خصصت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحية عددها الصادر اليوم، الثلاثاء، للتعليق على جهود عملية السلام المتوقفة فى الشرق الأوسط، وقالت تحت عنوان "إهدار اللحظة المناسبة" إن الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب قد يبددون أفضل فرصة سنحت لإحلال السلام حتى الآن ما لم يقم أبرز لاعبو المنطقة والمتمثلين فى مصر والسعودية بعمل اللازم من أجل الحفاظ على سلامة شعوبهما ودفع عملية السلام قدماً. تقول الافتتاحية إن مصر والسعودية، أقرب حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية، أذعنتا عن إبداء استعدادهما لتأييد دعوة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بإظهار التزامهما تجاه إحلال السلام عن طريق الاعتراف بإسرائيل فى شكل السماح للطائرات الإسرائيلية التجارية بالتحليق فوق الأراضى العربية وفتح مكاتب تجارية وقنصلية بإسرائيل، بل عملتا على إثناء الدول العربية الأخرى عن فعل ذلك. واشترط زعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس من ناحية أخرى، موافقة إسرائيل أولاً على تجميد الاستيطان لقبول عقد لقائى ثلاثى مع الرئيس أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى. وترى الافتتاحية أن على جورج ميتشل، مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، استغلال زيارته إلى المنطقة خلال هذا الأسبوع للتحدث إلى جميع الأطراف المعنية وتحذيرهم من أن صبر أوباما بدأ ينفد وأن الهدوء الذى يخيم على المنطقة الآن ما هو إلا هدوء مؤقت. كما يتعين عليه تذكير المصريين والسعوديين الذين يخشون تعاظم النفوذ الإيرانى أن اتفاق السلام سيكون أفضل سبيل لدحر التشدد والتصدى لقوة طهران. ويتعين عليه كذلك حث دول الخليج على الخروج من تحت عباءة الرياض والقاهرة وعمل ما يعرفون أنه ضرورى ويجب فعله. وتلفت الافتتاحية إلى أن الرئيس أوباما دعا نتانياهو لتجميد جميع بناء المستوطنات فى محاولة لإظهار التزام الحكومة الإسرائيلية بتحقيق السلام الضال عن طريق مقايضة الأرض مقابل السلام، ولكن كان لذلك تأثيره فى انخفاض شعبية أوباما بصورة كبيرة فى إسرائيل، لذا يتعين عليه تشجيع نتانياهو على تقديم أسباب وافية تقنع الأوساط الإسرائيلية المتشككة أن تجميد الاستيطان وإحياء محادثات السلام سيصب فى نهاية المطاف فى مصلحتهم. وتنصح الافتتاحية الرئيس أوباما بأن يكون أكثر صرامة مع قادة الدول العربية وأن يضغط عليهم إذا كان يريد أن يجمع بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين فى الأممالمتحدة خلال هذا الشهر لإعلان استمرار المفاوضات. وتختم الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن أوباما وميتشل استثمرا حتى الآن ثمانية أشهر لبناء الثقة وتكثيف الجهود الدبلوماسية، ولكن إن لم تكلل جهودهما بالنجاح قريباً، سيكون عليهما فرض مقترحهما لإحلال السلام على طاولة المفاوضات.