قافلة علماء الأزهر والأوقاف من القليوبية: لن يبنى مصر إلا سواعد أبنائها.. ويخاطبون الشباب: اجعلوا ولاءكم لله وانتماءكم لوطنكم وإياكم والشائعات والانتماءات الضيقة.. ودافعوا عن بلدكم فى الشدة والرخاء

حذر علماء الأزهر والأوقاف المشاركون فى القافلة الدعوية الأولى بمراكز الشباب بمحافظة القليوبية من خطورة ما وصفوها بالشائعات التى تحاول أن تسرق عقول الشباب وتوجههم إلى هدم الوطن وتعطيل عجلة العمل والإنتاج.
وناشد العلماء، فى مؤتمر لهم بأحد مراكز شباب المحافظة، شباب مصر عدم الاستماع إلى الشائعات الكاذبة والمغرضة والأقاويل الهدامة ومحاربتها بشتى الوسائل، والانتماء الصادق للوطن قولا وعملا، والدفاع عنه فى أوقات الشدة والرخاء وفى جميع الأوقات.
وطالب العلماء الشباب بضرورة تضافر جهودهم من أجل بناء مصر والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والعمل الجاد، الذى يعزز قيمة الإنسان فى الحياة من خلال التأسى بالنبى صلى الله عليه وسلم وبالصحابة رضوان الله عليهم.
ونصح العلماء الشباب، أن يجعلوا ولاءهم لله وانتماءهم لبلدهم ووطنهم وألا تأخذهم الفتن إلى انتماءات ضيقة تعبث بقدراتهم وعقولهم، وأن يتقنوا التعليم والتدريب للتميز والتفوق ويجعلوا عطاءهم لبلدهم ووطنهم بلا حدود.
وأكد العلماء، أن النبى صلى الله عليه وسلم اهتم بتربية الشباب واستثمار طاقاتهم فى خدمة الإسلام والمسلمين ووضع منهجا فريدا فى الوسائل التربوية اقتداءً بالصحابة.
وفى محاضرته بمركز شباب المنشية ببنها، قال الدكتور محيى الدين عبد الحليم عميد كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين، إن الإسلام أعطى اهتماماً كبيراً بالشباب وعمل على تربيتهم على أسس الإيمان والعمل الصالح والنظر إلى معالى الأمور، وأن النبى صلى الله عليه وسلم حرص على تنشئة الشباب والاستفادة من طاقاتهم ومكانتهم وتوجيههم إلى المجالات المختلفة سواء فى مجال نشر الإسلام وتعليم الناس أمور دينهم وتحمل المسئولية والقيام بالأعمال العظيمة مثلما حدث مع مصعب بن عمير وعلى بن أبى طالب وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس رضى الله عنهم.
وأوضح عميد كلية العلوم الإسلامية، أن النبى صلى الله عليه وسلم ربى الشباب على ثقافة التعايش والمواطنة والتعاون والانتماء للدين والوطن، وذلك من خلال بعض ما ورد فى وثيقة المدينة، فضلا عن التوجهات النبوية التى تؤكد على أهمية الاستفادة من الشباب وهم فى مرحلة العطاء والإقدام والإنجاز التى يمكن أن تسهم فى دفع مسيرة التقدم فى المجتمع.
وأضاف أن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف أدركا فلسفة الإسلام فى تربية الشباب وانطلقا فى مراكز الشباب فى مصر من أجل الحوار الهادئ والتواصل مع الشباب من أجل التوجيه والإرشاد إيمانا بأهمية دور الشباب فى بناء الوطن فى تلك المرحلة الحاسمة من تاريخ مصر.
ولفت "عبد الحليم" عميد كلية العلوم الإسلامية إلى أهمية تضافر جهود الشباب من أجل بناء مصر والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والعمل الجاد الذى يعزز قيمة الإنسان فى الحياة، من خلال التأسى بالنبى صلى الله عليه وسلم وبالصحابة رضوان الله عليهم.
وفى محاضرته بمركز شباب العمار بطوخ تحت عنوان "دور الشباب فى نهضة الوطن طالب الدكتور رمضان حسان الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية الشباب بالمساهمة فى نهضة وتقدم الوطن من خلال الإخلاص فى العمل الوظيفى أو المهنى أو الحر ودفع الضرائب المستحقة، لأن هذا واجب وطنى، موضحا أن أموال هذه الضرائب المستحقة تستغل فى تنفيذ مشاريع صناعية وزراعية وتجارية وبناء المساجد والمدارس.
وشدد "حسان" على ضرورة عدم الاستماع إلى الشائعات الكاذبة والمغرضة والأقاويل الهدامة ومحاربتها بشتى الوسائل، مؤكداً على ضرورة الانتماء الصادق للوطن قولا وعملا والدفاع عنه فى أوقات الشدة والرخاء وفى جميع الأوقات.
ثم تحدث الشيخ عبد الله رشدى إمام وخطيب بالأوقاف عن مكانة الشباب فى الإسلام وان الأمة لن تقدم إلا إذا نهضت بشابها، مع وجوب استثمار طاقات الشباب بما يعود على الأمة بالنفع.
وفى محاضرته بمركز شباب طنان تحت عنوان "الشباب ورحلتهم إلى النجاح من منظور إسلامى"، تابع الشيخ أحمد ترك، أن "الشباب هم مصدر القوة الرئيسية الوطن، لأن الثروة والغنى والقوة ليست بوجود الثروات، لكن بوجود مصادر تلك الثروات، وأن الإسلام علمنا أن الشباب هم أعظم مصدر من مصادر الثروة والقوة، حيث عندما تحدث القران عن الشباب قال تعالى "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى".
واعتبر "ترك" أن كل شاب له قدرة ميزه الله بها، وأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يوظف ويوجه قدرات شباب الصحابة التوظيف الأمثل لإعلاء كلمة الله وبناء المجتمع، ونصح الشباب قائلاً "أنتم حلول لكل المشكلات وعليكم أن تجعلوا ولاءكم لله وانتماءكم لبلدكم ووطنكم ولا تأخذكم الفتن إلى انتماءات ضيقة تعبث بقدراتكم وعقولكم".
كما تحدث الدكتور خالد عبد السلام مدير عام الإرشاد الدينى بوزرة الأوقاف عن واجب الشباب تجاه وطنهم، حيث أكد أن الشباب هم الركن الركين والحصن الحصين لأى أمة أرادت السعادة والعز بين الأمم، وأن أى أمة كان لها موفور من الشباب المخلص المحب لدينه ووطنه لهى من أسعد الأمم وأن أى أمة ابتليت بشباب لا يقدر المسئولية ولا يعرف للوطن قيمة لهى من أشقى الأمم.
كما لفت مدير عام الإرشاد الدينى بوزرة الأوقاف إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم اهتم بتربية الشباب واستثمار طاقاتهم فى خدمة الإسلام والمسلمين ووضع منهجا فريدا فى الوسائل التربوية، ومن ذلك ما كان يفعله مع الصحابة وهو يحدثهم فيختبر قدراتهم ويقول لهم على سبيل المثال "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المؤمن فحدثونى ما هى؟ يقول عبد الله بن عمر: فوقع الناس فى شجر البوادى ووقع فى نفسى أنها النخلة".
وأشار "عبد السلام" إلى أنه إذا تأملنا تاريخ الإسلام نجد أن رسالته حملها جيل الصحابة الشباب من أمثال عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وأسامة بن زيد، ومصعب بن عمير، وغيرهم.
واستطرد "يجب على الشباب أن يتعلم العلم النافع لينهض بأمته فى كافة التخصصات ويعمل ليكتسب من عمل يده، فأمة لا تملك قوتها لا يمكن أن تمتلك رأيها أو سلاحها".
وفى محاضرته واصل الشيخ عبد العزيز النجار بمجمع البحوث الإسلامية حديثه عن العلاقة بين المواطنة والهجرة وحب النبى صلى الله عليه وسلم لمكة وطنه الذى عاش فيه، كما تحدث عن مفهوم التعامل مع الآخر من منظور إسلامى ووطنى.
وشدد "النجار" على أهمية دور الشباب فى الحفاظ على وحدة الوطن وما ينبغى ان يقوم به من أجل مستقبل أفضل، مؤكدا أن الشباب قوة ينبغى أن تكون أداة للبناء لا الهدم، وأن ذلك لن يتحقق إلا بتغيير المفاهيم الخاطئة عند بعض الشباب الذين يريدون أن يوجهوا دفة مصر إلى منحنى خطير، حسب قوله.
وفى محاضرته بمركز شباب العيايدة بالخانكة أردف الشيخ متولى الصعيدى إمام وخطيب الجامع الأزهر، قائلاً "إن الشباب هم عدة بناء الوطن فى حاضره ومستقبله، ولقد أعطى الإسلام للشباب عناية كبيرة حتى ظهر منهم رواة الحديث وحملة للقرآن ونصر الله بهم الإسلام وفتح بهم سائر البلدان وحمى بهم شريعة الإسلام".
ورأى الدكتور حسن خليل الباحث الشرعى بمشيخة الأزهر فى محاضرته بمركز شباب المنيرة بالقناطر إن الشباب هم عدة مصر أملها، وعلى أكتافهم تبنى الأمجاد وتتحقق الآمال لرفعة الأوطان وعزتها، مؤكداً أن للأوطان فى القلوب منزلة عظيمة ومكانة فريدة فهى المكان الذى ولدنا فيه وعشنا على ترابه وتنفسنا من هواه ولا نرض له بديلا مهما كانت الأحوال أو تعرضنا لمحن وأزمات.
وفى محاضرته بمركز شباب بنها واصل الدكتور محمد عشماوى مدير إدارة العلاقات الخارجية بوزارة الأوقاف أن "الشباب هم طاقة الأمة المتحركة وعماد نهضتها وبسواعدهم تعمر المجتمعات وبعزائمهم وإبائهم تمنع المحرمات وتصان الأعراض وتحمى الدماء".
واستكمل أن "القرآن الكريم والسنة النبوية أعطيا الشباب مساحة كبيرة من التوجيهات من أجل اعداد جيل من الشباب المسلم صاحب العقيدة الصلبة التى لا تنال منها الشهوات أو الشبهات".
وناشد "عشماوى" الشباب بضرورة الحرص على التفوق العلمى والنبوغ الدراسى والتمسك بالفضيلة والعفاف والتصدى للشائعات وعدم الانجرار لها.