بعد مرور 47 عاما على رحيل سيد قطب الأب الروحى للإخوان المسلمين، والذى وصفه البعض بالحاضر الغائب فى كل الأحداث السياسية التى شهدتها مصر فى فترة حكم الإخوان المسلمين بل و"حاكم مصر من قبره" تتناول اليوم السابع مع مفكرين بارزين فى مجال الإسلام السياسى السبب فى استمرار تأثيره على أنصاره رغم أفكاره التى وصفها البعض بالضعيفة والمردود عليها قال الكاتب الكبير شريف يونس فى ذكرى رحيل سيد قطب، إن السبب الرئيسي في استمرار أفكار سيد قطب هو الدور الذي لعبه فى بلورة الأفكار المتشددة ودمجها فى الفكر المصري بحكم اطلاعه على الثقافة المصرية عن قرب وقراءة كتابات عباس محمود العقاد وناقد أدبي ، فقد استطاع قطب بمهارة شديدة أن يدمج الثقافة المصرية وتياراتها بفكره المتشدد وطابعه العنيف . وأضاف يونس فى تصريحاته لليوم السابع إن قطب استطاع أن يخلق نوع من العزلة الشعورية داخل أتباعه، ليس فقط عزلة عن باقي المجتمع بل عزلة عن الحياة المصرية الثقافية والاجتماعية بشكل عام . وأشار يونس إلى إن الأسباب الأخرى التى ساهمت فى استمرار أفكار سيد قطب إلى الآن وتشدق أنصاره بها أن هذه الأفكار دولت تحت يد نظام استبدادي كامل غذي الأفكار بالدم فساهم فى انتشارها تحت ستار وطنى إصلاحي ، ولولا استبداد الدولة إبان حكم عبد الناصر لما ظهرت أفكار متشددة دينيا من رجل تم إصدار حكم الإعدام عليه فى سن ال 60 وهو مريض مما ساهم فى تغذية التعاطف معه . وأضاف أن كتاب " معالم فى الطريق " الذى تناول مسألة الجهاد التى نشأ عليها تلامذة قطب كتبه قطب أثناء اعتقاله وتم تهريب فصوله من داخل السجن قبل أن ينشر ويباع بشكل واسع والذي تكون على إثره تنظيم سري مؤمن بمبادئ كتابه المهرب من السجن معالم على الطريق ، وبمجرد خروج قطب من السجن وجد له زمرة من الشباب يلتفون حوله ليتخدوه قائدا ومستشارا لهم . وأكد يونس أن الأفكار المتطرفة التى تبناها قطب هى نتاج الدولة الاستبدادية ، ولمواجهة ذلك لابد أن تتواجد أولا الدولة القادرة على الإصلاح فقتل الفكرة فى حد ذاته مستحيل ، هذا التطرف تسيطر عليه الدولة عندما تتوقف عن سحب يدها من الخدمات الرئيسية وتترك لجماعات متطرفة أن تقوم بالمهمة نيابة عنها مثلما فعلت جماعة الإخوان من خلال مشروعاتها الخدمية . فيما أكد الكاتب حلمى النمنم، أن سيد قطب يحكم مصر من قبره فلا زالت أفكاره مسيطرة على قيادات الإخوان المسلمين ومرسي والظواهري . وقال النمنم فى تصريحاته لليوم السابع، إن السبب فى انتشار أفكار سيد قطب هو أن أتباعه لم يتعرفوا على الإسلام إلا من خلال رسائل حسن البنا ، إلى جانب أن الدعاية التى استغلها الإخوان من وراء إعدام سيد قطب خلقت له هالة من القداسة ، رغم أن أفكاره شديدة الضعف . واعتبر النمنم سيناريو العنف الذي يتبناه الإخوان هو جزء أصيل من تركيبهم ولا علاقة له بنظام الدولة الاستبدادى بدليل أنهم وقتما تولوا السلطة فى عهد المخلوع مرسي مارسوا العنف والاستبداد . وعن الاستبداد السياسي الذى اعتبره البعض السبب وراء الفكر المتطرف الذي تبناه قطب في الجهاد وغيره ، قال النمنم إن قطب كتب مؤلفاته قبل أن يتعرض لأى أنواع من الاعتقال وكتاب "معالم فى الطريق " الذى يعتبره البعض نتاج مرحلة الاعتقال التى قضاها قطب فى سجون ناصر ، هو خلاصة كتابي " العدالة الاجتماعية فى الإسلام " و" ظلال القرآن " والتى ألفهما قطب قبل ثورة 52 وقبل عبد الناصر وما وصفه البعض بالاستبداد السياسي . وأضاف أنا ضد إعدام سيد قطب رغم أنه قضى معظم فترات السجن فى المستشفي . ووصف النمنم نتاج قطب الفكري بالضعيف والفاشل ومردود عليه من علماء الأزهر، معتبرا السبب وراء استمرار الإخوان متحصنين بفكر سيد قطب هو أن الدولة استخدمتهم كمرتزقة فى مشاريعها السياسية ، مثلما فعل السادات عندما استدعاهم واستعان بهم لضرب الشيوعيين .