الصدفة صنعت فى حياة أنس الفقى وزير الإعلام الكثير من الأحداث التى جاء معظمها لصالحه، والبعض منها حال دون الاستمرار فى امتداد طموحة، والفقى الذى يقضى إجازة العيد فى لندن للاستجمام ربما تحمل له هذه الرحلة مفاجآت جديدة مثل التى عودنا عليها أو اعتاد هو عليها، تضاف إلى سجل المفاجآت التى أدهشنا بها خلال الفترة الأخيرة. ولا يبدو الأمر ملتبسا إذا تذكرنا أنه يقيم هناك منذ عدة سنوات رجل الأعمال إيهاب طلعت الذى كان يقوم بدور الوكيل الإعلانى لوكالة الأهرام للإعلان وخرج من مصر وعليه مديونيات كبيرة لصالح اتحاد الإذاعة والتلفزيون وهو الآن يستعد للعودة بقوة إلى مسرح الإحداث مرة أخرى عقب عيد الفطر المبارك، وكان الفصل الأول هو مطالبته بحقه فى الملكية الفكرية لعلامة برنامج "البيت بيتك" حيث قدم مستندات على أن الملكية الفكرية للبرنامج مملوكة لصالح شركة كان يملكها مع محمود بركة، وله فيها نسبة 67% أى أن له الحق فى العائد المادى من البرنامج بنفس النسبة والنتيجة التى أدهشت الجميع أن بالفعل القضاء المصرى والتحكيم الدولى جاء كلاهما لصالح إيهاب طلعت وبقرار المحكمة تم الحجز على المستحقات المالية لشركة بركة ديزاين لدى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وذلك تمهيدا لمزيد من الإجراءات التى قد يتبعها إيهاب ضد "البيت بيتك" والتى تهدد بإيقافه أو ربما إلغائه واستبداله ببرنامج آخر. وفى كل الأحوال الضرر الأكبر سيكون من نصيب الوزير الذى يعتبر البيت بيتك البرنامج الرسمى للتلفزيون والنجاح الوحيد الذى تحقق أثناء ولايته على وزارة الإعلام، رغم أنه بالأساس تم إطلاقه فى عهد ممدوح البلتاجى وزير الإعلام الذى سبقه. إيهاب طلعت الذى يستعد للعودة إلى القاهرة عقب انتهاء إجازة عيد الفطر، ستعود أهميته مرة أخرى، بما له من خبرة كبيرة باللعبة الإعلانية داخل التلفزيون المصرى بعد أن ينتهى من حل أزمته مع اتحاد الإذاعة والتلفزيون، فهل تلعب الصدفة دورها ويلتقى الفقى مع إيهاب طلعت؟ خاصة أنه عادة ما يقضى الفقى إجازته فى الساحل الشمالى، أما هذه المرة فسافر إلى لندن ربما سافر وهو يحمل أجندة من المهام يأمل أن يكون من بينها لقاء يجمعه مع إيهاب طلعت قبل أيام قليلة من موعد عودته الذى أعلن عنه، لتعود المياه إلى مجاريها ويستفيد الفقى من التعامل مرة أخرى مع إيهاب طلعت قبل. وإذا حدثت الصدفة والتقى الفقى مع إيهاب فهناك ثلاث ملفات رئيسية عليه حسمها نهائيا إذا نجح الحوار بينهما فى لندن الأول يخص البيت بيتك وتسوية النزاع على ملكية البرنامج مع محمود بركة، والثانى يخص مديونياته لدى اتحاد الاذاعة والتلفزيون، وأما الثالث فهو يتعلق بعودة إيهاب طلعت لمزاولة نشاطة فى الإعلانات مرة أخرى. أنس الفقى وزير الإعلام يغرق حاليا بين فشل إبراهيم العقباوى فى إدارة وكالة صوت القاهرة التى تولت دور الوكيل الإعلانى لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، حيث لا يملك أية معرفة بهذا المجال الملىء بالتفاصيل، وبالتالى لم يقدم الفقى من خلال هذا المشروع أى نتائج مقنعة، كما أن احتكار طارق نور لإعلانات التلفزيون والانتفاع بها وحده وما تابع هذا من هجوم وانتقادات واستجوابات بمجلس الشعب وخلافه، قد تقلص وجوده بالتلفزيون بعد انتهاء الموسم الرمضانى، ومن الوارد أن يقتصر وجوده بإعلانات الحكومة فقط التى يحتكرها أيضا، حيث إنه اعترف فى أكثر من مناسبة أن رمضان فقط هو الذى يشهد ارتفاع الإقبال الإعلانى على شاشة التلفزيون المصرى بعدها يهرب المعلنين إلى شاشات الفضائيات، ناهيك عن اقتراب موسم الشتاء والذى يتراجع فيه حجم الاعلان أصلا، كما أن إلقاء كرة الإعلانات فى ملعب شخص واحد مهما كانت المكاسب بالتأكيد هى ليست لصالح الفقى، فهو يتمتع بقوة الملاحظ التى تجعله يدرك أن تفحل نفوذ طارق نور داخل التلفزيون والحزب الوطنى معا، قد تسبب خطرا على استقراره فى الوزارة السيادية الرابعة، الأمر الذى يدفعه بأى معيار أن يبحث عن مركز قوى أخر يدعم وجوده ورؤيته داخل منظومة الإعلام ويحقق التوازن المطلوب فى لعبة الإعلانات. فهل يكون إيهاب طلعت هو رمانة الميزان فى ألاعيب الفقى داخل ماسبيرو؟