أرسلت اثنى عشر مؤسسة حقوقية خطابا لرئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار، سجلت فيه إدانتها للاعتداء الشديد الذى قامت به قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية، يوم الخميس الماضى، على حرم جامعة القاهرة وحرم كلية الهندسة، والذى أسفر عن مقتل "محمد رضا" الطالب بالفرقة الأولى - كلية الهندسة، بالإضافة إلى إصابة طالبين آخرين بطلقات الخرطوش فى العين، أدت إلى فقدان أحدهما لإحدى عينيه، بالإضافة إلى إصابة العشرات بطلقات الخرطوش فى أماكن متفرقة من أجسادهم. وذكرت المنظمات فى خطابها، أن التقرير الأولى للطب الشرعى أفاد أن سبب وفاة «محمد رضا» إصابته بثلاث طلقات نارية فى الصدر والبطن والحوض، أدت إلى نزيف فى تجويف الصدر مما نتج عنه الوفاة، وأكد العشرات ممن شهدوا الواقعة أن الطالب كان موجودًا داخل حرم كلية الهندسة، وأصابه الرصاص أثناء مروره بساحة الكلية. كما أوضحت المنظمات، أن الشهادات التى قامت بجمعها من داخل الحرم الجامعى من خلال حقوقيين وأساتذة جامعات وطلاب حضروا الواقعة؛ تفيد بأن قوات الداخلية استهدفت الحرم الجامعى بإطلاق أعدادٍ كبيرة من قنابل الغاز المسيّل للدموع، كما استخدمت طلقات الخرطوش تجاه الطلاب، ومطاردتهم حتى بعد دخولهم إلى الحرم وإغلاق باب الجامعة. وأكدت المنظمات الموقعة على الخطاب، أن التصعيد الذى قامت به قوات الأمن، الخميس الماضي، يعد انتهاكًا سافرًا لكافة المواثيق الدولية والمبادئ الأكاديمية التى تؤكد استقلال الجامعات وقدسية حرمها، وهو التصعيد الذى جاء فى سياق الهجوم المتكرر خلال الأسابيع الماضية، على عدد من الجامعات؛ شملت جامعات الأزهر والإسكندرية والفيوم وغيرها، وتزامنت مع موجة الاعتداءات العنيفة قرار مجلس الوزراء بإطلاق يد وزارة الداخلية داخل الجامعات واقتحامها فى الحالات التى تراها خطر على أمن الجامعة، وذلك دون الرجوع إلى رؤساء الجامعات، المنوط بهم تقدير مثل هذا الأمر، وهو ما يعد مرة أخرى اعتداءً على المبادئ الأساسية لاستقلال الجامعات. وأضاف الحطاب "وقد تجاوز الموقف الآن تهديد استقلال الجامعات، ليصل إلى تهديد حياة الطلاب أنفسهم، وهو ما يضع إدارات الجامعات، وفى مقدمتها رؤساؤها أمام مسئولية حماية حياة الطلاب وسلامتهم، وحماية استقلال الجامعات وحرمها. كما ذكرت المؤسسات، أنها ترحب بإدانة رئيس الجامعة لأحداث الخميس الماضى، من خلال بيانه الصادر أمس ، وأكدت أنها تتطلع إلى قرارات حاسمة بشأن موقف قوات وزارة الداخلية من التظاهرات الطلابية داخل الحرم الجامعى، وحملت رئيس الجامعة مسئولية حماية المحتجين والمتظاهرين، خصوصًا فى ظل حالة الغضب الحالية فى الأوساط الطلابية، بعد وفاة زميل لهم وإصابة آخرين بإصابات بالغة، خاصة فى حال استمرار قوات وزارة الداخلية بالتمركز حول الجامعة، وتملُكها الحق المطلق فى قرار التصدى لمظاهرات الطلاب، والاعتداء على الجامعات.
