قال الكاتب والباحث السياسى الدكتور عمار على حسن، أنه بالرغم من قيام ثورتين عظيمتين، ووجود رئيسيين وراء القضبان إلا أننا بحاجة ماسة وشديدة إلى ثورة ثقافية حقيقة. جاء ذلك خلال الجلسة الأولى التى عقدت ظهر اليوم، بالمسرح الصغير ضمن فعاليات مؤتمر "ثقافة مصر فى المواجهة" وكان عنوان الجلسة حول "دور الثقافة فى مواجهة تهميش الفكر والإبداع"، وأدارها: مجدى أحمد على، وشارك فيها: أحمد عبد المعطى حجازى، وعمار على حسن، وصلاح قنصوة، ومحمد عفيفى. وقال عمار على حسن علينا الاعتراف بأن الثقافة المصرية انحدرت إلى مستوى مخيف، فالواقع يشهد غياب مشروع ثقافى قومى لأعرق بلد تاريخى، وللأسف فإن عددًا كبيرًا من المثقفين قد انسجموا ورضوا بتراجع دورهم ورضوا بالفتات، وتماهوا بشكل مثير للاشمئزاز مع تحول الثقافة إلى عمل مظهرى يتقدم فيه الشكل على المضمون والتشتت على التوحد، والأمس على الغد، ومع الاكتفاء برطانة زعاقة، على حسب عمل يتوخى العلم وينتصر للتقدم وتصور ينحاز إلى أشواق المصرين والحرية والتقدم. وأكد "حسن" على أن دور وزارة الثقافة لا ينبغى أن يقتصر فى إنشاء وترميم وجوائز ولا فى محاولات تدجين المثقفين واستعمالهم فى تجميل التصورات القبيحة التى تشدنا إلى الوراء وضمان سكوتهم على أى تشريعات تزيح الثقافة لتصبح شيئًا ثانويًا وتحاول إبعاد الفن والفكر، وعدم الانتصار لتنويرهم. وقال عمار على حسن لقد قامت الثورة وانخرط فيها المثقفون والدهشة تعلو وجههم، ورؤوا بعيونهم رئيسين وراء القضبان، ولكن للأسف هناك من يستعد للعودة إلى ما كان عليه قبل الثورة والانكفاء خلف سياسات فاسدة، واليوم ونحن نعيش معركة بين الهدم والبناء، من الضرورى أن يستعد المثقفون لثورة حقيقة تنهض بمصر.
