أكد المهندس أحمد عز خلال حواره مع برنامج القاهرة اليوم - مساء أمس الخميس- أن أخطاء الحزب الوطنى فى الانتخابات الماضية وراء فوز الإخوان ب88 مقعدا، كما اعترف أن هناك أخطاء تكتيكية داخل الحزب سمحت للإخوان بهذا الفوز، وأن وهذا يعد خطأ ذاتيا من الحزب نتيجة تصارع أكثر من عضو وطنى على دائرة واحدة، مما أدى إلى فقدان هذه المقاعد. ورفض عز الاعتراف بوجود تزوير فى الانتخابات الماضية خاصة فى المرحلتين الثانية والثالثة، مدللا على ذلك بفوز مرشحين مستقلين وإخوان، كما رفض مبدأ تزوير الانتخابات القادمة، مستدلا على ذلك من خلال تواجد الإعلام والمجتمع المدنى يراقب الانتخابات. وأضاف عز أن هناك علاقة قوية تربطه بالحزب الوطنى تمنعه من ترك منصبه وعضويته فيه، وأن الموقع التنظيمى بالحزب ليس بإرادته ولكن بإرادة الحزب مشيرا إلى وجود أكثر من شخصية تستطع إدارة موقعه فى حال تركه للحزب. وأوضح عز أنه سيترك الحزب عندما يشعر بأنه لا يستطيع العطاء مثله مثل العديد من أعضاء الحزب والبرلمان الذين يعلنون اعتزالهم فى حالة عدم قدرتهم على الاستمرار فى العمل. وأوضح عز أنه ليس المسئول الأول فى التنظيم الحزبى بل هناك ثلاث شخصيات أكبر منه فى الحزب، إلا أنه أحد القيادات الحزبية التى تضم 10 آلاف قيادى على مستوى المحافظات، مضيفا أنه لا يريد تحقيق مصالح مادية من وراء الحزب، وكل طموحه السياسى هو أن يكون ضمن ال10 قيادة حزبية والتى تسعى إلى تطوير مصر". ونفى عز أن يكون حقق "أى بيزنس" منذ انضمامه للحزب الوطنى، مؤكدا على أن ما حققه من استثمار كان قبل عام 1999 الذى انضم فيه لعضوية الحزب. وأضاف "إنتاج شركات الحديد وصل إلى 2,6 مليون طن". مشددا على أنه لا يوجد تتداخل بين الموقع السياسى والنجاح الشخصى والمالى له، موضحا أنه سيترك رئاسة مجموعته الاستثمارية فى حال ثبوت مخالفة واحدة فيها بمستند. مضيفا "لا مانع من أن يجمع المواطن بين العمل الاقتصادى والسياسى معا". وعن مدى تأثيره وقوته داخل الحزب، أكد عز أن المؤسسة الحزبية أقوى من أى شخص، مشيرا إلى أن منصب أمين التنظيم بالحزب الوطنى الديمقراطى بدأت تتقلص أدواره عن الأعوام السابقة، حيث كان أمين التنظيم يتملك سلطات أوسع تتيح له اتخاذ القرارات وتصعيدها مباشرة أما الآن فلا يستطيع فعل ذلك. وأضاف هناك رئيسان أعلى منى مباشرة هما الرئيس حسنى مبارك والدكتور زكريا عزمى وفى البرلمان يوجد رئيس له وزعيم الأغلبية، مؤكدا أن أمين التنظيم له مهام تنظيمية وليس توجيها سياسيا وأن مهامه التنظيمية يحصل عليها من المؤسسة السياسية، نافيا ما تردد عن توليه التوجيه السياسى لأعضاء الحزب بالبرلمان. وعن إمكانية توبيخ أحد المسئولين فى الحزب الوطنى له أكد عز أنه لا يحدث ذلك فى الحزب وأنما يحدث مُساءلة، مشيرا إلى أنه حتى أن درجة الاحترام المتزايد بين الأعضاء يسعى الحزب إلى إلغائها ولكنها تراكمت نتيجة الأعراف التى توارثت بين الأعضاء. وعن الأحزاب ومشاركتها فى الانتخابات، أشار إلى وجود 23 حزبا من الأحزاب القوية فى مصر مثل حزب محمود أباظة وحزب رفعت السعيد، تستطيع تنفيذ مؤتمرات وندوات تمكن من خلالها الفوز بمقاعد فى البرلمان. وأشار عز إلى أن هناك ثلاثة معايير يمكن من خلالها تقييم الأحزاب وهى الإنجاز والمستقبل والهجوم على الآخر، مشيرا إلى أن أحزاب المعارضة دائما ما تترك المعيارين الأولين وتركز على المعيار الأخير. وصرح عز أن انتخابات الرئاسة القادمة سيكون الممثل فيها هو الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس الحزب، أو سيحدد من يترشح بدلا منه فى حال عدم ترشحه. مشيرا إلى أن فى الوقت الحالى لم يحدد الحزب الوطنى من ينوب عن الرئيس فى هذه الحالة، لأن الحزب "مشغول بتنفيذ البرنامج الانتخابى للرئيس محمد حسنى مبارك والذى يمثل 40% منه تنظيم وال60% الآخرين قيد التنفيذ". ورفض عز مقارنة المجتمع المصرى بالمجتمع الأمريكى، خاصة فى الانتخابات، مشيرا إلى أن كل مجتمع له خصوصيته فنجاح أوباما بالانتخابات لا يعنى وجود مرشح معين يمكن إعداده من الحزب خلال فترة 6 أشهر قبل الانتخابات. وبالنسبة لترشح جمال مبارك قال عز إن الإعلام والمعارضة هى التى روجت لهذه المعلومات، مشيرا إلى أن بعض التحليلات ربطت بين اعتزال الرئيس الحياة السياسية وتولى جمال مبارك الحكم. وعن علاقته بجمال مبارك، أوضح عز أنه ليس صديقا لجمال مبارك، ولكن العلاقة بينهما علاقة رفيق عمل منذ 1999 فقط، مشيرا إلى أن علاقته مع صفوت الشريف علاقة صداقة قوية جدا واحترام متبادل. مشيرا إلى أن جمال مبارك يلعب دورا حيويا وفعالا داخل الحزب، كما أوضح أنه ليس لديه فضول فى معرفة ما إذا كان جمال مبارك سوف يتم ترشيح نفسه للانتخابات أم لا ولم يسأله من قبل عن ذلك. وأما عن حياة المواطن المصرى وحصوله على حقوقه فى التعليم والصحة والدخل والمياه، أكد عز أن المواطن المصرى أصبح يعيش فى حياة أفضل، مما كان منذ خمسة سنوات سواء فى الدخل الذى أصبح يحصل على الضعف من والصحة التى وصلت إلى المنازل عن طريق الوحدات الصحية والمستشفيات العامة التى تقوم بمعالجة المرضى، بالإضافة إلى قرارات العلاج على نفقة الدولة والتعليم الذى أصبح كل مواطن من السهل أن يدخل أبناءه المدرسة، وأوضح أن الحالات الفردية التى قد يتعرض لها مواطن أو منطقة، سواء بالحرمان من التعليم أو المياه يعتبر أمرا طبيعيا فى أى دولة، مشيرا إلى أن مصر زادت خلال ثلاثين عام أربعين مليون نسمة وهو ما يفوق زيادة الصين كمعدل سكانى مقارنة بنا. وأوضح عز أنه يغضب من انتقاد وسائل الإعلام له، وذلك يرجع إلى عدم تعاونه معهم نظر لمكانته الحساسة فى الحزب الوطنى، مشيرا إلى المثل القائل إذا لم تكن مصدرا فستكون مستهدفا.
