بدأت فعاليات الدورة العادية ال 132 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى مساء اليوم، الأربعاء، بحضور مكثف من وزراء الخارجية العرب، حيث بلغ الحضور 19 وزيراً للخارجية فى حين تغيب سعود الفيصل وزير خارجية السعودية وحامد بن جاسم وزير خارجية قطر، وسيطرت على المجلس ثلاث قضايا رئيسية على رأسها الأزمة العراقية السورية والتى استغرقت ثلاث جلسات للمباحثات قبل افتتاح القمة بحضور الوسيط التركى أحمد داوود أغلو وزير الخارجية التركى، ثم الأزمة اليمنية وحربها على الحوثيين والقضية الفلسطينية بتداعياتها فى ضوء التعنت الإسرائيلى بشأن الاستيطان. وبدأ وزير الخارجية السودانى على كرتى، الجلسة الافتتاحية بالتأكيد على ضرورة تجاوز الخلافات العربية، وأن يعملوا على تنسيق المواقف فيما بينهم بما لا يضر بالمصالح المشتركة، لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية شهدت حراكاً واضحاً سواء على الساحة الدولية أو الإقليمية، هذا الحراك يتطلب منا العمل على استرداد حقوقنا وأن نعمل نحو السلام وحل الصراع العربى الإسرائيلى، وأكد على الموقف العربى الرافض لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وأنه لا تطبيع مجانى مع إسرائيل، مشدداً على ضرورة إنجاز المصالحة "الفلسطينية – الفلسطينية"، معرباً عن تقديره للجهود المصرية فى هذا الشأن. ومن جانبه ركز وزير الخارجية السورى وليد المعلم، والذى تسلم رئاسة هذه الدورة الحالية من السودان، على الخلاف بين بلاده والعراق، حيث أكد أن الاتهامات العراقية لدمشق أدهشتهم، حيث إن هذه التفجيرات، كما هزت بغداد أثرت فى دمشق، لافتاً إلى أن سوريا مؤمنة بضرورة وحدة العراق واستقراره، حيث إن أمن العراق واستقراره جزء من أمن سوريا، مضيفاً أن دمشق عملت على تنمية علاقاتها مع العراق فى مختلف المجالات فى الفترة الماضية، مشدداً على أن دمشق منفتحة لحل هذه الأزمة. وبدأ عمرو موسى كلمته متهكماً على الخلافات التى تظهر كل يوم بين دولتين شقيقتين فى العالم العربى، حيث قال "جرت العادة أن أشير فى بداية كلمتى إلى المنعطف الخطير الذى تمر به الدول العربية، إلا أن هذه المرة بالفعل هو منعطف خطير"، وأكد أن ما يشوب العلاقات بين الدول العربية ستكون أولى البنود التى ستناقش، كاشفاً أنه سيقدم تقريراً لتفعيل مجلس الأمن والسلم العربى لمعالجة أى مشكلات تطرأ بين الدول العربية وبعضها. وفى عرض سريع أشار موسى إلى القضايا التى تمس الدول العربية من سوريا والعراق والخلاف بينهما، حيث تمنى أن تكون سحابة صيف، وإلى فلسطين حيث شدد على ضرورة إنهاء حالة الانقسام "الفلسطينى – الفلسطينى"، مشيداً بالجهود المضنية التى تبذلها مصر فى هذا الإطار، على حد قوله، ومنها إلى اليمن ثم السودان والصومال. كما أكد وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو، الذى يشارك فى هذه الدورة من مجلس الجامعة فى إطار الوساطة التركية بين سوريا والعراق، أن من حق الجميع أن يعيش فى سلام، وهو ما تعمل على إنجازه تركيا، لافتاً إلى أن أزمة غزة وموقف تركيا حيالها يعتبر دليلاً واضحاً على تأييدها لدول المنطقة.