رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن التدخل الأمريكى فى سوريا يجب أن يكون جزءا من استراتيجية أكثر شمولا، حتى لا تنفجر منطقة الشرق الأوسط برمتها. وقالت- فى تعليق على موقعها الإلكترونى الثلاثاء- إن الجريمة الأخلاقية التى وقعت فى سوريا، والتى يرجح تورط قوات نظام الرئيس بشار الأسد فيها، تتيح فرصة فريدة للرئيس الأمريكى، باراك أوباما، لكى يقوم بتعبئة الرأى العالمى ضد الحرب الطائفية متزايدة الدمار فى سوريا، هذا أولا، وثانيا أن يسعى إلى مشاركة دولية أوسع نطاقا فى جهد أكثر شمولية للحيلولة دون تفجر المنطقة بأسرها. وأضافت، "عادة ما تتسم الحروب الأهلية بالوحشية، وتمتاز الحرب الأهلية دائرة الرحى فى سوريا بأنها تجمع بين دفتيها صراع مذهبى متعصب، وصدام عرقى داخلى، وقد غذى أتون هذه الحرب من خارج سوريا خصوم إقليميون متنافسون يستفيدون من دعم القوى المتناحرة داخليا، مما يعطى الصراع السورى قدرة ديناميكية على الاتساع ليس فقط على صعيد الأرض ولكن أيضا على صعيد العنف ذاته". وتابعت، "وهذا يستلزم أن يكون الرد العقابى على جريمة استخدام الكيماوى الوحشية ضد المدنيين السوريين جزءا من استراتيجية أكثر شمولا تسعى لتعبئة الرأى العام العالمى ضد الحرب الدائرة، وأن يسعى إلى حشد ائتلاف أوسع نطاقا يضم مزيدا من الدول المعنية بتجنب اتساع دائرة العنف فى المنطقة". ولفتت "فاينانشيال تايمز" إلى عدم طرح القضية تحت رواق الأممالمتحدة، تجنبا لخطر استخدام بعض الدول لحق الفيتو وربما أيضا خشية أن يأتى دعم الجمعية العمومية محدودا، ورأت أنه تقييم صائب وإن كان الاستنتاج خطأ. وقالت الصحيفة البريطانية، "إن ما يتعين على الولاياتالمتحدة عمله فى هذه المرحلة هو بسيط إلى حد ما؛ حيث ينبغى الطلب من الجمعية العامة أن تصادق على قرار إدانة قاطع للهجوم الكيميائى على المدنيين باعتباره جريمة وحشية ضد الإنسانية- دونما تحديد فى هذه المرحلة لهوية مرتكبى الجريمة بحيث يتعذر على أية دولة أيا كان توجهها الجيوسياسى أو الدينى رفض الدخول ضمن ائتلاف دول الإدانة".