سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى 100 يوم. . أبو النصر يطهر "التعليم" من الإخوان ويطيح ب15 قيادة سابقة.. ويتفق مع الإمارات ورجال أعمال وطنيين على إنشاء 1500 مدرسة.. ويواجه اشتباكات فى المدارس بسبب طلاب الجماعة ومدرسيها
الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم فى حكومة الببلاوى، والذى كان رئيسًا لقطاع التعليم الفنى بالوزارة وأطاح به الإخوان، استطاع فى ال100 يوم الأولى من توليه منصبه أن يحقق عددًا من الخطوات التى تحسب له، بينما أخفق فى ملفات أخرى تحتاج إلى سياسات "نفس طويل"، ولا تكفيها أيام معدودات. بعد أيام من توليه منصبه، أطاح أبو النصر ب15 قيادة إخوانية بالديوان العام للوزارة و7 قيادات أخرى كانت تتولى مواقع قيادية بمديريات تعليمية بالمحافظات، أبرزها ممدوح مبروك مدير مديرية التربية والتعليم بالمنيا، وعضو المكتب الإدارى للجماعة الذى تم القبض عليه واتهامه فى أحداث عنف بالمنيا. حاول أبو النصر، أن يعيد تحسين العلاقة بين الوزارة والمدارس الخاصة، فوقع بروتكول تعاون مع جمعية المدارس الخاصة لترميم المدارس المتضررة من جراء الأحداث المختلفة مثل مدارس رابعة العدوية والنهضة، بالإضافة إلى توفير أفراد أمن وحراسة لكل مدرسة وفى المقابل تتمكن المدارس الخاصة من رفع كثافة الفصول 10 طلاب لاستيعاب الطلب المتزايد عليها، إلا أن المدارس الخاصة ساهمت فقط فى ترميم 4 مدارس متضررة وتجاهلت تمامًا توفير فردى أمن ولم تنس قطعًا أن ترفع كثافة الطلاب فى الفصول، مما أحرج الوزير. كذلك فإن الوزير استطاع أن يوقع بروتكول تعاون مع المدارس الخاصة لخصم 25% من المصروفات الدراسية لأبناء العاملين بالتربية والتعليم، وهو الاتفاق الذى خضع لهوى كل مدير مدرسة على حدة ولم يطبق كما يجب أيضًا. وزير التعليم، استغل العلاقات الطيبة التى جمعت النظام الجديد بدولة الإمارات العربية المتحدة فيما ينفع وزارته، وتوصل لاتفاق مع الأشقاء لبناء ألف مدرسة فى القرى الأكثر فقرًا، بالإضافة إلى 500 مدرسة أخرى من تبرعات رجال أعمال وطنيين مثل جمعية مستثمرى أكتوبر والعاشر من رمضان وتبرعات يجمعها الفنان محمد صبحى. واجه الوزير، أيضًا، أزمة القبول فى المدارس التجريبية والتى تشكو سنويًا من ازدياد معدلات الإقبال عليها، واضطر إلى خفض سن القبول بالمدارس ثلاث مرات لاستيعاب الطلاب وامتصاص غضب أولياء أمورهم، بالإضافة إلى لجوئه لحلول عملية لحل أزمة تلك المدارس، مثل فتح فصول جديدة فى الغرف المدرسية الفارغة وتحويل مدارس التعليم المهنى لمدارس تجريبية، إلا أنه ومع محاولاته إرضاء الرأى العام تسبب فى رفع كثافة الفصول بتلك المدارس حتى وصلت ل50 تلميذًا فى بعض المحافظات، مما يفقد تلك المدارس ميزتها عن الأخرى العامة. اقترح أبو النصر على مجلس الوزراء، إطلاق أسماء شهداء الجيش والشرطة على المدارس الجديدة، وهو الأمر الذى لاقى استحسان مجتمعى كبير، تمامًا مثلما حدث فى قرار إعفاء الطلاب من المصروفات المدرسية الذى واجه ارتباكًا فى تطبيقه أول الأمر على 39 ألف مدرسة، إلا أن الوزير سرعان ما استوعب ذلك وأرسل إجراءات تنفيذية للتعامل مع القرار. تجاوز "أبو النصر" أزمة الكتب المدرسية التى تسبب فيها نظام المناقصة الذى غيرته حكومة الإخوان، واستطاع فى فترة وجيزة أن يضغط على المطابع لتسلم الكتب قبل العام الدراسى، وفى الوقت نفسه لجأ لحلول بديلة فى حال عدم الالتزام من قبل المطابع، وهى بدأ الدراسة ب"التابلت" فى مدارس 6 محافظات حدودية، إلا أن المطابع التزمت بموعد الدراسة ولم تتمكن الوزارة من تصنيع "التابلت" فى موعده المحدد فأجّلت تسليمه لتلك المحافظات شهر كامل، خاصة وأن الأجهزة تصنع بمدرسة إدكو الفنية لأول مرة هذا العام. فيما يخص التعليم الفنى، أصدر الوزير قرارًا بتحويل 27 مدرسة من التعليم التجارى للتعليم الفندقى، وجارى إعداد دليل للمدارس الفنية يضم كافة أنواع التعليم الفنى وفرص العمل المتاحة يساعد الطالب الحاصل على الشهادة الإعدادية فى اختيار نوع التعليم المناسب له. أما ما يتعلق بالمعلمين، تعامل أبو النصر، مع المعلمين الذين شكلوا صداعًا أزليًا للوزارة بذكاء شديد، واستطاع أن يصل لتفاهم مع كافة حركات المعلمين، بعد أن أعلن عن تعيين معاون له لشئون المعلمين وتقدم للمنصب 27 معلمًا خضعوا جميعًا لتدريب تم تنظيمه بجهود ذاتية جمعها الوزير، على أن يتم اختيار أفضل 5 من المعلمين الخاضعين للتدريب، ليصبحوا نواة للمناصب القيادية بالمديريات والإدارات التعليمية. حصل الوزير على 75 ألف وظيفة ممولة من الحكومة لتعيين المعلمين وتوفيق أوضاعهم، مما أكسبه احترامًا كبيرًا بينهم. واجه أبو النصر تحديًا كبيرًا، فى الحفاظ على أمن المدارس وأبعادها عن السياسة وأمر بإحالة كل من يتحدث بالسياسة للشئون القانونية إلا أن المدارس ما زالت تعج بتلك الصراعات حتى أن أغنية "تسلم الأيادى" تتسبب فى اشتباكات شبه يومية بين الطلاب المؤيدين والمعارضين، ولكن استقرار الدراسة وأوضاعها فى ظل تلك الظروف يحسب للحكومة بشكل عام، وهو ما لم تستطع تحقيقه حتى اليوم فى شمال سيناء، بسبب الأوضاع الأمنية المتردية.