كشف مصدر مطلع داخل جماعة الإخوان المسلمين، ل"اليوم السابع"، عن مخطط وضعته الجماعة لافتعال الأزمات وخلق حالة احتقان بين الحكومة والمواطنين من أجل إرباك حساباتها، وذلك بهدف زعزعة ثقة المواطنين فى الحكومة والسلطة الحالية، ونشر حالة من الاستياء والغضب بين المواطنين تجاه قدرة السلطة على انتشال مصر من الأزمات التى تواجهها فى الفترة الانتقالية الحالية، وإظهارها بصورة غير قادرة على تنفيذ ما وعدت به الشعب وما نادت به ثورتى يناير ويونيو. وبحسب المصدر، فإن المخطط التى وضعته جماعة الإخوان ارتكز على افتعال 5 أزمات خلال الفترة المقبلة، ك"ألغام" لإثارة الرأى العام ضد السلطة الحالية لعرقلة أية إنجازات تقوم بها، ووضعها فى قفص الاتهامات دائما لإشغالها عن تحقيق أى إنجاز واكتفائها بالدفاع عن نفسها ومحاولة احتواء تلك الأزمات، مشيرا إلى أن المخطط سيعتمد بصورة أساسية على نشر شائعات على مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام الموالية للجماعة تهدف لافتعال الأزمات لإثارة المواطنين والحركات الرافضة للسلطة الحالية ثم الدفع بعناصر الإخوان خلال التظاهرات لإشعال الأزمة، وافتعال صدامات مع الأمن. وأوضح المصدر، أن جماعة الإخوان بدأت فعليا فى تنفيذ مخططها، وكانت أولى تلك الأزمات نشر شائعة حول موافقة وزير العدل على طلب الدكتور حسام عيسى، وزير التعليم العالى، بمنح الضبطية القضائية لأفراد الأمن المدنى المكلفين بحماية الجامعات، لافتا إلى أن الجماعة أثارت الشائعة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى لشحن الطلاب ضده، ثم بعد ذلك أعلنت عن تنظيمها لتظاهرات للاعتراض على القرار وطالبت الحركات الرافضة له بالانضمام إليها. وأضاف المصدر أن أزمة منح الضبطية القضائية لأمن الجامعات، كانت أولى الأزمات التى أثارتها الجماعة لاختبار مدى فعالية المخطط، خاصة أن توقيت أثارت الأزمة تزامن مع بدء العام الدراسى الجديد الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أنه رغم نفى وزيرى العدل والتعليم العالى للشائعة من خلال وسائل الإعلام إلا أن جماعة الإخوان نجحت فى شحن الطلاب ضد القرار، وهو ما ظهر من خلال إعلان حركة "طلاب ضد الانقلاب"، وهى إحدى الحركات التى ينتمى طلابها للجماعة، تنظيمها لتظاهرات أول أيام الدراسة فى عدد من الجامعات، وإعلان حركات أخرى مشاركتها للتظاهرة. وبين المصدر أن جماعة الإخوان وضعت ضمن مخططها استغلال الأزمات الموسمية لخلق حالة احتقان بين المواطنين تجاه قدرة الحكومة على مواجهتها، مشيرا إلى توجيه الجماعة تعليمات لأفرادها بضرورة نشر شائعات خلال الجلسات النقاشية وفى وسائل المواصلات وعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى حول استياء المواطنين تجاه أزمة تكرار انقطاع التيار الكهربائى، التى تواجهها البلاد خلال الفترة الأخيرة بسبب زيادة الضغط على شبكات الكهرباء، نظرا لارتفاع درجات الحرارة، فضلا عن دعوة المواطنين لعدم تسديد فواتير الكهرباء. كما ذكر المصدر أن استغلال جماعة الإخوان للأزمات الموسمية سيتكرر مع كل أزمة تواجهها الحكومة فى وقتها، ضاربا المثل بأزمة أنابيب البوتاجاز والتى تظهر كل سنة خلال فصل الشتاء، مضيفا أن الجماعة تستعد لإثارة تلك الأزمات وتوضيح للرأى العام على أن الحكومة عاجزة على التعامل معها مما يزيد من الغضب الشعبى لإقالة الحكومة أو حتى على الأقل الإطاحة ببعض الوزراء. وأشار المصدر إلى أن مخطط جماعة الإخوان لم يغفل استخدام روابط المشجعين للأندية فى افتعال المواجهات مع الأمن وإحداث اضطرابات بصفة مستمرة فى الشارع المصرى، موضحا أن الجماعة نجحت فى اختراق تلك الروابط وزرع عناصرها داخلها لشحن تلك الروابط ضد الأمن ورؤساء الأندية الرياضية، لافتا إلى أن الجماعة تسعى لاستغلال رغبة الجماهير فى حضور المباريات المقبلة بالضغط على مسئولى الأمن والرياضة لحضور المباريات والتشجيع من داخل الاستاد، وهو ما سترفضه الجهات الأمنية بحجة عدم استقرار الأوضاع مما يمهد لصدام جديد بين الطرفين. ولفت المصدر إلى أن جماعة الإخوان ستستغل مؤيديها بالنقابات المهنية لإثارة المطالب الفئوية، وإدخال البلاد فى موجة جديدة من المطالب الفئوية كالتى شهدتها البلاد عقب ثورة يناير، كما ستحاول استغلال تلك التظاهرات الفئوية فى شل حركة القطاعات الحيوية كالتعليم والنقل والصحة بتحريضهم على الدخول فى اعتصامات مفتوحة، لإشغال الحكومة بتنفيذ مطالب المعتصمين وإهمال خططها لتطوير تلك القطاعات الحيوية، مشيرا إلى أن الجماعة ستستغل مؤيديها بالنقابات المهنية لتحقيق مخططها، خاصة أن تلك النقابات سابقا كانت محطات نشاط وانتشار الجماعة. وأكد المصدر أن أهم الأزمات التى جاءت بمخطط جماعة الإخوان هى إشعال فتنة الدستور من خلال نشر شائعات حول اتجاه اللجنة لحذف المادة الثانية أو إقرار دستور علمانى، وتجهيز فيديوهات مفبركة لبعض أعضاء اللجنة تخدم تلك الشائعات، لإقناع المواطنين بخطورة ما تقوم به اللجنة من تعديلات على الدستور، كما ستحاول شق صفوف السلفيين لإجبار حزبها النور على سحب ممثله داخل اللجنة، ودعوتهم للتصويت بالرفض للدستور الجديد، بحجة حذف المواد التى تدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية. ومن جانبه، قال أحمد بان، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، إن جماعة الإخوان المسلمين بدأت فعلا فى تنفيذ مخطط لإثارة الفوضى لإرباك الحكومة مستخدمة أحد أهم أسلحتها وهو سلاح الشائعات، مضيفا أن الجماعة تستخدم سلاح الشائعات أيضا فى إثارة مؤيديها والمتعاطفين معها مثل بعض السلفيين. وأضاف "بان"، فى تصريح خاص ل"اليوم السابع"، أن جماعة الإخوان المسلمين، اختارت بدء تنفيذ مخططها بالجامعات والنقابات، باعتبارهم أهم الجهات التى استخدمتهم الجماعة خلال عهد النظام السابق لإثارة الفوضى والتصعيد ضد الحكومة. وطالب القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين من الحكومة التزام الشفافية لمواجهة مخطط جماعة الإخوان، وذلك من خلال ظهور المتحدثين باسم الحكومة باستمرار لنفى أى شائعات تطلقها الجماعة، وتوضيح التدابير التى اتخذتها تجاه تلك الشائعات من أجل قطع الطريق على الجماعة لتنفيذ مخططها. واتفق سامح عيد، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، على ضرورة أن تلجأ الحكومة لأسلوب الشفافية لمواجهة شائعات الإخوان، مع توضيح المسئولين لأية لغط يثار حول أية قضية تثيرها الجماعة. وأوضح "عيد" أن مخطط جماعة الإخوان جاء للانتقام من الشعب لعدم تضامنه مع الجماعة، وخروجه بتظاهرات تطالب برحيله، فضلا عن محاولة منها لعرقلة المسار السياسى واستكمال خارطة الطريق.
