أكد منير فخرى عبد النور وزير التجارة والصناعة، أن الحكومة حريصة على استعادة ثقة المستثمرين والأسواق الخارجية فى السوق المصرى، خاصة أن هناك فرصا استثمارية كبيرة فى العديد من المجالات، مثل الطرق والإنشاءات والسكك الحديدية والطاقة، وكذلك فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث تجرى حاليا إقامة 22 مجمعا صناعيا متكاملا للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، مؤكداً أن الحكومة جادة فى إيجاد حلول لكافة المشكلات التى تواجه الشركات المستثمرة، سواء مصرية أو أجنبية، ومنها الشركات الإيطالية المستثمرة فى مصر. جاء ذلك فى سياق الكلمة التى ألقاها الوزير فى المائدة المستديرة التى نظمها اتحاد الصناعات بمدينة برجامو الإيطالية- وذلك خلال زيارته لإيطاليا والتى استغرقت يومين- وعقدت تحت عنوان "الاستثمار فى مصر"، وشارك فيها أكثر من 65 شركة إيطالية كبرى تعمل فى قطاعات الإنشاءات والبنية الأساسية والبترول والغزل والنسيج والملابس الجاهزة والسلع الغذائية والمنتجات الكيماوية، إلى جانب أعضاء الجانب الإيطالى فى مجلس الأعمال المصرى الإيطالى المشترك. وأوضح الوزير فى بيانه اليوم، أنه على الرغم من أن الاقتصاد المصرى قد تأثر كثيراً بعمليات التحول السياسى، سواء فى مصر أو فى المنطقة العربية، والتى كانت لها تداعيات سلبية على التجارة الخارجية والاحتياطى النقدى، فضلاً عن الاستثمار الأجنبى المباشر والسياحة، إلا أن التزام الحكومة بتنفيذ خارطة طريق لتحسين الوضع الاقتصادى وتبنى برنامج تحفيز اقتصادى بقيمة 22.3 مليار جنيه خلال ستة أشهر فى مشروعات للبنية التحتية ومشروعات تنموية تستهدف تحسن الظروف المعيشية للمواطن المصرى، يمثل نقطة الانطلاق لاستعادة الاقتصاد المصرى مكانته كأحد أهم الاقتصادات على المستوى الإقليمى والدولى. كما أكد عبد النور التزام الحكومة بسياسة الاقتصاد الحر وسياسة قيادة القطاع الخاص لعمليات النمو الاقتصادى، مشيراً إلى استعداد الحكومة لتقديم كافة أشكال الدعم، والذى يتضمن البنية التحتية والسياسات المحفزة لجذب الاستثمارات الجديدة. ومن ناحية أخرى واصل وزير التجارة والصناعة منير فخرى عبد النور لقاءاته مع عدد من منظمات الأعمال الإيطالية فى مدن ميلانو وفيرونا وبرجامو، بهدف التعريف بالتطورات الراهنة فى مصر، وتقديم رسالة طمأنة للمستثمرين الإيطاليين، إلى جانب عقد لقاءات ثنائية مع عدد من ممثلى كبريات الشركات الإيطالية، حيث أبدت بعض الشركات الإيطالية اهتمامها بالاستثمار فى مصر فى عدد من المشروعات تشمل الطاقة والمنسوجات والصناعات الكيماوية والإنشاءات، هذا فضلا عن إعلان بعض الشركات الأخرى المستثمرة فى مصر عن رغبتها فى زيادة طاقتها الإنتاجية، كما طالبت بعض الشركات زيادة عدد الخطوط الملاحية بين مصر وإيطاليا لتستوعب كثافة حركة التبادل التجارى بين البلدين، خاصة أن إيطاليا هى الشريك التجارى الأول لمصر بين دول الاتحاد الأوروبى بحجم تجارة يزيد على 5 مليارات يورو. وقد أكد رجال الأعمال الإيطاليين التزامهم الكامل بدعم بقاء وتنمية استثماراتهم فى مصر، واستعدادهم لضخ استثمارات جديدة، وقدموا عددا من المقترحات التى تسهم فى تذليل العقبات التى تواجه المستثمرين الأجانب، ومنها تطوير خطوط الشحن بين مصر وإيطاليا وتطوير الطرق التى تربط بين مناطق الإنتاج والمدن الرئيسية والموانئ، وتذليل العقبات البيروقراطية، وتطوير التدريب المهنى لرفع قدرات العمالة المصرية من خلال دراسة التوسع فى إنشاء فروع فى بعض المحافظات لمعهد دون بوسكو، وكذلك إيجاد بدائل للغاز والسولار، مثل الفحم والطاقة الجديدة والمتجددة لتشغيل المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة، حيث إن العديد من المصانع الأوروبية تعتمد على استخدام الفحم وفقاً لتكنولوجيا حديثة تتوافق مع المعايير البيئية الأوروبية، وهو الأمر الذى سيسهم فى خفض استهلاك الغاز والسولار وتوفير موارد للحكومة المصرية. كما شملت لقاءات الوزير لقاء مع فرانشيسكو بيتينى رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية بإقليم لومبارديا، وهو أغنى الأقاليم الإيطالية، وكذا السفير جيان كارلو أراجونا رئيس المؤسسة اليورومتوسطية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتم خلال اللقاء الاتفاق على التعاون مع إقليم لومبارديا فى إنشاء عدد من بورصات السلع الزراعية فى مصر، وربطها بالبورصات الزراعية فى إيطاليا وأوروبا، بالإضافة إلى التعاون بين البلدين فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الشراكات الاستثمارية بين الشركات المصرية والإيطالية، كما التقى الوزير بالسيد كلاوديو مارينزى رئيس اتحاد الموضة والمنسوجات الإيطالى، حيث تم الاتفاق على دراسة التعاون بين الجانبين فى مجال إقامة منطقة صناعية متخصصة للمكونات فائقة الجودة، لتلبية احتياجات شركات الأزياء العالمية الكبرى. وكان وزير التجارة والصناعة منير فخرى عبد النور قد قام بزيارة لإيطاليا- اختتمت اليوم السبت- افتتح خلالها الجناح المصرى فى معرض مارموماك الدولى للرخام والجرانيت والتكنولوجيا، والذى شاركت فيه 41 شركة مصرية.
