لاتسلنى من هى من أين أتت وأين ذهبت أو كيف اختفت لا تسلنى عن الهوية فقط اسمها ماريا ذات الخدود الخمرية والشفاة الوردية التى فى هواها ذابت أعتى القلوب الحجرية وفى عشقها وقعت كل المراحل السنية وشابت رؤوس صبية كيف لا وهى ماريا ذات السيقان المرمرية تدك الأرض دكاً كحالنا فى الجندية وتمشى أبداً مرحى كغزالة فى برية تركض يمنة ويسره وتنساب كنسمة صيفية إنها ماريا صاحبة ابتسامة متعالية تنضو عن أسنان لولية ضحكتها نوتة موسيقية تعزف على أوتار القلب أحلى نغمة شرقية تشنف الآذان وتدغدغ الأبدان وتورد الولدان إلى تهلكة أبدية وأين من عينيا هاتيك العيون ذاك حديت ذو شجون تلوّّح أمامك بغصون الزيتون وتستسلم لأمر فى الفكر مكنون حتى تلقى سلاحك يا شمشون فتحتضنك العيون فى كتمان وتحوطك بأذرع من حنان فتسقط صريعاً بلا روية وتلك موهبة لماريا وختام القضية هو الويل لمن يحبها ويهتم دوماً بأمرها إذ لا ثمن له عندها وسيصبح لها ضحية ولاتسلنى عن السبب فهى هكذا ماريا