لا يترك فعالية ثورية دون أن يكون أول الحاضرين فيها رغم إصابته، يحمل على نفسه عهدا بالقصاص لزملائه من مصابى الثورة وشهدائها، الذين سقطوا فداءً وحباً لمصر. هيثم فودة، شاب فى مقتبل عمره، فقد نور عينه فى أحداث محمد محمود التى بدأت فى 19 نوفمبر عام 2011، واستمرت لعدة أيام راح ضحيتها المئات بين شهداء صعدت أرواحهم إلى بارئها، ومصابين فقدوا عين أو اثنين من عيونهم برصاص الداخلية، ومن هنا حصل شارع محمد، على شهرته "شارع عيون الحرية". آخر المظاهرات التى شارك فيها كانت إحياء الذكرى الثانية لشهداء ماسبيرو، وقف لعدة ساعات أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، يحمل مع بقية المتظاهرين أعلاما لكافة شهداء الثورة، الذين لا يتركون مناسبة دون أن يطالبوا بحقوقهم والقصاص من قتلتهم قائلا، "كل الشهداء سواء ونطالب بالقصاص لهم جميعا، ونختبر مدى تفاعل الشارع مع دعواتنا". يشير إلى أنه يجهز مع زملائه منذ الآن لإحياء الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، التى فقد فيها نور عينه "أنا عملت صفحة على الفيسبوك دعيت فيها لمظاهرة كبيرة يوم 19 نوفمبر عشان إحياء ذكرى محمد محمود هتكون فى شارع عيون الحرية وهنهتف وهنطالب بالقصاص للشباب اللى راحوا عشان بيحبوا مصر وللى راحت عينهم فداء للبلد". هيثم يستعيد ذكرى الأحداث التى أفقدته نور عينه "أحداث محمد محمود راح فيها مئات الشهداء وآلاف المصابين خلال فض اعتصام ميدان التحرير باستخدام القوة المفرطة واستمرار الهجوم على ميدان التحرير، لمحاولة إخلائه من المعتصمين والمتظاهرين، نتيجة استخدام قوات فض الشعب والأمن المركزى الخرطوش، واستهداف العيون والوجه والصدر والقنابل المسيلة للدموع، التى أدت لحالة الاختناق، واستهدفت القوى الثورية التى تنوعت بين أهالى شهداء وشباب روابط الأولترس والحركات السياسية". ويحصى هيثم خسائر تلك الأحداث فى الدعوة التى دشنها على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"،"أكثر من 50 شهيدا من جبهة الدفاع عن المتظاهرين، وعشرات الشهداء من نشطاء وحقوقيون وثوار، والآلاف من الجرحى منهم 60 إصابة مباشرة فى العين اليسرى واليمنى من قبل المعروف إعلاميآ بقناص العيون و22 مفقودا ثم اعتقال 383 متظاهرا".
