أقيمت مساء أمس السبت ندوة الفيلم المصرى الوحيد المشارك بالمهرجان فيلم "لمح البصر" عقب عرض الفيلم بحضور أغلب أبطاله على رأسهم النجم حسين فهمى وأحمد حاتم والسيناريست نبيل شعيب والمخرج يوسف هشام ومنتج الفيلم صفوت غطاس. أدار الندوة الناقد مجدى الطيب، مؤكدا على أزمة المهرجانات المصرية فى إيجاد فيلم مصرى يشارك ضمن فعالياته شارحا أسباب أزمة مهرجاناتنا المصرية، والتى تتمثل فى العرض التجارى وخاصة بموسم الصيف إضافة إلى رغبة صناع أغلب الأفلام فى المشاركة فى مهرجانات عالمية، معتبرين أن مجرد مشاركتهم فى تلك المهرجانات، حافزا كبيرا لهم، بدءا من كان وفينسيا وبرلين، بل إن البعض منهم يفضل عرضه فى مهرجان مجهول على عرضه بمهرجانى القاهرةوالإسكندرية. وأضاف مجدى أن منتج الفيلم صفوت غطاس، حشد كل جهوده لإنجاز الفيلم بوقت قياسى لعرضه بالمهرجان لدرجة أنه لم يستطع الانتهاء من أفيش الفيلم مفضلا إنهاء كل مراحله وترجمته إلى الإنجليزية، كما أوضح الطيب أن فيلم "لمح البصر" لم يكن الفيلم المصرى الوحيد الذى تقدم للمشاركة حيث كان ينوى المنتج أحمد السبكى المشاركة بفيلمه "عزبة آدم" لولا أنه فوجئ بالمخرج محمود كامل يتعاقد على السفر لمهرجانى تريبيكا ووهران بفيلمه "ميكانو". لينتقل الحوار بعدها عن الفيلم، وخاصة عن كون حسين فهمى فى الأساس مخرجا وهل حدثت أى تدخلات بالعمل؟ ليتحدث مخرج الفيلم يوسف هشام عن تجربة عمله فى فيلم "لمح البصر" معتبرا نفسه إنسانا محظوظا أن يشاركه أولى أفلامه الروائية الطويلة فريق عمل متميز، وأن يشارك الفيلم بمهرجان بحجم مهرجان الإسكندرية مضيفا أنه كان يفاجئ بحسين فهمى متواجدا بموقع التصوير قبل موعده المحدد للعمل بما يزيد على الساعة والنصف ليحضر مشاهده، حيث كنا نتناقش فى كل تفاصيل الدور إضافة إلى اطمئنانه الدائم على العمل فى مراحله المختلفة. ويؤكد أحمد حاتم أن أكثر ما جذبه للدور أنه قدمه بشكل مختلف عن فيلميه السابقين "أوقات فراغ" و"الماجيك" حيث انتقل إلى مرحلة من النضج ليضيف حاتم أن صداقته ليوسف الطويلة جعلت يوسف يحكى له عن الفيلم قبل أن يرشحه له ومن ثم لنبدأ العمل سويا على الشخصية وأثناء لقائى بالفنان المتميز حسين فهمى بالعمل لاحظت أنه كسر الحاجز الذى بينى وبينه فى بروفات العمل وفى المستوى الإنسانى لنصبح أصدقاء ونتحدث عن السيارات وأحدث الألعاب. ويحكى نبيل شعيب تفاصيل عمله على الفيلم والمأخوذ عن قصة قصيرة لنجيب محفوظ أنه لفت انتباهه قصة اللقاء وهى قصة قصيرة فى مجموعة الشيطان يعظ، وبدأ يفكر بها وفى تحويلها لمسلسل تلفزيونى وفورا حدّث الكاتب الراحل نجيب محفوظ وسأله هل بيعت حقوق تلك القصة ليرد محفوظ بأن القصة لم تبع وبدأ بالكتابة والعمل حيث قام الراحل دكتور محمود دهموش بالتعاقد معه، وكان من المفترض أن يخرج العمل وقتها المخرج نادر جلال، إلا أن الظروف شاءت أن ينشغل نادر جلال ويخرجها يوسف هشام. أما صفوت غطاس فأكد أن فيلم "لمح البصر" جزء من مشروع لإنتاج مجموعة أفلام قائمة على المضمون دون الاعتماد على أسماء النجوم الحاليين وأنه كمنتج اكتشف أغلب النجوم، أما عن التعاون مع يوسف هشام أوضح صفوت أنه فى البداية جاء إليه يوسف بسيناريو آخر إلا أننى أعطيته سيناريو "لمح البصر". نجم الفيلم حسين فهمى أكد استمتاعه بالتجربة وبعمله مع الشباب، مؤكدا أنه أحسّ بالانسجام مع فريق العمل، حيث إنه يؤمن أن عمر الإنسان ليس بشهادة ميلاده، معتبرا أن الراحل يوسف شاهين أكثر السينمائيين شبابا حتى يوم وفاته وأن العديد من النجوم أمثال رشدى أباظة ومحمود المليجى ونادية لطفى وسعاد حسنى تبنوا جيله، وبالتالى فهذا دورهم كجيل وأنه تعمد كسر حاجز النجومية بينه وبين أحمد حاتم ويصادقه ليضيف حسين فهمى أنه يرى فى أحمد حاتم نجما سينمائيا مقبلا، كما أن الفيلم تناول بعدا فلسفيا عميقا. ومن جانب آخر، أكد حسين على ضرورة دعم استمرار مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى حتى لا يقتصر الفن على العاصمة فقط. ولم تخل الندوة من انتقادات للفيلم تمثلت فى كشف لغز الفيلم مبكرا إضافة إلى ديكور الحى الشعبى فى مدينة الإنتاج الإعلامى وترتيب تصاعد الأحداث ليجيب الفنان حسن فهمى مؤكدا أن من كشف الفيلم منذ بدايته يعتبر أرقى ذكاء من الآخرين ليتابع الإجابة يوسف هشام قائلا إن فيلمه يحمل العديد من الرؤى الفلسفية التى يجب على المشاهد أن يفكر بها، خاصة أن الفيلم ليس مجرد لغز ورغم ذلك لم ينف هشام عن الفيلم صفة الإثارة والتجارية، مؤكدا أن كل مشاهد الأكشن بالفيلم استخدمت خلالها تقنيات جيده ونفذها محترفون. أما عن تصاعد الأحداث، فأجاب السيناريست نبيل شعيب أن عناصر التشويق بالفيلم مكتملة، ففى كل مشهد معلومة جديدة نتعرف عليها من خلال شخصيات العمل، مؤكدا أن البعد الفلسفى واضح حتى من أسماء شخصياته والتى نرى أنها كلها تحمل معانى واضحة ليضيف نبيل أنه اضطر لتغيير اسم بطل الرواية والذى يجسد شخصيته حسين فهمى بالفيلم من جبريل إلى جابر، كما أنه أضاف العديد من الشخصيات إلى العمل إلا أنها كلها ظلت تدور داخل عالم نجيب محفوظ. لينتقد صفوت غطاس عدم التجديد فى ديكورات المدينة، مؤكدا أنهم اضطروا للتصوير بمدينة الإنتاج لصعوبة تصوير تلك المشاهد بأماكنها الطبيعية ويضيف بأن الفيلم تم تصويره على طريقة الديجيتال ثم تحويله إلى فيلم 35 مللى وتم طبع نسخة تمهيدا لعرضه تجاريا بدور العرض. أما عن تشابه دور حسين فهمى فى فيلم "لمح البصر" مع دوره فى فيلم "جعفر المصرى" حيث قدم فى الفيلمين نموذجا للشيطان، أكد حسين بأنه لا يكرر نفسه وأن هناك اختلافا كبيرا بين الدورين وأن التشابه الذى أحس به البعض أتى من تشابه الأبعاد النفسية فقط. الوجه الجديد هبة عبد العزيز، أكدت أن يوسف هشام قد اكتشفها أثناء دراستها للتمثيل فى إحدى الورش وأنها لم تكن تتخيل العمل يوما مع النجم حسين فهمى. أما منى هلا، والتى أكدت سعادتها بالعمل مع صديقها يوسف هشام فى أولى أعماله الروائية الطويلة واعتبرت دورها مختلفا وجديدا عليها.