أجبر محتجون فى تايلاند عدة وزارات حكومية على إغلاق أبوابها اليوم الثلاثاء، وتعهدوا بالسيطرة على مقار رسمية فى عموم البلاد سعيا لخلع رئيسة الوزراء يانجلوك شيناوترا، فيما يعد التحدى الأكبر الذى تواجهه منذ تولت السلطة. استيلاء المحتجين بالأمس على وزارة المالية شجع الآلاف منهم على الانتشار فى أهداف جديدة. كانت حشود من المتظاهرين قد اقتحمت أبواب الوزارة ثم اعتصمت هناك ليلا. الوزارة كانت مغلقة الأبواب اليوم الثلاثاء إلى جانب وزارات النقل والزراعة والسياحة. وخارج وزارة الداخلية، حاصر آلاف المحتجين المبنى وتعهدوا بقضاء الليل هناك. وتحصنت قوات الأمن خلف أبواب الوزارة فيما لا يزال موظفون بالداخل. ويقول محتجون إنهم يريدون تنحى يانجلوك، التى تولت منصبها فى 2011، وسط مزاعم حول سيطرة شقيقها رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناوترا على حكومتها. كان انقلاب عسكرى على خلفية مزاعم بالفساد قد أطاح بتاكسين عام 2006. ونزل أكثر من مائة ألف شخص إلى شوارع بانكوك يوم الأحد الماضى متحدين ضد ما أسموه "نظام تاكسين". لكن الغموض يتزايد إزاء أهداف ومطالب الحركة التى تقودها المعارضة. الحملة التى بدأت قبل شهر لخلع يانغلوك باتت توصف الآن بالمعركة لاجتثاث شبكة شيناوترا من المشهد السياسى التايلاندى دون تقديم تفسير لما يعنيه ذلك. المجموعة الاحتجاجية الرئيسية حولت فيما يبدو وزارة المالية إلى مقرها الخاص، كما أعلنت اليوم الثلاثاء "يوم راحة" فيما أقام متظاهرون الخيام فى ساحة انتظار السيارات. وأبلغ ناطق باسم الاحتجاج يدعى أكانات برومفان الصحفيين داخل الوزارة الخالية بأن "الغد سيشهد حركة فى عموم البلاد". وقال إن الهدف هو شل حركة الحكومة عبر الاستيلاء على مكاتبها وهيئاتها حتى لا يتسنى "استخدامها كماكينة لنظام تاكسين". على صعيد منفصل، أطلق الحزب الديمقراطى المعارض الذى يتزعم الاحتجاجات نقاشا برلمانيا لسحب الثقة من حكومة يانغلوك. ومن المستبعد تماما أن ينجح التصويت فى الإطاحة بيانغلوك التى يسيطر حزبها بويا تاى الحاكم على مجلس النواب التايلاندي. ودعت يانجلوك إلى التزام الهدوء وعرضت التفاوض مع قادة الاحتجاج. وقالت "لو أمكننا التحاور، أعتقد أن البلاد ستعود إلى الحالة الطبيعية".