ليس بمقدور كل عائلة أن تدفع لأبنائها فاتورة الحصول على فرصة تعليمية جيدة فى مصر، فأبناء الذوات فقط يلتحقون بالمدارس الأجنبية ومدارس اللغات، حيث يكون فى استطاعة ذويهم أن يدفعوا مبلغا وقدره كل عام دراسى بين مصروفات أساسية ومصاريف كتب وزى مدرسى ورسوم اشتراك فى "باص" المدرسة وتبرعات ورسوم أداء امتحانات وقائمة لا نهاية لها، تدفع فى كل بند فيها "دم قلبك" فى سبيل أن يتعلم ابنك لغات وكمبيوتر فى فصل لا يزيد عدد طلابه عن 15 أو 20 طالبا على الأكثر وغيرها من المميزات التى لا يحظى بها طلاب التعليم الحكومى. محمد طنطاوى، أحد أولياء الأمور، يقول لليوم السابع إنه اختار مدرسة "هليوبلس المتكاملة للغات" فى ميدان الحلمية لابنه "يوسف" طالب المرحلة الابتدائية، مؤكدا" الابتدائى أهم مرحلة، ولازم الطفل يتأسس فيها صح فى القراءة والكتابة والإنجليزى، عشان كده اختارت لابنى مدرسة لغات رغم مصاريفها المرتفعة." ويشير إلى أنه يدفع سنويا 5 آلاف جنيه للمصروفات والكتب، ويبتاع الزى من محلات خارج المدرسة، أما قيمة الاشتراك فى أتوبيس المدرسة فتصل إلى 2000 جنيه." من ميدان الحلمية إلى الزمالك حيث تقع مدرسة "النوال" تقول داليا أحمد نور الدين، والدة الطالبتين "لما" و"لوجى" لليوم السابع، إنها تدفع لابنتيها مبلغا وقدره كل عام دراسى، فالكبيرة "لما" فى المرحلة الإعدادية تدرس فى قسم "inter national" وتتلقى "تعليم إنجليزى" مصاريفه السنوية 19 ألف جنيه، وهو أقل من "الأمريكى" الذى يصل إلى 24 ألف جنيه كل عام دراسى، بالإضافة لرسوم الاشتراك فى "باص" المدرسة التى تتراوح من 3000 إلى 3500 جنيه، والزى المدرسى فى حدود 500 جنيه، لكن ليس هذا كل شىء حيث تقول "داليا":" بندفع رسوم امتحانات 1500 جنيه، لكل ترم" أى تدفع مرتين فى العام الدراسى الواحد! أما الصغيرة "لوجى" فتدرس فى قسم "national" فى المرحلة الابتدائية وتصل مصاريفه ل 7 آلاف جنيه سنويا. أما والدة الطالبة" مريم" فتشير إلى أن ابنتها تدرس فى مدرسة "6 أكتوبر القومية للغات" تشير إلى أن المصروفات تبدأ من 4 إلى 6 آلاف جنيه، حسب المرحلة الدراسية، أما قيمة الاشتراك فى أتوبيس المدرسة فتقول " السنة اللى فاتت كانت 1200 جنيه بس أكيد هتزيد السنة دى بعد تعاقد المدرسة مع شركات سياحية تنقل الطلاب بأتوبيساتها." مشيرة إلى أن المدرسة تطلب من أولياء أمور الطلاب الجدد، تبرعات تبدأ من 500 جنيه، أما الطلاب المحولين إلى المدرسة من مدارس أخرى فيدفعون للمدرسة 2000 جنيه. الخبير التربوى دكتور كمال مغيث يقول لليوم السابع، إن التعليم الحكومى وصل للحضيض وهو ما جعل مصر تتراجع إلى المركز الأخير بين الدول فى جودة التعليم فالفصول متكدسة بالطلاب، والمدرسون غير مؤهلين أو غير مهتمين بالطلاب والمناهج بحاجة للتطوير ولهذا يجد أولياء الأمور أنفسهم مضطرين لإلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة ومدارس اللغات أو حتى بمدارس التعليم الأجنبى، للحصول على تعليم جيد يرقى للمعايير الدولية لجودة التعليم. مضيفا:"و للأسف الشديد ليس هناك رقابة من وزارة التربية والتعليم على المدارس الخاصة والأجنبية فيما يخص المصروفات التى يكون مبالغ فيها فى كثير من الأحيان، وتعتمد على الدعاية الجوفاء وصور حمامات السباحة والفصول المتطورة لإقناع أولياء الأمور بدفع تلك المبالغ السنوية."
