عقد الوفد الشعبى المصرى الذى يضم مجموعة من الخبراء المصريين المعروفين فى مجالات السياسة والقانون وحقوق الإنسان والقضايا الحقوقية مجموعة من اللقاءات فى جنيف مع مسئولى المنظمات الدولية والهيئات الدولية لحقوق الإنسان وذلك على مدى يومين فى إطار مهمته للدبلوماسية الشعبية التى تهدف من وراء زيارة المدينة السويسرية الدولية إلى تبيان الصورة الحقيقية لما جرى فى مصر والتأكيد على أن التغيير الأخير مثل إرادة شعبية حقيقية يقف المواطنون المصريون خلفها بكل قوة. أكد وفد الدبلوماسية الشعبية والذى يضم د.فؤاد عبد المنعم رياض القاضى بالمحاكم الدولية لجرائم الحرب سابقا والأستاذ بكلية الحقوق بجامعة القاهرة ود. نجيب أبادير عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار وأمير سالم المحامى والحقوقى، إضافة إلى د.عماد الدين عدلى والسفير فتحى الشاذلى مساعد وزير الخارجية السابق أن الزيارة إلى جنيف ومنظماتها الأممية الدولية تأتى على خلفية قناعة بأن الصورة الحقيقية لما يحدث بمصر مشوهة فى الخارج سواء كان ذلك عن قصد أو جهل أو فشل إعلامى أو لقوة إعلام الآخرين. وقال أعضاء الوفد، إن الوفد وقبل زيارته لجنيف لم يكن يتخيل أن التحدى بهذا الحجم ولكن لقاءهم بمساعدى المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة نافى بيلاى وعدد كبير من المسئولين بمفوضية حقوق الإنسان كشف عن أن المعلومات التى تصل إلى تلك الجهات الدولية يشوبها الكثير من عدم الحقيقة والتزييف لطبيعة ما يجرى على الأرض. ففى الوقت الذى أشار أعضاء الوفد المصرى إلى أن موقف مفوضية حقوق الإنسان بالأممالمتحدة والمسئولين بها والذى بدا منحازا إلى طرف فى مصر دون الاستناد إلى حقائق ربما يعود فى أسبابه إلى رفض القاهرة لطلبهم بإرسال فريق إلى مصر من المفوضية فإن الوفد شدد على أن رسالته إلى مسئولى الهيئة الدولية كانت واضحة وهى ألا تتجه تلك المؤسسات الأممية إلى كسب عداء المصريين من خلال البيانات التى تصدر عنها والتى تظهر كما لو أن هناك فريقين فى مصر بينهما صراع وحيث أكد الوفد فى لقاءاته معهم أن ذلك التخيل غير صحيح بالمرة بل أنه مرفوض. وذكر أعضاء الوفد أنه وحتى فيما يتعلق بالحديث الذى طرح حول مصالحة فى مصر فإن الوفد شدد أمام مسئولى مفوضية حقوق الإنسان بالأممالمتحدة وبينهم نائبة المفوضة السامية أن تلك المصالحة لن تكون بحال مع من تلوثت يده بالدماء كما لفت أعضاء الوفد إلى انطباعهم بأن مسئولى الهيئة الدولية قد أحسوا بأن رؤيتهم غير مقبولة من الغالبية العظمى من المصريين خاصة وأن الوفد الشعبى شدد فى حديثه إليهم على أنه سيكون من الصعوبة بمكان إنشاء مكتب لمفوضية حقوق الإنسان فى مصر مستقبلا إن استمروا فى التعامل مع حقائق الأوضاع فى مصر بهذه البيانات التى تصدر عنهم. وأكد الوفد أنه وبرغم ما بدا من أن التحدى كبير للغاية إلا أنه بذل كل الجهد لتحقيق ما يمليه عليه الواجب تجاه مصر وشعبها ولكن هذا لا يمنع أن هناك دورا كبيرا فى الفترة القادمة يجب أن يتم القيام به. . ولفت أعضاء الوفد إلى أنه ركز فى مناقشاته على هذا المستوى الدولى على إبراز حقائق الوضع فى مصر وبخاصة خارطة الطريق التى يلتف حولها الشعب وكذلك نقاط تبيان حقيقة ثورة 30 يونيو ولماذا فقد الرئيس السابق محمد مرسى شرعيته خاصة وأن الثورة جاءت لوجود اعتداءات على حقوق المصريين كما أعرب الوفد عن أمله فى أن تكون هذه المؤسسات الدولية وبعد تلك النقاشات محايدة بشكل فعلى فى تعاملها مع الوضع فى مصر وألا تكون منحازة لأجندات الدول العظمى أو الممولة لها وأن تتخذ قراراتها بحياد كامل وبتجرد من أى مؤثرات خارجية كما ناشد الوفد الشعبى الحكومة فى مصر أن تعمل وبتواصل وجد مع تلك المؤسسات الدولية لتفادى أى سوء للفهم فى الفترة القادمة. فى ذات الإطار كان وفد الدبلوماسية الشعبية قد التقى أيضا فى جنيف عددا من كبار المسئولين بمنظمة العمل الدولية ومنهم كارى تابيولا المستشار الخاص لمدير منظمة العمل الدولية وازيتا بيرار مدير إدارة التشغيل وكارين كيرتس مدير إدارة المعايير بالمنظمة. وقال الدكتور ياسر حسن مستشار مدير عام منظمة العمل الدولية، عقب الاجتماعات، إن المنظمة الدولية سعيدة بحضور وفد مصرى غير حكومى ومن شخصيات تمثل المجتمع المدنى وحيث حرصت المنظمة على التعرف على الآراء المختلفة تجاه التطورات الأخيرة فى مصر كما كانت المنظمة مهتمة بالتعرف على التحديات التى تواجه مصر فى الفترة القادمة واستمع مسئولو المنظمة باهتمام إلى ذلك وبخاصة ما يتعلق بإتمام العملية الانتقالية فى مصر بشكل سليم وبناء مؤسسات دستورية على أسس ديمقراطية بما فى ذلك التنظيمات النقابية وحيث ينتظر إصدار الجانب المصرى لمشروع قانون الحريات النقابية الجديد. وأضاف أن التحديات التى واجهت مصر عشية اندلاع ثورة 25 يناير مازالت فى مجملها قائمة وتحتاج للتعامل معها على نحو عاجل وذلك فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية وفى مقدمة ذلك بطالة الشباب والحد الأدنى للأجر والتدريب ومهارات العمل. وأكد الدكتور ياسر حسن أن منظمة العمل الدولية ملتزمة بالتعاون مع مصر فى هذه المجالات وهو ما حرص مدير عام المنظمة على نقله إلى الوفد عبر مسئولى المنظمة وما كان قد أكده دوما لرئيسة بعثة مصر الدائمة لدى الأممالمتحدة فى جنيف.