تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" عن تطورات الملف السورى، وعن المقترح الروسى باستعداد سوريا بمراقبة المجتمع الدولى لأسلحتها الكيماوية، وقالت إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قال عن الضربة العسكرية المحتملة إنها قد تتوقف لو مضت سوريا فى المقترح الروسى بتخلى بشار الأسد عن السلاح الكيماوى. وقالت الصحيفة، فى افتتاحيتها تحت عنوان "تهديدات الضربات الأمريكية مطلوبة لتغير سلوك سوريا": إنه من الخطأ استبعاد الخطوة المحتملة بقيام سوريا بوضع ترسانتها الكيماوية تحت الرقابة الدولية، لكن سيكون من الحماقة أيضا أن ننسى أن بشار الأسد استخدم مقترحات دبلوماسية سابقة لوقف التدخل الدولى، فى الوقت الذى استمر فى شن حرب لا هوادة فيها ضد شعبه، ولو نجحت هذه المبادرة، فإن السبب سيكون أن النظام السورى وحلفاءه فى موسكو يعتقدون أن البديل هو ضربة عسكرية أمريكية مدمرة. وأضافت الافتتاحية أنه عندما حاولت الأممالمتحدة التوصل إلى اتفاق فى مارس 2012، أعلن كوفى عنان قبول الأسد لخطة سلام من ست نقاط، منها انسحاب القوات السورية إلى المناطق الحضرية، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية، والبدء فى إطلاق سراح السجناء، ولم يتم تنفيذ أى منها، وواصلت القوات الحكومية حصارها الدامى لمدن مثل حمص وحماة. وهناك سبب واحد بشأن اختلاف المبادرة الخاصة بالسلاح الكيماوى، وهو التهديد الجدى لعمل عسكرى من قبل أمريكا، وهو ما يجعل تصويت الكونجرس على التفويض هو الأكثر أهمية، فلو تمت الموافقة عليها، فإن الإدارة سيكون لها نفوذ لتمرير الاقتراح الروسى، ولو رفض أحد مجلسى الكونجرس أو كلاهما التفويض، فإنه من المتوقع أن يجد الأسد سبيلا لرفض الاتفاق والمراوغة إلى أجل غير مسمى. ومع استمرار الحرب الأهلية السورية، فربما تقدر روسيا وسوريا أن نظام الأسد أمامه فرصة أفضل للبقاء لو تم استبعاد السلاح الكيماوى واحتمال التدخل العسكرى الأمريكى، إلا أن إطالة أمد النظام سيكون كارثة لسوريا وللمصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط، وهذا ما يبرر أنه أيا كانت نتيجة مبادرة الأسلحة الكيماوية، فيجب أن يحافظ أوباما على وعوده بتكثيف دعمه للمعارضة السورية.