أكد مؤتمر الدور الصوفى فى أمن واستقرار المجتمعات، الذى بدأت أعماله اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس، ضرورة الحاجة إلى روح التصوف النابذة للعنف والإرهاب والغلو والداعمة لاستقرار المجتمعات وتقدمها. وطالب الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية الصوفية، فى افتتاح المؤتمر الذى تنظمه الطريقة بباريس لمدة يومين بمشاركة الطرق الصوفية المصرية وعلماء وأساتذة، بالنهوض برسالة التصوف الإسلامى، رسالة الحق والخير والإيمان، التى ترفض العنف والتطرف وتدعو إلى وحدة المسلمين وتماسكهم، وهى القادرة على مواجهة المتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية التى يواجهها العالم، مشددا على أن التصوف الحق كان له أكبر الأثر فى توجيهات العالم الإسلامى الفكرية والعلمية والتعبدية، بل أكبر الأثر فى فتوحاته وانتصاراته العالمية ورسم أهدافه ومثله العليا الاجتماعية والخلقية والروحية. ودعا الشيخ أبو العزائم المصريين جميعا بوحدة الصف وتجنب أى أسباب للخلاف أو الشقاق، وأن يكونوا صفا واحدة مستلهمين روح التصوف لتستعيد مصر مكانتها المستحقة بين الأمم وتتجاوز بسلام الفترة الحالية إلى مستقبل أفضل، مشيرا إلى أن المؤتمر، وهو العالمى الأول للمشيخة، يهدف إلى نشر الفكر الصوفى المعتدل ليساهم بقوة فى نهضة الأمة وتقدم شعوبها ومواجهة من سماهم بالخوارج الجدد الراغبين فى إعاقة استقرار المجتمع، موجها التحية للحكومة الفرنسية التى استضافت المؤتمر فى إشارة للتعاون الوثيق بين مصر وفرنسا. من جانبه، طالب الشيخ أحمد التيجانى، شيخ الطريقة التيجانية الصوفية، فى كلمته فى افتتاح المؤتمر، بإدخال المنهج الصوفى الحقيقى بالمناهج الدراسية فى مصر، والتركيز على أهدافه بوسائل الإعلام والكتب والمواد الثقافية، مشيرا إلى أن التصوف الإسلامى استطاع بمنهجه الروحى نشر الدعوة الإسلامية فى العالم، خاصة فى دول آسيا وأفريقيا والصين، وواجه التيارات الإلحادية بها ودافع عن الوحدة الإسلامية وهو القادر الآن على استعادة تقدم الأمة ووحدتها. وأشار التيجانى إلى أن التصوف الإسلامى كان الذراع التى حمت العقيدة والأخلاق وحالت دون التفكك والانقسام، وأن التصوف نابع من تعاليم الإسلام السمحة الرافضة للعنف والانقسام والتسليم لله والسعى لخير الفرد والمجتمع. من جهتها، شدد الشيخ محمد عبد الخالق، شيخ الطريقة الشبراوية الصوفية، على رفض التصوف للإرهاب والعنف ودعوته للاستقرار والأمن، مبينا أن المجتمعات الإسلامية فى أشد الحاجة الآن إلى المتصوف الملتزم المتفاعل مع قضايا ومشاكل أمته والمساهم فى حلها ونهضته. كما أشار عبد الحليم العزمى، أستاذ التصوف، إلى دور التصوف فى بناء الإنسان والمجتمع وعلاج التطرف بالاهتمام بالأخلاق الإسلامية، وكذلك توحيد الأمة الإسلامية فى مواجهة المتغيرات العالمية.