قال فولكر تورك، مدير الحماية الدولية بمفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين السوريين، إنه التقى خلال زيارته إلى العاصمة القاهرة بمسئولين مصريين من الخارجية والداخلية والتضامن الاجتماعى، حيث تمت مناقشة أوضاع اللاجئين السوريين فى مصر، كما علم خلال تلك اللقاءات أن القاهرة لم توقف منح تصاريح إقامة للاجئين السوريين بمصر. وأعرب فولكر خلال مؤتمر صحفى عقده بالقاهرة فى ختام زيارته التى استغرقت عدة أيام عن قلقه بشأن هجرة العديد من السوريين إلى دول أوروبية مما أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص. وقال: "نعلم برحيل العديد من السوريين إلى مالطا وإيطاليا، ونحن قلقون بهذا الشأن، لأنه أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص وهذا يرجع إلى استخدام قوارب غير صالحة، ونحتاج لمواجهة هذا الأمر عبر طرق مختلفة، وعلى المجتمع الدولى القيام بعمله حيال ذلك". واعتبر فولكر "وحدة العائلة هى الحل" لهذه المشكلة، موضحا أن "هناك أشخاص يعيشون هنا بينما تعيش عائلتهم فى أماكان أخرى" وجمع شملهم سيحول دون الهجرة غير الشرعية لجزء منهم، مشيرا إلى ضرورة التفرقة بين المهرب الذى يقوم بالاتجار فى البشر وبين الشخص الذى يضطر لذلك. وتابع فولكر: "ناقشنا ذلك مع السلطات (المصرية) واطمأنت من خلال الكلام مع المسئولين على أنهم ينظرون للسوريين كإخوة، ومن المهم جدا أن نضمن عدم تسييس تلك القضية، لأنها قضية إنسانية اجتماعية لمدنيين"، وشدد على أنه "بحسب علم المفوضية لم تتوقف السلطات المصرية عن منح تصاريح الإقامة للاجئين السوريين فى مصر"، خلافا لما رددته تقارير إعلامية. وردا على سؤال بشأن الترحيل الاجبارى للاحئين السوريين من مصر، قال فولكر: "ناقشنا مع السلطات كيفية تطبيق القانون على اللاجئين دون إجبارهم على القرارات قد لا يرغبون فيها"، فى إشارة إلى اضطرار السوريين لمحاولة الهجرة غير الشرعية تجنبا لقرار السلطات بترحيلهم قسرا إلى جهات لا يفضلونها. وحول مشاركة اللاجئين السوريين فى مصر فى مظاهرات تدعم طرف سياسى بعينه فى البلاد، قال فولكر: "ليس لدينا معلومات بهذا الشأن ولم تقدم السلطات لنا شكوى بهذا الشأن، ويجب أن نعى أن اللاجئين السورين تركوا بلادهم بسبب الوضع فى بلادهم وليس لسبب اخر، وبالتالى هم مدنيين غير مسيسين، وبعض المعلومات يتم تشويهها عبر وسائل الإعلام وكرم ضيافة المصريين يجب أن يستكمل حتى لو قام بعض الأشخاص بأعمال لدعم فصيل بعينه" بشكل فردى. وكشف فولكر، أن المفوضية الأممية "قامت بتوزيع رسائل محددة على اللاجئين السوريين بمصر تحثهم فيها أن يحترموا القوانين وألا يشتركوا فى أى مظاهرات من أى نوع حتى يحافظوا على مدنية موقفهم". وثارت اتهامات فى وسائل إعلام محلية فى الفترة التى تلت عزل مرسى فى يوليو الماضى بمشاركة لاجئين سوريين فى اعتصام مؤيدى الإخوان فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة قبل فضة فى 14 أغسطس الماضى. من جهة أخرى، أشاد فولكر بموقف تركيا من اللاجئين السوريين قائلا: "كرم الدول المجاورة كان مثيرا للإعجاب، تركيا على سبيل المثال تستضيف أكثر من 250 ألف لاجئ ووفرت لهم أكثر من ذلك من خلال الرعاية الصحية والتعليم، وفى لبنان أيضا والأردن نتحدث عن جميع الدول بشكل إيجابى فى استقبالهم للسوريين". من جانبه فسر محمد الدايرى مدير مفوضية اللاجئين بالقاهرة تراجع أعداد تسجيل اللاجئين السوريين لدى المفوضية فى الفترة الأخيرة بقوله إنه "بسؤال اللاجئين السوريين أوضحوا سببين لذلك أحدهما يتعلق بأنهم يريدون الاحتفاظ بكل حقوقهم فى السفر فى اى وقت" حيث يعوق التسجيل لدى المفوضية ذلك، فختم التسجيل يتطلب منهم إجراءات عدة للسفر، وهو ما يستغرق وقتا، كذلك يجب عليهم غلق ملفاتهم لدى المفوضية قبل السفر وهو ما يستغرق وقتا يصل إلى أسبوعين أو شهر. واتفق كل من فولكر والدايرى على أن اللاجئين السوريين ليسوا فوق القانون ويجب عليهم احترام القانون، وقال الدايرى: "نعرف أن هناك تحديات أمنية تتعرض لها مصر، والأخوة السوريون لا يمثلون استثناء من ذلك، اللاجئ السورى ليس فوق القانون، وزرنا مع السيد فولكر أمس منطقة 6 أكتوبر حيث يقطن العديد من السوريين واتفق معى حول أهمية تكثيف حملات التوعية بينهم بحيث نحول دون استئناف المغادرة الغير شرعية وهو ما يشكل انتهاكا للقانون المصرى ويشكل أيضا خطرا على حياة هؤلاء". وعما تردد عن وقف القاهرة منح تصاريح إقامة للاجئين السوريين بمصر، أجاب الدايرى من جهته أن مسئولين فى وزارة الخارجية طلبوا من المفوضية "تحديد حالات ملموسة بهذا الخصوص لمتابعتها، كما عبروا عن رغبة مصر فى التعاون بإلحاح مع المفوضية ووعدوا بتذليل الكثير من العقوبات" للاجئين السوريين. ويعيش نحو 320 ألف لاجئ سورى فى مصر، فروا من بلادهم جراء الأزمة المندلعة فى بلادهم منذ مارس 2011، بينهم أكثر من 80 ألفاً مسجلين لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بحسب تصريحات إعلامية لمسئولين مصريين، فى حين أن دامس الكيلانى المنسق العام فى مصر لتنسيقية الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، قدر أن العدد يصل إجمالا إلى نحو مليون سورى، وذلك فى تصريحات أدلى بها للأناضول مؤخرا.