تابعت صحف يديعوت أحرونوت وهاآرتس وجيروزاليم بوست ومعاريف الإسرائيلية باهتمام بالغ التصريحات المناهضة لإسرائيل التى أطلقتها حركة فتح خلال فعاليات المؤتمر السادس للحركة الذى بدء اليوم، الثلاثاء، فى مدينة الضفة الغربية، بعد توقف وصل لمدة 20 عاما، وهى التصريحات التى هاجمها الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز بضراوة. أوضحت الصحف أن مؤتمر "فتح" الذى رأسه الرئيس الفلسطينى محمود عباس اتخذ مواقف تناهض إسرائيل، بعدما أكد حق الحركة فى الاحتفاظ بالمقاومة المسلحة ضد إسرائيل، هذا بجانب العمل بأى وسيلة على إيجاد حل لإقامة دولة فلسطينية بناء على حل الدولتين الذى يقضى بإقامة دولة فلسطينية تعيش بجوار دولة إسرائيل اليهودية. وأشارت الصحف إلى اعتزام حركة فتح على استخدام خيار النضال المسلح "المفتوح والمشروع" ضد إسرائيل إذا فشلت فى التوصل إلى اتفاق معها، لتتبنى الحركة برنامجا جديدا يطالب باستخدام أشكال جديدة فى أعمال المقاومة ضد إسرائيل، مثل العصيان المدنى ضد إسرائيل إذا استمرت فى توسيع المستوطنات اليهودية، وإقامة الحواجز الأمنية فى بالضفة الغربية. كما نقلت الصحف الانتقادات التى وجهها مؤتمر حركة فتح إلى الحكومات الإسرائيلية السابقة والحالية، بسبب عدم الالتزام بتطبيق التعهدات والاتفاقيات التى وقعتها مع الشعب الفلسطينى، مثل عدم الالتزام إسرائيل بتطبيق باتفاقية أوسلو الموقعة بين الجانبين، هذا بجانب تعنت إسرائيل فى قضايا التنازع على القدس، وقضية استمرار الاستيطان اليهودى على الأراضى الفلسطينية، هذا بجانب تهديد الحركة بإقامة دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة إذا فشلت مفاوضات السلام مع إسرائيل فى إيجاد حل عادل للشعب الفلسطينى. وذكرت الصحف أن المؤتمر أطلق تصريحات مستفزة تناهض إسرائيل، مثل تأكيد المؤتمر على كون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وليس عاصمة لإسرائيل، هذا بجانب إعراب قيادات حركة فتح عن رفضهم الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، الذى وضعه رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو أحد الشروط الذى يجب أن توافق عليها السلطة الفلسطينية لإقامة دولة للشعب الفلسطينى. وفى رد فعل إسرائيل على قرارات وتصريحات مؤتمر فتح الذى حضره مئات من قيادى حركة فتح ورؤساء الأحزاب العربية فى إسرائيل، حذر الرئيس الإسرائيلى شمعون بيريز السلطة الفلسطينية وقيادى حركة فتح من تشديد مواقفهم تجاه إسرائيل، وإعلان حق النضال المسلح ضدها، قائلا بيريز إن التوجه الجديد الذى أعلنت فتح أنها ستطبقه مع إسرائيل سيلحق بهم أضراراً كبيرة، وتوقع بيريز ألا يسفر مؤتمر فتح على أى شىء جديد أو مفيد، إلا على تسابق قيادى فتح على إطلاق التصريحات "المتطرفة" ضد إسرائيل. يذكر أن المؤتمر السادس التى تعقد حركة فتح لمدة 3 أيام، يهدف إلى انتخاب لجنة مركزية جديدة ومجلس حاكم، على أمل إعطاء دور أكبر لجيل أكثر شبابا نشأ على مقاومة الاحتلال الإسرائيلى للضفة الغربية التى استولى عليها الجيش الإسرائيلى فى حرب 1967.
