سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"اليوم السابع" يبحث عن "أحزاب الوسط".. تكونت عقب ثورة 25 يناير ولم تعادِ أو تنحاز للإخوان واختفت عقب 30 يونيو.. ومحللون: أحزاب مبنية على أشخاص فقط ومنهم من صار على نمط الجماعة أو فضل الصمت
فى عهد محمد مرسى, لمعت على الساحة السياسية عدد من الأحزاب أعلنت عن نفسها كتيار وسطى.. لا تعلن تأييدها المطلق لجماعة الإخوان المسلمين وحكمها، ولا تعلن عداءها أو معارضتها بشكل صريح, لتقف دائماً فى المنطقة الدافئة ما بين جماعة الإخوان وخصومها من المعارضة. أبرز تلك الأحزاب على الإطلاق، والتى خفت صوتها بنسب متفاوتة وتباينت مواقفها, فمنها من انحاز للجماعة ومنها من انحاز للجيش وثورة 30 يونيو، ومنها من وقف ينتقد هنا وهناك, وهى "حزب الوسط ومصر القوية وحزب غد الثورة الذى أسسه أيمن نور، وحزب مصر الحرية الذى أسسه عمرو حمزاوى، وحزب العدل الذى أسسه مصطفى النجار". وكانت تلك الأحزاب تتصدر المشهد فى الأيام الأخيرة لعهد مرسى باعتبارها همزة الوصل، ثم اختفى مؤسسو بعضها, لتلاحقهم تهمة الطابور الخامس، فى حين أقل آخرون من ظهورهم، ليبقى التساؤل قائماً حول مصير تلك الأحزاب فى الفترة القادمة. يقول الخبير السياسى عماد جاد، إن الأحزاب الوسطية التى كان لها تواجد على الأرض ستعود وستظل باقية فى الساحة السياسية، وستعود إلى سابق عهدها حتى وإن خفتت قليلاً، ولكن الأحزاب المبنية على فكرة الأشخاص فستختفى للنهاية، طالما أن تلك الشخصيات اختفت. وأضاف جاد فى تصريح ل"اليوم السابع"، أن أحزاب مثل مصر القوية والوسط كان لها تواجد وقاعدة على الأرض، فالوسط كان له نواب بالبرلمان ومصر القوية له قواعد على الأرض وتم تشكيله بعد انتخابات الرئاسة، وهذان الحزبان زالت الفوارق بينهما وبين جماعة الإخوان المسلمين عقب ثورة 30 يونيو، وفى حين انضم الوسط علانية لدعم الإخوان وقبض على رئيسه أبو العلا ماضى ونائبه عصام سلطان اكتفى مصر القوية بإصدار البيانات التى تدين النظام الحالى وتدعم الجماعة. وعن حزب غد الثورة الذى كان يترأسه أيمن نور المرشح لرئاسة الجمهورية، قال جاد, إن حزب غد الثورة مبنى على شخص، متسائلاً أين أيمن نور الآن؟ أنه مختفٍ واعتزل الحياة السياسية والحزب اختفى باختفائه، وكذلك الحال بالنسبة لحزب مصر الحرية الذى أسسه عمرو حمزاوى. ويرى الدكتور مصطفى علوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اختفاء بعض الأحزاب السياسية مثل العمل والوسط أمر طبيعى، لأنها أحزاب معبرة عن أفكار التيار الإسلامى ولا يوجد خلاف جوهرى بينها وبين حزب الحرية والعدالة فى عهد مرسى، حيث كانت آراؤهم متشابهة ويسيرون على نمط واحد وعلاقتهم وصلت لحد التماثل فكان طبيعى أن يرفض الشعب فكرهم ويجبرهم على الاختفاء. وأضاف "علوى" فى تصريحات ل"اليوم السابع", أن "معظم الأحزاب السياسية المدنية غير فعالة وارتباطها بالمواطن العادى فى القرى والنجوع والمناطق العشوائية والشعبية محدود جداً، بل يكاد يكون منعدماً"، لافتاً إلى أن المواطن البسيط يحتاج لدعم مادى واجتماعى. ومن جانبه قال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشعب السابق، إن الوسطية منهج ومن الخطأ أن نطلق على الأحزاب التى لمعت خلال الفترة الماضية، وخاصة فى عهد مرسى أنها أحزاب وسطية، إنما كانت مجرد أحزاب نفعية ليس لها أى قاعدة جماهيرية. وأضاف زهران فى تصريح خاص ل"اليوم السابع"، "حزب مثل حزب مصر الحرية الذى أنشأه عمرو حمزاوى.. كيف نشأ هذا الحزب، ومن أين تمويله وأى حزب يحتاج على الأقل لمليون جنيه ليتم إنشاؤه؟! كذلك حزب مثل حزب العدل الذى أسسه مصطفى النجار، وهو حزب متآخون، كذلك حزب مصر القوية وحزب الوسط كلها أحزاب متأخونة تلعب لصالح الإخوان". وأشار إلى أن حزب مثل حزب البناء والتنمية الذى أسسه عصمت السادات لعب على الطرفين، فحضر لقاءات مرسى، ثم هاجم الإخوان عقب أن سقطوا وكذلك حزب مصرنا الذى أسسه رامى لكح.. كلها أحزاب قامت على أشخاص من أجل تحقيق مأرب وأهداف شخصية، وهى أحزاب لا توجد لديها أى أيدلوجية. وأوضح زهران، أن تعريف الحزب الأكاديمى بأنه تجمع بشرى له برنامج محدد ويهدف إلى الوصول إلى السلطة عبر تعبئة الجماهير ويكون له موقف محدد من القضايا الأساسية وأيدلوجية، وكل الأحزاب سالفة الذكر تفتقر إلى تلك النقطة بجوار حزب الأصالة والبناء والتنمية. واستطرد زهرات تلك الأحزاب الانتهازية، منها من مات ومنها ما هو فى طريقه إلى الموت ولن يعودوا مرة أخرى، والأحزاب "المتأدينة" القائمة على أساس دينى وتتصدر المشهد، مثل حزب النور أيضاً لن تستمر وسيتم حلها طبقاً للدستور المعدل. وحذر زهران من تلك الأحزاب واصفاً إياها بأنها طابور خامس، موضحاً أن الطابور الخامس هم من يلعبون بين أقرانهم لصالح العدو، وأنهم فى مصر الآن ينفذون الأجندة الأمريكية، وأن الفترة القادمة سيحصل فيها فرز، وكل تلك الأحزاب ستسقط.