قال محمد لوليشكى، سفير المغرب لدى الأممالمتحدة، إن بلده "قام أصلا بما يلزم من جانبه فى سبيل البحث عن توافق (بشأن نزاع الصحراء)، ويبقى على الأطراف الأخرى أن تتحلى بالواقعية والبراجماتية، ولكن أيضا بإرادة سياسية حقيقية لتسوية هذا الخلاف". وفى تصريح أوردته وكالة الأنباء المغربية الرسمية، اليوم الثلاثاء، جدد الدبلوماسى المغربى تمسك بلاده بمقترح الحكم الذاتى الذى تقدمت به فى العام 2007، بهدف التوصل لحل نهائى لنزاع "الصحراء"، معتبرا أنها "تستجيب لجميع المعايير التى وضعها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما تكرس مقاربة رابح- رابح"، على حد قوله. واتهم لوليشكى أيضا باقى أطراف النزاع (لم يُسَمِّها) بالسعى إلى "تكريس وضعية الجمود الراهنة، من خلال التمسك بمقاربات دوغمائية (متعصبة) ومتطرفة، مع كل ما يحمله هذا الموقف من مخاطر على كافة شعوب المنطقة، لاسيما على مستوى مخاطر عدم الاستقرار وانعدام الأمن والإرهاب والانفصال". وجدد التأكيد، فى الوقت نفسه، على أنه "لا يوجد سبيل آخر غير الحوار والانفتاح والتوافق، وخصوصا عندما تساءلنا التحديات الخارجية والمخاطر المحدقة بجوارنا المشترك"، على حد تعبيره. ويتزامن هذا التصريح مع الزيارة التى بدأها كريستوفر روس، المبعوث الشخصى للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة إلى الصحراء، أمس الاثنين، للمغرب فى مستهل جولة جديدة فى المنطقة المغاربية، من المرتقب أن تقوده إلى عدد من العواصم ذات الصلة بحل النزاع فى الصحراء. وقد أجرى روس، صباح اليوم الثلاثاء، بالعاصمة المغربية الرباط (وسط)، مباحثات مع عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، لم يتم الكشف عن فحواها حتى الساعة 11:30تغ، وذلك غداة إجرائه مباحثات مع عدد من كبار المسئولين المغاربة، يتقدمهم صلاح الدين مزوار، وزير الشئون الخارجية والتعاون، ومحمد حصاد، وزير الداخلية، إضافة إلى كل من كريم غلاب، رئيس مجلس النواب، الغرفة الأولى من البرلمان المغربى، ومحمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، الغرفة البرلمانية الثانية. وكان العاهل المغربى الملك محمد السادس اعتبر فى خطاب له أمام البرلمان المغربى، يوم الجمعة الماضى، أن قضية إقليم الصحراء، المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو، المطالبة بانفصال الإقليم، "صعب، وأن الأمور لم تحسم بعد".
