تسبب حظر التجوال وفرض حالة الطوارئ الذى أقرته القوات المسلحة فى الآونة الأخيرة بعد فض اعتصامى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر فى العديد من الخسائر تكبدتها الهيئات المسؤولة عن النقل والمواصلات والمتمثلة فى هيئة النقل العام والسكة الحديد ومترو الأنفاق. وصلت الخسائر التى تكبدتها هيئة النقل العام إلى 5 ملايين جنيه فى أيام الحظر، وقدرت هيئة السكة الحديد خسائرها ب55 مليون جنيه ناتجة عن توقف حركة القطارات، فيما لم تستطع هيئة مترو الأنفاق تقدير خسارتها المادية نظراً لاختلاف نسبة الإيراد يوما عن الآخر. فيما أضر حظر التجوال بالعاملين بهيئة النقل العام ومترو الأنفاق والسكك الحديدية، حيث تم إلغاء بدلات الراحة التى كانت تصرف للعاملين لمساعدتهم فى المعيشة وتوقفت مع توقف حركة القطارات، واستشهاد اثنين من العاملين بالمترو فى محطتى الجيزة والشهداء أثناء تأديتهما عملهما، وأصبح هناك متاعب كثيرة فى وصول العمال إلى عملهم خاصة أن معظم العاملين من أهالى الأقاليم من الشرقية والمنوفية والقليوبية وأطراف الجيزة ويحتاجون للخروج فى وقت باكر أثناء ساعات الحظر. ومن ناحية أخرى فقد أضرت هذه الأيام القليلة بالعمل فى مختلف المؤسسات والمصانع على مستوى قطاعى الإنتاج والخدمات، سواء التابعة للدولة أو للقطاع الخاص، وهو ما جعل بعض التجار والمصانع يستغيثون بالحكومة والجيش لتقليل فترة حظر التجوال والسماح لهم بمواصلة عملهم أثناء ساعات الحظر بعد نزيف الخسائر الذى لحق بهم. يؤكد الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية والإستراتيجية، أن حظر التجوال أضر كثيرا بالإنتاج والتصدير، فالمصانع التى كانت تقوم بتشغيل العاملين فيها لمدة دورتى عمل أو ثلاث دورات يوميا أصبحت تعمل دورة واحدة فقط، كما أثر هذا الحظر على السياحة، سواء الداخلية أو مجىء السائحين العرب والأجانب من الخارج، خاصة أن الكثير منهم كانوا يفضلون مصر فى أشهر الصيف بجوها المتميز. واقترح الدكتور عبده أن يتم عمل تصاريح للعاملين فى مجال الصناعة والتجارة والاستثمار للتحرك فى أوقات الحظر، خاصة لنقل البضائع الغذائية التى ارتفعت بعضها بنحو %20 لقلة المعروض منها، وزيادة التضخم، وغلاء الأسعار، وهو ما يتطلب من الحكومة الحالية شفافية وإفصاحا والتزاما بأن تقوم بعمل تثبيت حقيقى للأسعار. وأضاف «رشاد» أنه يمكن للجيش استكمال مسيرة دعمه بأن يخصص سيارات من جانبه لنقل البضائع والسلع الغذائية للمناطق المختلفة والنائية والمعروض منها، حتى لا يحدث نقص فى المعروض، وبالتالى زيادة فى الأسعار. وقالت الدكتورة نورهان الشيخ، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تأخير حظر التجوال من الساعة السابعة مساء إلى الساعة التاسعة له دلالة مهمة، وهى أن الأوضاع الأمنية أصبحت أكثر استقرارا. وأضافت الدكتورة نورهان أن بدء الحظر منذ التاسعة سيعطى فرصة أفضل وأكبر للتجار لنقل بضائعهم وللمحال والمتاجر والنوادى لمواصلة أعمالها، خاصة أننا حاليا فى الإجازة الصيفية، مما سيساعد على زيادة النشاط التجارى والترفيهى والخدمى أيضا، إلا أن هذا النشاط سيتحرك بشكل جزئى نظرا لعدم رفع الحظر كليا واستمراره منذ التاسعة للسادسة صباحا. وأوضحت الدكتورة نورهان أن حظر التجوال أثر على النشاط السياسى، فكثير من الأحزاب والنقابات كانت تعقد مؤتمراتها واجتماعاتها بعد العصر تقريبا مما أثر على إقامة الكثير منها، وأضافت أن بدء الحظر منذ التاسعة سيعيد جزءا كبيرا من هذا النشاط السياسى الحزبى. اللواء عبدالمنعم كاطو، الخبير الإستراتيجى، يقول إن الحظر إجراء طارئ ولصالح الأمن القومى والإنتاج أيضا، والحظر بالطبع يؤثر ويعطل زيادة الإنتاج خاصة فى الورديات المسائية، وكذلك العملية التجارية بين المواطن وأصحاب المحال.