اهتمت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية بالتعليق على الجدل الذى شهدته مصر وهى تراقب تجربة توريث الحكم فى الجابون. وقالت الصحيفة إنه بعد ثلاثة أشهر على وفاة والده، تغلب ابن رئيس الجابون السابق عمر بونجو على اثنين من مرشحى المعارضة ليصبح الرئيس الجديد لهذه الدولة الواقعة فى غرب أفريقيا. ورأت الصحيفة أن فكرة أن يرث سياسى الحكم من والده بعد فترة طويلة قضاها الأخير فى السلطة تبدو مألوفة لكنها مقلقة فى الوقت نفسه للكثيرين فى مصر. ففى الوقت الذى أصبحت فيه الانتخابات الرئاسية تلوح فى الأفق، ومع ضآلة حجم المعارضة للحزب الوطنى الديقراطى الحاكم، فإن الكثيرين قد بدأوا بالفعل يشعرون بالقلق من أن ابن الرئيس، جمال مبارك الذى تولى رئاسة لجنة السياسات بالحزب الوطنى عام 2002 سيصبح فى منصب والده عام 2010. ورصدت الصحيفة تعامل الإعلام والصحافة المصرية مع تجربة التوريث فى الجابون، وأشارت إلى عدد من كتاب الأعمدة الصحفية الذين تساءلوا علانية فى الأيام الماضية عن مستقبل مصر بعد مبارك. فكتب إبراهيم عيسى فى الدستور يقول إن أكبر أحلام جمال مبارك قد يتحقق إذا تكررت تجربة الجابون فى التوريت بالانتخاب فى مصر. وأضاف عيسى أنه على عكس ما حدث لبونجو، فإن أى تولى ناجح لجمال مبارك سيأتى فقط فى حياة والده، حيث إنه من المحتمل أن يفقد مبارك الابن أغلب الدعم الذى يحصل عليه داخل وخارج حزبه فى حالة وفاة والده. أما فهمى هويدى فكتب ساخراً فى الشروق يقول إن الإعداد للتوريث أمر اخترعه النظام المصرى قبل سنوات من أن يأتى عمر بونجو بخطط لتوريث الحكم لابنه. واتفق الكاتبان على أنه على غرار ما حدث فى الجابون، فإن الحكومة المصرية تضع حالياً شخصيات معارضة مزيفة يمكن أن تخسر بسهولة أمام جمال مبارك عندما يتم إجراء الانتخابات.