دخلت الحرب بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين المرحلة السادسة، منذ اندلعت عام 2004. فى الشمال على الحدود مع السعودية. وهناك غموض إعلامى واضح فى تجدد الحرب للمرة السادسة، وحقيقة الدور السعودى والإيرانى فى المعارك المتجددة فى محافظة صعدة. وسط غياب مصرى واضح عن الأزمة اليمنية رغم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وخوض مصر حرباً من أجل دعم النظام الجمهورى فى اليمن. فبينما اتهمت الحكومة اليمنية، إيران بدعم تمرد الحوثيين الشيعة، وإمدادهم بالسلاح عبر الجبال، جددت طهران اتهاماتها للرياض بدفع فاتورة الحرب ومشاركة الطيران الحربى السعودى فى إنهاء التمرد. والظاهر من طريقة أداء زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثى أنه يتشبه بمقتدى الصدر الزعيم العراقى الشيعى الشاب. وبمجرد مطالعة الموقع الإعلامى للحوثيين "المنبر" تجد صورة الحوثى وأسفلها كلمة السيد على طريقة الصدر وحسن نصر الله. وله مكتب مثل مكتب آية الله السيستانى. الشيخ حميد الأحمر عضو مجلس النواب اليمنى أكد، أنه لا يستبعد وجود دور أمريكى فى مشكلة صعدة، والحرب على الحوثيين، متهماً نظام الرئيس على عبد الله صالح بإفشال الوساطة القطرية لاعتقادها أن الأموال التى ستدفعها قطر لن تكون فى جيب النظام اليمنى". ومن جهة أخرى حذر تقرير صادر عن الكونجرس الأمريكى من تجاهل صناع القرار الأمريكيين خطورة عدم الاستقرار فى اليمن على المصالح الأمريكية فى المنطقة، وسوق الطاقة العالمية، بسبب موقع اليمن الإستراتيجى المشرف على مضيق باب المندب. وجاء فى التقرير الصادر عن مركز أبحاث الكونجرس، أن على الولاياتالمتحدة أن تركز قدراً أكبر من الاهتمام على ما يحدث فى اليمن، بسبب المخاطر التى يمثلها فشل الدولة هناك على الأمن القومى الأمريكى. وأضاف التقرير، الذى أعده الباحث المتخصص فى شئون الشرق الأوسط جيريمى شارب، أن عدم الاستقرار فى اليمن يمكن أن يؤثر على ما هو أكبر من المصالح الأمريكية، إذ يمكن أن يؤثر على أمن الطاقة العالمى، بسبب موقع اليمن المطل من جانبين على مضيق باب المندب بين البحر الأحمر والمحيط وشغلت قضية التمرد الحوثى المراقبين فى اليمن وخارجه، لكن أصابع الاتهام كانت تشير غالباً إلى إيران. وجاء فى دراسة بعنوان "الحوثية من إيران إلى حيدان" نشرتها وكالة "مأرب" اليمنية أن الحوثية تنظيم عقائدى سياسى يسعى لإحياء الإمامة من جديد، و"يعتنقون أفكاراً تدعو لنشر مبادئ وأفكار شيعية متطرفة، بعد أن دخلت طورا جديدا، حيث لم تعد تدعى الإمامة بمفهومها التقليدى، وإنما أرادت أن تكون صعدة مرتكزا للمذهب الصفوى الإيرانى، من خلال تولى الموالين للحوثيين الإشراف على التعليم الدينى فى بعض المساجد بما فيها الجامع الكبير بصنعاء فى فترة من الفترات. ويطالب الحوثيون بتدريس المذهب الشيعى الزيدى والسماح لهم بحزب سياسى، فيما فشلت وساطة قطرية ووساطة للعشائر والقبائل اليمنية فى إنهاء الحرب فى صعدة. ويقاتل اليمن الذى يقطنه نحو 23 مليون نسمة، متشددى تنظيم القاعدة ودعاة انفصال ساخطين فى الجنوب. فى وقت يكثر فيه الحديث داخل أوساط إعلامية وسياسية يمنية عن محاولات لتوريث نجل الرئيس اليمنى العقيد أحمد عبد الله صالح السلطة بعد والده.