أوضح الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف، أن الاحتفال بغزوة بدر الكبرى ليس للتغنى بالأمجاد، بل له معنى آخر هو ضرورة استخلاص الدروس والعبر والتزود بشحنة تساعد الناس على العمل لخير المجتمع، وأن هذا الانتصار بمثابة انتصار للحق على الباطل لأنه بمثابة شهادة ميلاد للأمة الإسلامية. وقال زقزوق، فى لقاء ملتقى الفكر الإسلامى المنعقد بميدان الحسين، إن مفهوم الجهاد فى القديم والحديث استبدل بمفهوم بالإرهاب وخاصة عند الغربيين، محملاً المسلمين المسئولية عن ذلك، مضيفاً: "نحن المسلمين مسئولون جزئياً عن هذه الفكرة"، لأن فينا من يروج لها بحجة قوله تعالى: "فاقتلوهم حيث ثقفتموهم"، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله"، مشيراً إلى أنهم قرأوا الآية بطريقة "ولا تقربوا الصلاة"، وتركوا النصف الآخر للآيتين. وعبر وزير الأوقاف عن أسفه من أن بعض "الحمقى" روجوا لهذا الخلط بين المصطلحات، مما جعل أعداء الإسلام يستغلوها لتوظيف المعنى لمفهومهم وأغراضهم، وأن الجهاد جهاد أكبر وهو جهاد النفس، وجهاد أصغر وهو الحرب الدفاعية وليس الهجومية. وأكد زقزوق أن غزوة بدر كانت لاستعادة الحقوق المشروعة وليست للعدوان كما يدعى البعض، وأضاف: الإسلام دين السلام ومشتق من السلام، وتحية المؤمنين هى السلام، وفى الجنة دار السلام، والمسلمون يختمون الصلاة بالسلام، وليس فيه أى نوع من العدوان، واستدل بقوله الله تعالى "وإن جنحوا للسلم فاجنح له". وقال الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر إن غزوة بدر كانت بإشارات ساقها الله للمؤمنين منها ارتفاع الروح المعنوية للمؤمنين، والبشارة الثانية كانت فى قوله تعالى "إذ يغشيكم النعاس آمنة منه"، وهى دليل للاطمئنان ونزول المطر الذى كان نعمة للمسلمين ونقمة على الكافرين ونزول الملائكة لتثبيت المؤمنين. وأكد الدكتور محمد الشحات الجندى الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن النصر فى غزوة بدر جاء مع الصبر، وهو نصر للقيم الإنساسية والقيمة الكبرى هى انتصار الحق على الباطل والهمجية. ووصف الشحات يوم غزوة بدر بأنه يوم الجائزة الكبرى، استناداً لقوله تعالى "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب، إنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين"، وأن انتصار بدر كان من أجل بث قيم وحضارة وانتصار للإنسانية بعد الأخذ بالأسباب التى حققت النصر فى هذا اليوم.