انتشر عشرات الشرطيين اليوم الأربعاء حول مقر المحكمة الشعبية فى مدينة جينان الصينية، حيث ستفتتح الخميس المحاكمة الحساسة للقيادى الكبير السابق المغضوب عليه اليوم بو تشيلاى، وفق ما أفاد مراسلو فرانس برس. وتعززت مراقبة الدخول إلى المبنى بنشر كلاب بوليسية، فى حين كان عناصر أمنيون بالزى المدنى يتأكدون من حسن سير كاميرات المراقبة. وكتب على مذكرة قصيرة ألصقت على الجدار، واطلع عليها بعض المارة أن "هذه المحكمة تستعد لاستقبال محاكمة عامة للمتهم بو تشيلاى فى 22 أغسطس فى الساعة 08,30 إمام الغرفة الخامسة". ولاحظ مراسلو فرانس برس كيف فشلت تظاهرة قام بها نحو 12 شخصا احتجاجا على النظام القضائى فى الصين الأربعاء، وكيف أوقفت قوات الأمن عدة متظاهرين. وأكد العديد منهم أنهم "موقعو عرائض" صينيون يحاولون رفع دعوى ضد السلطات المركزية لمظالم يرون أنهم راحوا ضحيتها. وأكدت لين شيولى (43 سنة) التى قالت إنها وقعت عرائض طيلة ثمانى سنوات فى قضية مدنية لفرانس برس، أنهم اعتقلوها عشرين مرة وإنها تريد "مقارنة الطريقة التى يحاكم بها كبار الموظفين والمواطنين البسطاء". من جانبها أعلنت مجموعة صغيرة من موقعى عرائض، أنها أتت من شانجهاى حتى جينان للاستفادة من التغطية الصحافية الكبيرة، ووزعت بعض الوثائق على الصحفيين الحاضرين قبل أن تفرقها الشرطة. ولم يظهر بو تشيلاى (64 سنة) الأمين العام السابق للحزب الشيوعى فى مدينة شونجكينج الكبيرة (جنوب غرب) المعتقل فى مكان سرى، إمام الملأ منذ 17 شهرا. ويلاحق القيادى المغضوب عليه بتهمة الفساد واختلاس أموال واستغلال السلطة وقد يصدر بحقه حكم بالإعدام. ولم تحدد مدة المحاكمة رسميا لكن المراقبين يتوقعون أن تكون قصيرة، وأن لا تتجاوز يوما أو يومين، واختيرت مدينة جينان (شرق الصين) البعيدة عن شونجكينج لاحتضان المحاكمة التى لن يحضرها سوى عدد قليل جدا من الأشخاص الذين اختيروا بعناية. وأعلنت المحكمة أنها ستنشر معلومات حول المحاكمة الجنائية فى مدوناتها على الإنترنت. وفرض على الصحفيين الأجانب الذين جاؤوا فى أعداد كبيرة إلى جينان، أن يتسجلوا لدى السلطات المحلية. ولم تتمكن الصحافة الدولية فى أغسطس 2012 من حضور جلسة محاكمة غو كايلاى زوجة بو تشيلاى التى أدينت بقتل رجل أعمال بريطانى. وبعد شهر من ذلك لم يسمح لوسائل الإعلام الدولى بحضور محاكمة قائد الشرطة السابق وانغ ليجون الذى كان الذراع الأيمن لبو تشيلاى، والذى أدين باستغلال السلطة والفساد. وتلقت كبرى الصحف الصينية تعليمات واضحة بأن لا تستعمل على صفحاتها إلا ما تنقله وكالة الصين الجديدة الرسمية، كما درجت العادة فى الصين فى القضايا الحساسة. وقد كان لقضية بو تشيلاى التى اندلعت ربيع 2012 وقع القنبلة، ما يعكس شدة الصراع على المناصب الأساسية فى قيادة الحزب الشيوعى الصينى الذى يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ أكثر من ستين سنة.