قبل فتح باب حجز شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. الأوراق المطلوبة والشروط    الغرفة التجارية: زيادة الطلب سبب ارتفاع أسعار السيارات    الرقابة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي تفرض حظر نشر حول هجوم حزب الله الصاروخي    وزير الخارجية يلتقى المفوض السامي لحقوق الإنسان بنيويورك (صور)    عاجل - غلق قناة الجزيرة برام الله بعد اقتحام مكتبها    مبابي يحقق إنجازًا فريدًا مع ريال مدريد    والد أشرف داري: جاهزية اللاعب للمشاركة في السوبر الإفريقي أمام الزمالك    موعد مباراة برشلونة ضد فياريال والقنوات الناقلة في الدوري الإسباني    بعد تعرضها لأزمة صحية مفاجئة.. 7 معلومات عن الفنانة آثار الحكيم    أحمد سعد يعلن عودته لزوجته علياء بسيوني (فيديو)    «الصحة»: متحور كورونا الجديد غير منتشر والفيروسات تظهر بكثرة في الخريف    أفشة: مبروك الدوري يا أهلي    عاجل- تصعيد صاروخي غير مسبوق من حزب الله.. والملاجئ تمتلئ ب 300 ألف إسرائيلي    حبس مهندس بالتعدي على سيدة بالسب وإحداث تلفيات بسيارتها بمدينة نصر    ليبيا.. رجل يسرق 350 ألف دينار من منزل حماته لأداء مناسك العمرة    زلزال بقوة 6 درجات يضرب الأرجنتين    أسامة عرابي: لاعبو الأهلي يعرفون كيف يحصدون كأس السوبر أمام الزمالك    حبس تشكيل عصابي تخصص في تصنيع المواد المخدرة    ثقف نفسك | 10 معلومات عن النزلة المعوية وأسبابها    عاجل- أمطار ورياح.. تحديثات حالة طقس اليوم الأحد    أحمد فتحي يوجه رسالة مؤثرة إلى جماهير الأهلي بعد اعتزاله.. ماذا قال؟    حزب الله يستخدم صواريخ «فجر 5» لأول مرة منذ عام 2006    إسماعيل الليثى يتلقى عزاء نجله بإمبابة اليوم بعد دفن جثمانه ليلا بمقابر العائلة    أمامك اختيارات مالية جرئية.. توقعات برج الحمل اليوم ألحد 22 سبتمبر 2024    بعد ارتفاعها 400 جنيه.. مفاجأة في أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة (بداية التعاملات)    الآن.. رابط نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2024 بالدرجات فور إعلانها رسميًا (استعلم مجانًا)    نتنياهو يدعو بن غفير وسموتريتش لمشاورات أمنية عاجلة    احتفالية كبرى بمرور 100سنة على تأسيس مدرسة (سنودس) النيل بأسيوط    أضف إلى معلوماتك الدينية | حكم الطرق الصوفية وتلحين القرآن.. الأبرز    اليوم.. محاكمة مطرب المهرجانات مجدي شطة بتهمة إحراز مواد مخدرة بالمرج    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 22 سبتمبر بعد الانخفاض بالبنوك    الموزب 22 جنيهًا.. سعر الفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 22 سبتمبر 2024    مش كوليرا.. محافظ أسوان يكشف حقيقة الإصابات الموجودة بالمحافظة    كلاسيكو السعودية.. الهلال يضرب الاتحاد بثلاثية معتادة    مواجهة محتملة بين الأهلي وبيراميدز في دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا    صيادلة المنوفية تُكرم أبنائها من حفظة القرآن الكريم    نشأت الديهي: الدولة لا تخفي شيئًا عن المواطن بشأن الوضع في أسوان    مختارات من أشهر المؤلفات الموسيقى العالمية في حفل لتنمية المواهب بالمسرح الصغير بالأوبرا    محمد حماقي يتألق في حفل بالعبور ويقدم «ليلي طال» بمشاركة عزيز الشافعي    نشأت الديهي: الاقتصاد المصري في المرتبة ال7 عالميًا في 2075    وزير الخارجية: نرفض أي إجراءات أحادية تضر بحصة مصر المائية    «موجود في كل بيت».. علاج سحري لعلاج الإمساك في دقائق    اندلاع حريق بمحال تجاري أسفل عقار ببولاق الدكرور    الصين وتركيا تبحثان سبل تعزيز العلاقات    محافظ الإسماعيلية يناقش تطوير الطرق بالقنطرة غرب وفايد    خبير يكشف عن فكرة عمل توربينات سد النهضة وتأثير توقفها على المياه القادمة لمصر    شاهد عيان يكشف تفاصيل صادمة عن سقوط ابن المطرب إسماعيل الليثي من الطابق العاشر    احذر تناولها على الريق.. أطعمة تسبب مشكلات صحية في المعدة والقولون    نشرة التوك شو| انفراجة في أزمة نقص الأدوية.. وحقيقة تأجيل الدراسة بأسوان    خبير لإكسترا نيوز: الدولة اتخذت إجراءات كثيرة لجعل الصعيد جاذبا للاستثمار    د.حماد عبدالله يكتب: "مال اليتامى" فى مصر !!    5 أعمال تنتظرها حنان مطاوع.. تعرف عليهم    قناة «أغاني قرآنية».. عميد «أصول الدين» السابق يكشف حكم سماع القرآن مصحوبًا بالموسيقى    المحطات النووية تدعو أوائل كليات الهندسة لندوة تعريفية عن مشروع الضبعة النووي    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير النقل فى أول حوار ل"اليوم السابع": حريق قطار الصعيد الذى استقلت بسببه عام 2002 كان نتيجة عمل إرهابى وأثبت ذلك للقاضى.. والهيئة خسرت160مليونا بسبب التوقف..ونسعى لإنشاء شبكة سكك حديدية جديدة
نشر في اليوم السابع يوم 23 - 09 - 2013

قطارات السكة الحديد وبنيتها الأساسية انتهى عمرها الافتراضى
نسعى لإنشاء شبكة سكك حديد جديدة وجعل الحالية لربط القرى والمراكز فقط
الشبكة الجديدة ستكون من دورين.. الأول للقطار المكهرب والثانى لفائق السرعة
الدكتور إبراهيم الدميرى أستاذ تخطيط النقل والمرور تولى مسئولية وزارة النقل من أكتوبر 1999 حتى فبراير 2002، حيث ترك الوزارة حينها فى أعقاب حادث حريق قطار الصعيد الشهير، ثم عاد للوزارة بعد 11 سنة غياب عنها، مع قدوم حكومة الدكتور حازم الببلاوى عقب ثورة 30 يونيو.
"الدميرى" يفجر مفاجأة فى أول حديث له عن حادث حريق قطار الصعيد الذى أودى بحياة المئات، تتمثل فى أن هذا الحادث كان نتيجة عمل إرهابى، ويؤكد خلال حواره الأول عقب توليه مسئولية الوزارة مجددا ل"اليوم السابع" أن هذا الحادث كان نتيجة عمل متعمد، ويكشف تفاصيل مشروعه القومى لإنشاء شبكة سكك حديد جديدة، ويتحدث عن الكثير من الموضوعات الشائكة وتمويل مشروعات الوزارة، ويعرض رؤيته لتطوير الموانئ البحرية وتفاصيل خطته لتطوير قطاع النقل والمواصلات حتى 2050، وإلى نص الحوار..
بداية.. متى سيتم إعادة تشغيل القطارات المتوقفة منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة؟
نحن أوقفنا القطارات بعد الأعمال غير الأخلاقية التى واجهت القطارات من استهداف خطوط السكة الحديد أو المحطات.. وهذا الموضوع رغم أنه كلفنا حتى الآن نحو 160 مليون جنيه، إلا أن الفلوس يمكن تعويضها فهى "بتورح وتيجى"، أما الأرواح فلا تقدر بثمن ولا يمكن تعويضها، لذلك فسلامة الركاب أهم لدينا من أى فلوس، ونحن لا نعمل فى جزر منعزلة لكن فى إطار منظومة متكاملة تضم جهات متعددة فى الدولة، على رأسها وزارة الداخلية ووزارة الدفاع، وكل هذه الجهات تبحث الأمر وتدرس هل الظروف مناسبة لإعادة الحركة أم لا؟.
وعن نفسى أتمنى تشغيل القطارات من أمس وليس من غد، وأنا ليس لدى كافة المعلومات، لأن هذه المعلومات لا تعنى فقط أن السكة خالية أم لا، وإنما تشمل تأمين السكة، وهل يوجد متفجرات أما لا؟، وهل الظروف الأمنية ملائمة لتشغيلها فى هذا التوقيت أم لا؟.. وهنا يأتى دور جهاز الأمنى الوطنى وأجهزة المعلومات.
من مواقع الاتصالات التى تتم بينكم وبين هذه الجهات.. هل ميعاد إعادة تشغيل حركة القطارات قريب؟
قريب جدا.. لكن لم يتم تحديده حتى الآن، ونحن نستغل فترة التوقف لحركة القطارات فى إجراء الصيانة للقطارات والسكة "القضبان"، وبدأنا فى تشغيل قطارات البضائع، التى بدأت فى نقل كافة البضائع والمنتجات باستثناء المواد البترولية، لأن المواد البترولية معرضة للاشتعال فى حالة استهداف القطارات، وتنفيذ أى أعمال إرهابية.. وهذا يرجعنا إلى الحادث الأخير الذى استهدف قطار المجندين الذى كان قادما من الإسماعيلية إلى السويس، وعليه ألفى مجند، واكتشفنا ثلاث دانات ومدفع هاون، وهؤلاء لو كانوا انفجروا فى القطار كانوا سيسببون مأساة، لذلك بدأنا فى تشغيل قطارات البضائع بهدف تجريب السكة لنطمئن إلى سلامتها.
وهل هذا يعنى أننا يمكن أن نرى إعادة تشغيل القطارات فى خلال أسبوع؟
نتمنى أن يتم تشغيلها قبل أسبوع، خاصة بعد استقرار الأمن نسبيا فى الكثير من المناطق التى كانت تسيطر عليها بؤر إرهابية، وأنا متفائل خيرا فى أن مصر كلها سوف تستقر خاصة بعد المكتسبات والإنجازات التى حققها الأمن فى القضاء على الكثير من البؤر الإرهابية والإجرامية، وبإذن الله مصر ستتجه إلى الأمام.
ما تفسيرك لأعمال سرقات قطع الغيار بالسكة الحديد وبالأخص من دخل الورش التى تغطيها بالكامل كاميرات مراقبة؟
للأسف سلوكيات البشر ساءت من سىء لأسوء، وفى غياب الأمن وانشغاله بقضايا أهم زادت هذه السرقات.. وأنا التقيت المسئولين بالسكة الحديد وطلبت منهم تحفيز العمال والمسئولين بالمحطات والورش للمحافظة على مكان عملهم ومصدر رزقهم، وبالفعل شعرت بتجاوب فى هذا المجال، لكن الأمر يحتاج إلى تحسين سلوك البشر مع تفعيل تواجد الأمن.
أليس مفترض أن ترصد الكاميرات كل جزء بالورش بما يمنع السرقات بها من خلال إحكام الرقابة عليها؟
للأسف بعض البلطجية والأشخاص يتفننون فى أعمال السرقة، فتجد ملثم يقوم بأعمال السطو.. وفى غياب الشرطة لا يستطيع العامل أو الموظف العادى التصدى لهذا المثلم، لأنه من الممكن أن يطعنه بأى سكين أو يقتله، وحصلت حالات مماثلة لذلك، فالأمر يحتاج إلى تغيير سلوكيات مع تواجد ورقابة الشرطة، وخسائر السكة الحديد من تخريب وسرقات وتوقف حركة وصلت كما ذكرت من قبل إلى 160 مليون جنيه، وهذا شىء عادى ومتوقع فى أى ثورة.
خطة تطوير المزلقانات الموضوعة منذ 2006 تشهد بطئ شديد.. وكل وزير يأتى لا ينفذ ما يتعهد به من إسراع فى تطوير المزلقانات.. فكيف ستتعاملون مع مشكلة المزلقانات؟
بالفعل هذه الخطة تشهد بطئ متناهى، وأنا عندما توليت المسئولية اكتشفت أن هذه الخطة تم البدء فى تنفيذها مع 2007، ونحن لدينا 878 مزلقانا قانونيا، بالإضافة إلى حوالى 3650 مزلقانا غير قانونى.. وخطة التطوير تشمل فقط المزلقانات غير القانونية، ومنذ بداية هذه الخطة وحتى الآن تم تطوير 125 مزلقانا، وهذا الرقم يدل على البطئ الشديد فى تنفيذها، لذلك عندما توليت المسئولية رأيت أنه لابد من الانتهاء من تطوير هذه المزلقانات، فلا يجوز أن نظل 7 سنوات ولا نطور إلا 125 مزلقانا، وهذه المزلقانات بها 27 مزلقانا تحتاج إلى أعمال صناعية تتمثل فى إنشاء كبارى أعلاها وتكلفتهم ستصل إلى 1.4 مليار جنيه، أما باقى المزلقانات فستحاج فقط إلى أعمال مدنية وليس كبارى وستتكلف جميعها 1.4 مليار جنيه، والدولة وفرت التمويل الخاص بالمزلقانات التى ستحتاج أعمال مدنية فقط من بوابات إلكترونية وخلافه، أما المزلقانات ال27 التى ستحتاج لكبارى فستمولهم دولة الإمارات التى تبرعت بتطويرهم.
وماذا عن المزلقانات غير القانونية؟
المزلقانات غير القانونية ستأتى فى المرحلة الثانية بعد الانتهاء من تطوير المزلقانات القانونية، لأن المزلقانات القانونية تقع على شبكة الطرق الرئيسية التى عليها كثافة مرورية عالية، لذلك فهى تلقى الاهتمام الأكثر، أما المزلقانات غير القانونية فهى لعبور المشاة لذلك فخطورتها أقل من المزلقانات القانونية التى تعبر منها السيارات والأتوبيسات.
هل يوجد خطة لتدريب العاملين بالسكة الحديد لتفادى الأخطاء البشرية التى تسبب حوادث القطارات؟
نحن سنعمل على تدريب وتأهيل العاملين بما يرفع مستواهم ويقلل الخطأ البشرى، ولكن الخطأ البشرى لن ينتهى، لذلك نعمل حاليا على تقوية إدارة الأزمات الموجودة بالوزارة لتكون قادرة على التعامل مع أى أزمة، حتى يمكن تقليل الخسائر.. وننفذ حاليا مشروع لربط جميع محطات الهيئة بشبكة واحدة من خلال وضع كاميرات مراقبة ترصد كل محطة ويمكن من خلالها متابعة العاملين بها، كذلك يشمل هذا المشروع ربط مكاتب رؤساء جميع الهيئات التابعة للوزارة بمكتبى بحيث تكون جميعها مرتبطة بشبكة كاميرات مراقبة واحدة تسهل تواصلى مع المسئولين بالهيئات وعقد مؤاتمرات "فيديو كونفرنس".. وكان لدى اجتماع مع إحدى الشركات الأسبوع الماضى، وطلبت منها تقديم عرض لتنفذ هذا المشروع.. وهذا المشروع بمنحة من الاتحاد الأوروبى.
ما أسباب حوادث القطارات؟
تتنوع بين الأخطاء البشرية للعاملين، وسلوكيات الركاب وحمل المواد سريعة الاشتعال، والأعمال الإرهابية.
خرجت بعض التسريبات تقول إن حادث حريق قطار الصعيد الشهير الذى تلاه استقالتك من الوزارة فى فترة وجودك الأولى بها فى فبراير 2002 كان متعمدا.. فما رأيك؟
بالفعل هذا الحادث كان نتيجة عمل متعمد وفعل إرهابى، حتى أنا عندما دُعيت للشهادة فى هذا الحادث قلت للقاضى "الجماعة اللى أنت واضعهم فى القفص إيه ذنبهم؟.. هتقول إنهم هما اللى حرقوا القطار؟".. وقلت له إنهم ليس لهم ذنب وأثبت له فى شهادتى التوقيت ونوع القطار وعدد الركاب وبداية الاشتعال وأن الحريق كانت نتيجة عمل متعمد، لذلك أخرج جميع العاملين براءة، ولم يدان أحد من السكة الحديد فى الحادث، والجهات الرقابية بالدولة تعلم هذا السبب، وأنه كان متعمد، حيث كان مرشوش مادة سريعة الاشتعال على عربات القطارات وهى التى ساعدت على احتراقه بسرعة وساهمت فى سقوط هذا العدد من الضحايا.. وما ساهم فى تفاقم الأمر أكثر المواد سريعة الاشتعال التى كان يحملها بعض الركاب فضلا عن بعض السلوكيات الأخرى.
ومن كان يقف وراء هذا العمل الإرهابى ولماذا لم يتم إعلان ذلك حينها؟
هذا موضوع انتهى بالنسبة إلى ولا أريد أن تحدث فيه.
كيف ترى حال سكك حديد مصر باعتبارك أحد الخبراء النقل المهمين خاصة مع الخطة التى وضعتها لتطوير قطاع النقل والمواصلات فى مصر حتى عام 2050؟
وضع السكة الحديد ككل غير مرضى، لأن سكك حديد مصر التى تعبر ثانى أقدم سكك حديد فى العالم وعمرها الآن 170 سنة لم تتطور منذ إنشائها، رغم أن الدول التى أنشئت سكك حديد بعدنا طورتها وأصبح لديهم جر مكهرب وقطارات فائقة السرعة وأحدث التكنولوجيا المستخدمة فى السكة الحديد، أما مصر "فمحلك سر" ومازالت تحبو فى استخدام تكنولوجيا تشغيل السكة الحديد.. وعربات القطارات انتهى عمرها الافتراضى والبنية الأساسية من قضبان وجسور انتهت هى الأخرى أعمارها الافتراضية.
والوضع الحالى للسكة الحديد يجعلنى أنا شخصيا أعتبر الإنفاق والصرف عليه إهدار للمال العام، السكة خلاص انتهى عمرها الافتراضى والعمران دخل عليها، وصرف مجارى العمران أثر على السكة، لذلك عندما تستقل القطار تجده يهتز بك أعلى وأسفل بسبب تأثير المياه الجوفية، التى زادت أسفل جسر السكة الحديد وجعلته يهبط بفعل مياه الصرف الخاصة بالعمران الذى زحف تجاه السكة، لذلك من الخطأ كهربة الجر الحالى على هذه السكة لزيادة سرعة القطارات.
وأنا اقترحت فى خطتى جعل شبكة السكك الحديدية الحالية للأقاليم فقط بحيث تربط القرى والنجوع والمراكز بعضها بعضا بسرعة لا تزيد على 70 كيلو مترا فى الساعة، وإنشاء شبكة سكك حديد جديدة تضم خطوط رئيسية جديدة تربط عواصم المحافظات بعضها البعض وتكون مكهربة "شبيهة بالمترو" مع استخدام التكنولوجيا الحديثة فى تشغيلها، وهذه الشبكة الجديدة ستزيد كفاءة القطارات.. فبدلا من أن ينقل القطار مليون وربع راكب فى اليوم سينقل ثلاثة ملايين راكب، لأن كفاءات القطارات ستتحسن وسرعتها ستزيد وعوامل الأمان والسلامة ستزيد.. وسرعة القطارات على هذه الشبكة ستتراوح بين 120 إلى 180 كيلو مترا فى الساعة.. وهذا القطار المكهرب غير القطار فائق السرعة.
وهل هذا المشروع قابل للتنفيذ فى الوقت الحالى؟
طبعا.. وبالفعل نحن نعمل حاليا على تنفيذ هذا المشروع.. وهذا المشروع ليست الدولة هى التى ستنفذه.. وأنا أعمل حاليا مع مجموعة من المستثمرين المصريين ومعنا بعض البنوك المصرية والباقى سيتم طرحه أسهم على المجتمع، بحيث يشترى كل مواطن سهم أو سهمين وتكون هناك مساهمة مجتمعية، وبالتالى يكون لدينا شركة وطنية تنفذ مشروع قومى كهذا.
وهذا القطار المكهرب سيكون مرفوع أعلى السطح، بحيث يسير على كوبرى خرسانى مثبت على أعمدة، لأنه يمكن تسيير قطار بهذه السرعة على سطح الأرض.. فلابد أن يكون معزول عن سطح الأرض.. حتى لا يزحف تجاهه العمران أو يكون بإمكان أحد أن يعبر شريط السكة الحديد فيعترض مسار هذا القطار ومن هنا تقع الحوادث.
وكيف سيتم تحديد سعر تذكرة هذا القطار؟
يوجد لجنة تعمل على هذا المشروع.. وهذا المشروع يساهم فى تنفيذه المستثمرون المصريون والبنوك المصرية، ولابد أن يتأكدوا أن عائده جيد.. وسعر تذكرته لن يكون مرتفع، فلو المواطن كان يدفع ألف جنيه لكى يسافر إلى أسوان "طيران" فممكن يدفع 300 جنيه لكى يسافر عبر هذا القطار، رغم أنه سيستهلك نفس الوقت الذى سيستهلكه حالة سفره طيران، وتنفيذ هذا القطار المكهرب لابد أن يكون بالتوازى معه تنفيذ القطار فائق السرعة، بحيث يتم إنشاء السكة من دورين.. الدور الأول للقطار المكهرب الذى سيربط عواصم المحافظات ببعضها.. والثانى الأعلى للقطار فائق السرعة.. والقطار فائق السرعة سيكون خمس محطات فى الإسكندرية والقاهرة وأسيوط والأقصر وأسوان، وسرعته يمكن أن تصل إلى 500 كيلو فى الساعة.
وأنا كونت فريق عمل بالوزارة يعمل على دراسة هذا المشروع سواء القطار المكهرب أو القطار فائق السرعة ووضع التصور القانونى للشركة التى ستنفذه.. وهذه الشركة ستكون مساهمة وستنفذ القطار المكهرب والقطار فائق السرعة، وهيئة السكك الحديدية هى التى ستتولى تشغيل القطارين لأن من يشغلهما لابد أن تكون جهة متخصصة، وهذا عرضته على رئيس الوزراء ورحب به جدا، واقترح أن تساهم فيه هيئة السكة الحديد بنسبة والمساهمون المصريون بنسبة والبنوك المصرية بنسبة، ثم يتم الطرح على المواطنين المصريين ليكون بالشركة مساهمة مجتمعية.. وهنا لابد أن نفرق بين الجهة التى ستنفذ المشروع والجهة التى ستدير المشروع التى لابد أن تكون متخصصة والجهة التى ستشغل المشروع والتى لابد أن تكون متخصصة أيضا.
هل تلقيتم العروض من دول الخليج أو أى مستثمرين أجانب للمساهمة فى تنفيذ هذا المشروع؟
هذا مشروع قومى لابد أن ينفذه المصريون وحدهم، وأنا حريص أن "ولاد البلد" هم من ينفذوه، وأنا تحدثت مع العديد من المستثمرين المصريين الذين رحبوا جدا بالمشاركة فى تنفيذه، ونحن نعكف حاليا على وضع الإطار القانونى لهذا المشروع، بما يضمن حقوق كل مساهم فيه.
أراضى السكة الحديد غير مستغلة وأصبحت مرتع للفساد.. ورغم إنشاء شركة مملوكة للسكة الحديد فى 2004، إلا أنها لم تحقق شىء.. فما تعليقك؟
هذه الشركة التى تشكلت فى 2004 استخرجت قرار جمهورى بإنشائها أثناء وجودى بالوزارة المرة الأولى عام 2002، عندما اكتشفت أن هيئة السكة الحديد تملك 190 مليون مترا مربعا على مستوى الجمهورية، يمكن فى حالة استغلالها أن تأتى بعائد كبير يستخدم فى تطوير السكة الحديد.
واكتشفت طوال فترة ال11 سنة التى تركت فيها الوزارة أن كل ما عملته هذه الشركة هو تسجيل 10% من إجمالى مسطح هذه الأراضى وتطوير محطتى سيدى جابر بالإسكندرية ومحطة مصر بالقاهرة، والمشكلة أن المحليات لم تتعاون فى تسجيل هذه الأراضى وتُركت لوضع اليد.. وهذا الأمر دفعنى اليوم إلى مخاطبة وزير التنمية المحلية، أطلب تعاون المحافظات فى استرداد هذه الأراضى وتسجيلها رسميا باعتبارها ملك للسكة الحديد، وقمت بتغيير مجلس الإدارة بالكامل وأتيت بمجلس إدارة جديد لكى يكون لديه قدرة على الابتكار وطرح المشروعات واستغلال أراضى الهيئة.
كيف سيتم التعامل مع الباعة الجائلين بخطوط مترو الأنفاق الذين أصبحوا يسيطرون على مداخل المحطات وحولوها لأسواق تجارية؟
هذه الظاهرة تفشت بعد ثورة 25 يناير مع غياب الأمن.. كل عاطل ومن لا يجد فرصة عمل يشترى "شوية بضاعة" ويجلس بهم فى مدخل المحطة أو يتجول بهم فى القطار، ونحن مع عودة الأمن، ونتواصل حاليا مع المحليات لتوفير أسواق بديلة لهؤلاء الباعة لنقلهم إليها من أجل القضاء على هذه الظاهرة، لإعادة المظهر الحضارى للمترو والانضباط إليه والتيسير على المواطنين أثناء الدخول والخروج من المحطات.. وهذا كله حتى لا يقول أنى حرمته من مصدر رزقه دون أن أوفر له بديل.
وماذا عن التهرب من التذاكر فى خطوط المترو؟
هذا راجع لغياب الأمن والسلوكيات السيئة، وننحن ننسق حاليا مع شرطة النقل والمواصلات لتكثيف التواجد الأمنى وفاعليته لتحقيق الانضباط، لأن شركة الأمن الخاصة غير قادرة على فعل شىء.
كيف سيتم التعامل مع القطارات التى انتهى عمرها الافتراضى فى الخطين الأول والثانى لمترو الأنفاق؟
أنا زرت مصنع سيماف مؤخرا للاطمئنان على القطارات التى تم التعاقد عليها لتحديث أسطول قطارات الخط الأول ويجرى تجميعها فى المصنع، وكذلك اشترينا 4 قطارات للخط الثانى يجرى تجربتهم فى ورش شبرا الخيمة، ضمن تحديث أسطول قطارات هذا الخط.
مشاكل العقود الاحتكارية بالموانئ فى بورسعيد والإسكندرية والسخنة.. كيف ستتعاملون معها؟
هذه المشاكل عولجت، ولم تتبقى مشاكل سوى مع الشركة الكويتية بميناء دمياط وتتفاوض معها وزارة الاستثمار لحلها.
إلى ماذا انتهيتم فى مشروع تنمية محور قناة السويس الذى تم تغيير مسماه وهل يوجد دول خليجية عرضت المساعدة لتنفيذه؟
هذا مشروع قومى مصرى 100% لن ينفذه سوى المصريين، فالمشروعات القومية لا ينفذها إلا المصريين، ولا يوجد أحد يقدم مساعدة بدون مقابل، وأى مشروعات سيتم طرحها بشفافية بين المستثمرين بشروطنا وضوابطنا التى سنضعها، لذلك هذا المشروع لن ينفذ سوى من خلال المصريين، وهذا المشروع تغير مسماه بحيث سيتم تطوير قطبى قناة السويس؛ القطب الشمالى والقطب الجنوبى.. القطب الشمالى يشمل ميناءى بورسعيد شرق وغرب وتطوير الظهير الخلفى للميناءين.. أما القطب الجنوبى فيشمل موانئ العين السخنة والسويس وتطوير الظهير الخاص بتنمية شمال غرب خليج السويس.. وهذه كلها مشاريع قائمة من زمان ولها دراستها.
وهذا المشروع يوجد لجنة وزارية مسئولة عنه تضم وزيرى الإسكان والنقل، وسيكون تحت إشراف هيئة قناة السويس، وسيشمل تطوير الظهير للقطبين، من خلال إقامة أنشطة لوجستية جديدة خاصة بطبيعة المكان وصناعة سفن توفير فرص عمل لمحافظات القناة وشمال وجنوب سيناء.. وسيتم طرح المشروع من قبل هيئة قناة السويس المشرفة عليه على المكاتب الاستشارية العالمية لإعداد المخطط العام له، والمشروعات التى سيتم اقتراحها ضمن المخطط العام، وخلال أيام سيتم طرح هذه المناقصة.
ما هى المعايير التى تعتمد عليها فى استبعاد مسئولين واختيار قيادات جديدة بدلا منهم؟
أثناء قيامى بإعادة ترتيب البيت من الداخل عقب إسناد مسئولية الوزارة إلى أهم شىء كان أمامى هو أننى آتى بالكفاءة والشخص الذى أشعر أنه يعمل من أجل مصر ومنتمى لمصر وليس منتمى لجماعة أو حزب معين، فعلى سبيل المثال عندما أتيت برئيس الهيئة القومية للأنفاق السابق، قال لى إنه ينتمى لحزب الحرية والعدالة، فقلت له إنى أنتمى لحزب حب مصر، وإذا كنت تريد العمل معى عليك أن تنتمى لنفس هذا الحزب، وتعمل من أجل مصر وعندما رأيته يعمل لصالح حزبه استبعدته.. وأنا رجل عجوز وعندى خبرة تجلعنى أعرف الإنسان المخلص وغير المخلص، و"اللى بيفهم واللى مبيفهمش".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.