفا أنه إذا لم يتم الانتهاء من المهمة "سوف يطلب شركاؤنا منا البقاء" وسنضطر لذلك.