أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه بات من الضرورى وضع حد للعجز الذى تعانى منه الأممالمتحدة حيال الصراع الدامى فى سوريا. وقالت الصحيفة فى مقال نشرته للكاتب الصحفى البريطانى إيان بريل وأوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الاثنين- إن الدعوات المقدمة لمجلس الأمن لاتخاذ أى خطوة بشأن الصراع الدائر فى سوريا لا تعنى شيئا، نظر لأن روسيا باستطاعتها الاعتراض على أى قرار لا يناسبها بسهولة. وأشارت الصحيفة إلى أن الشىء الواضح من الكارثة الدبلوماسية لقمة العشرين فى سان بطرسبرج يتمثل فى أن الزعماء الغربيين ضاقوا ذرعا بإدانة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لعجز الأممالمتحدة عن التحرك بشأن المأساة الإنسانية فى سوريا. واعتبرت الصحيفة أن الصراع السورى قد يشعل شرارة التغيير والإصلاح فى مجلس الأمن كى يستطيع إرساء أسس السلام فى سائر أنحاء العالم، ولفتت إلى أنه ولأكثر من عامين، عانى مجلس الأمن من حالة عجز فيما يخص الشأن السورى، فمن ناحية دعمت روسيا النظام السورى الذى ينفق أموالا طائلة على شراء أسلحتها، كما قامت الصين بالشىء ذاته. من جهة أخرى قالت الصحيفة إن ثلاث ديمقراطيات يائسة وقفت بانتظار رؤية زوال طاغية سبب الكثير من البؤس لأبناء شعبه، ومع ارتفاع حدة التوترات العالمية، تقف الأممالمتحدة على الهامش عاجزة عن القيام بأى شىء تقريبا، حتى بعد استخدام الأسلحة الكيميائية. وتابعت قولها "إن روسيا استخدمت موقعها المميز كعضو دائم فى مجلس الأمن لحماية الرئيس السورى بشار الأسد من خلال ضمان الجمود الدبلوماسى، وهذا الأمر يبدو شبيها بأيام الحرب الباردة حيث كان يتم استخدام حق النقض (الفيتو) كثيرا، وأردفت تقول "وفيما تعود العلاقات بين الغرب وروسيا فى هذه المرحلة إلى سبات عميق، فالشىء الوحيد الجيد الذى يمكن أن يخرج من الكابوس الذى يجتاح سوريا هو تعزيز سلطة الأممالمتحدة من خلال إصلاح مجلس الأمن". ورأت الصحيفة البريطانية -ختاما- أن الحل لهذا العجز يكمن فى استحداث عضوية درجة ثانية فى المجلس ثم الإلغاء التدريجى لحق النقض (الفيتو) الذى تتمتع به الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن.