قالت صحيفة الباييس الإسبانية فى تقرير لها حول الهجرة غير الشرعية إلى الدول الأوروبية، إن 1500 شخص يغرق كل عام فى منطقة البحر المتوسط ومعظم سواحل شمال أفريقيا، بسبب الهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى أن إيطاليا ومالطا حذرتا من تحول البحر المتوسط إلى مقبرة، بسبب هذا العدد الهائل، فى الوقت الذى فشل فيه الاتحاد الأوروبى والقادة السياسيون فى حل هذه المشكلة الأساسية. وأشارت الصحيفة إلى أن كلا من مالطا وإيطاليا ضغطتا على شركائهما فى الاتحاد الأوروبى، من أجل بذل مزيد من الجهد لوضع حد لأزمة المهاجرين التى قال رئيس وزراء مالطا إنها حولت البحر المتوسط إلى "مقبرة" بعد غرق زورق آخر قبالة سواحل صقلية مما أودى بحياة العشرات. وانتشلت سفن البحرية الإيطالية والمالطية 34 جثة، وأنقذت 206 آخرين، بعد غرق زورقهم على بعد 60 ميلا بحريا إلى الجنوب من صقلية الجمعة الماضية، وأنقذت أيضا أكثر من 200 آخرين فى حوادث منفصلة. وأوضحت الصحيفة أن من أهم أسباب فشل المسئولين فى حل مشكلة الهجرة غير الشرعية خاصة الاتحاد الأوروبى هو عدم وجود نهج مشترك وفعال ضد ظاهرة الهجرة، وعدم النظر إليها على أنها تهديد لأوروبا بأكملها. وأضافت أن تدفق المهاجرين فى البحر المتوسط يظهر علامات على التراجع، وازدادت نسبة الهجرة غير الشرعية بشكل كبير منذ اندلاع الربيع العربى 2011، وسوء إدارة بعض الدول العربية التى أطاحت الأنظمة القديمة فجأة، مما أدى إلى انهيار الأحوال الاقتصادية. وأشارت إلى أنه على الرغم من هذا العدد الهائل فى الهجرة غير الشرعية، إلا أن الهجرة الشرعية للدخول للبلد من أبوابها كان عدد محدد وصل إلى 43772 شخصا تم تحديدها فى حدود الاتحاد الأوروبى عام 2012. وجاءت كارثة الجمعة بعد نحو أسبوع من غرق 358 شخصا على الأقل عندما انقلب زورقهم على مسافة تقل عن كيلومتر من جزيرة صغيرة بين صقلية وتونس، أصبحت نقطة محورية فى أزمة المهاجرين المتنامية فى جنوب أوروبا. وانتشلت وحدات الإنقاذ الموجودة على الجزيرة 19 جثة أخرى من الزورق الذى غرق الأسبوع الماضى، ليرتفع بذلك عدد من تأكدت وفاتهم فى هذا الحادث إلى 358 شخصا على الأقل. وقال ريتشارد بونجر خبير فى السياسة الخارجية الأوروبية، إن "التدفق إلى أوروبا بدأ فى النمو لسنوات قبل الربيع العربى، ولكن عدم استقرار المنطقة العربية خاصة مصر وليبيا هو ما جعل هذا التدفق يتزايد بشكل كبير.
